مونديال السيدات لكرة القدم بنسخته التاسعة ينطلق غداً … منتخب المغرب أول ممثل للعرب في العرس الناعم .. بنات العم سام ولبؤات هولندا وفراون تيم في المقدمة
| خالد عرنوس
بعيداً عن عالم الرجال وليس عن اللعبة الشعبية الأولى في العالم تنطلق صباح الخميس منافسات بطولة كأس العالم للسيدات بنسختها التاسعة، حيث أقصى شرق الكرة الأرضية في أستراليا ونيوزيلندا بمشاركة اثنين وثلاثين منتخباً (للمرة الأولى) يمثلون القارات الكروية الست، وتستمر منافسات البطولة التي تقام كل أربع سنوات لشهر كامل على غرار مونديال الجنس الخشن، وأصبحت هذه البطولة التي انطلقت برعاية الفيفا قبل ثلاثة عقود تتمتع بشعبية كبيرة على مستوى عشاق اللعبة في شتى أصقاع العالم لكنها لا ترتقي إلى مستوى الكرة الرجالية بكل الأحوال من حيث المشاهدة على الأقل رغم أن بعض المباريات والبطولات تشهد إثارة ومنافسة قوية ولا تخلو من جمالية يبحث عنها محبو قطعة الجلد المدور بشكل عام، وكذلك تتمتع الأوساط النسائية بعديد النجمات المتألقات اللاتي لا يقللن عن نجوم الكرة العالمية وبعضهن تتفوق بالأرقام على الرجال مع اختلاف في خريطة المنتخبات الأفضل في عالم السيدات عنه في كرة الرجال ولاسيما على مستوى المونديال، وتبدو سيدات أميركا حاملات اللقب المرشحات الأوفر حظاً للحفاظ عليه مع منافسة متوقعة من الأوروبيات ولاسيما الهولنديات والإنكليزيات والسويديات هذه المنتخبات الأربعة كانت حاضرة في نصف نهائي المونديال الماضي في فرنسا 2019، مع ملاحظة دخول الألمانيات واليابانيات بحكم الخبرة والأستراليات بحكم الضيافة على الخط.
حكاية بطولة
كما في حال كرة القدم (الرجالية) كانت هناك محاولات كثيرة لتنظيم أول بطولة عالمية على غرار المونديال وبالفعل نظم عدد من البطولات هنا وهناك خلال عقد ونصف العقد بين 1970 و1988 عندما نظمت الصين بطولة عالمية مصغرة ضمت 12 منتخباً كتجربة شبه رسمية تحت أنظار الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الذي تحمس أعضاؤه للفكرة فكان القرار بتنظيم أول بطولة رسمية خاصة بالإناث تحت إشرافه ومنح الصين شرف استضافتها على أن تقام بداية كل أربع سنوات مرة في العام الذي يلي مونديال الرجال بداية من عام 1991، وبدأت النسخة الأولى بـ12 منتخباً وارتفع العدد إلى 16 في النسخة الثالثة عام 1999 وبعد النجاح الكبير تم اعتماد 24 فريقاً في نسختي 2015 و2019 قبل أن تأتي الزيادة الأخيرة في النسخة الحالية إلى 32 منتخباً بالنظام ذاته المتبع في بطولات الرجال، وكما في عالم الكرة الخشنة باتت للنواعم بطولاتهن الخاصة مثل مونديال الشابات تحت 20 عاماً والناشئات تحت 17 عاماً ومونديال كرة الصالات وسيكون هناك مونديال للأندية بقرار الفيفا العام الماضي لكن لم يبت حتى الآن بموعده.
هيمنة الأميركيات
وتتبدل خريطة الهيمنة على بطولة الكرة الناعمة عنها عند الرجال فالقائمة تخلو من البرازيل وإيطاليا والأرجنتين وفرنسا وحتى إنكلترا ووحدها ألمانيا بين الدول الكبيرة نالت نصيباً جيداً من كعكة مونديال السيدات في حين تعد الولايات المتحدة الأميركية سيدة البطولة الأولى بعدما توجت بنصف ألقاب النسخ الثماني التي أقيمت حتى الآن أعوام 1995 و1999 و2015 و2019 وأكثر من ذلك فقد كانت بنات العم سام العضو الدائم في مربع الكبار في البطولة فحللن وصيفات لليابانيات في نسخة 2011 وبالمرتبة الثالثة في النسخ الثلاث الأخرى، في حين تأتي بنات ألمانيا في المرتبة الثانية فقد توجن بالكأس عامي 2003 و2007 وحل المنتخب الألماني الملقب بـ(المانشافت فراون) وصيفاً في النسخة الثانية 1995 ورابعاً في فرنسا 2015، أما اللقب الثامن فكان من نصيب النرويجيات اللواتي توجن بلقب 1995 بعدما حللن بالمركز الثاني 1991 ثم حللن رابعاً في بطولتي 1999 و2007، ولا ننسى أن مقاتلات الساموراي اليابانيات قد بلغن النهائي في 2015، ومن ضمن 44 منتخباً شارك في البطولة استطاع 11 منتخباً من بلوغ نصف النهائي، فعدا الأبطال الأربعة استطاع المنتخب السويدي الوصول 4 مرات إلى مربع الكبار فكان وصيفاً في نسخة 2003 وثالثاً أعوام 1991 و2011 و2019، أما المنتخب البرازيلي فحل وصيفاً 2007 وثالثاً 1999 في حين المنتخب الصيني فقد خسر نهائي 1999 وحل رابعاً 1999، وكان المنتخب الهولندي المنتخب الثامن الذي وصل النهائي قد حل ثانياً في النسخة الأخيرة 2019، وحل المنتخب الإنكليزي ثالثاً في 2015 ورابعاً في 2019 ويعتبر المنتخب الفرنسي آخر عصبة الـ11 وقد حل رابعاً في مونديال 2011.
وكما ذكرنا فإن 44 منتخباً شارك في البطولة هناك 7 منتخبات لم تغب عن المونديال وبالطبع فإنها تتصدر الترتيب بكل الأرقام من جهة المباريات والفوز والتسجيل، وبالطبع فإن الزعامة في عهدة المنتخب الأميركي الذي خاض 50 مباراة ففاز بـ40 منها وسجلت لاعباته 138 هدفاً وجمعت 126 نقطة وكلها أرقام قياسية، وقد خسر 4 مرات وتعادل بست مباريات، يليه المنتخب الألماني (44 مباراة، 30 فوزاً، 9 هزائم) ثم النرويجي (40 مباراة، 24 فوزاً، 4 تعادلات، 12 هزيمة)، ويأتي منتخب نيجيريا الممثل الدائم للقارة السمراء في المرتبة 14 (26 مباراة، 4 انتصارات، 3 تعادلات، 19 هزيمة) وتلقت شباكه 63 هدفاً والرقمان الأخيران قياسيان سلباً.
أرقام من البطولات
284 مباراة شهدتها النهائيات خلال النسخ الثماني السابقة وسجل فيها 917 هدفاً أي بمعدل 3،22 أهداف في المباراة الواحدة، والطريف أن البطولتين الأولى والثانية كانت أرقامهما متشابهة تماماً (26 مباراة، 99 هدفاً) وكذلك النسختان الأخيرتان (52 مباراة، 146 هدفاً)، وشهدت بطولة 1999 تسجيل 123 هدفاً خلال 32 مباراة أي بمعدل 3،84 كأفضل معدل في بطولة واحدة في حين لم تشهد نسخة 2011 أكثر من 86 هدفاً خلال 32 مباراة والمعدل 2،69 في المباراة الواحدة.
وسجلت الأميركيات الكثير من الأرقام القياسية في البطولة ومنها أنهن سجلن 25 هدفاً في 6 مباريات خلال نسخة 1991 كأعلى رصيد لمنتخب في بطولة واحدة ومثلهن الألمانيات اللواتي سجلن الرقم ذاته في 2003، وعادت بنات العم سام فسجلن 26 هدفاً في النسخة الأخيرة 2019 إنما خلال 7 مباريات.
وتابع مباريات البطولة الـ284 في الملاعب قرابة 6 ملايين و960 ألف متفرج أي بمعدل 24510 متفرجين في المباراة الواحدة والمعدل الأفضل كان في الصين 2007 ويومها كان المعدل في المباراة الواحدة 36155 متفرجاً، والمعدل الأقل كان في السويد 1995 (4312 متفرجاً)، أما المباراة الأكثر حضوراً على أرض الملعب فكان نهائي 1999 الذي تابعه في ملعب (روز بول) في باسادينا في الولايات المتحدة الأميركية 90185 متفرجاً.
نجمات المونديال
كما في مونديال الرجال تتمتع بعض اللاعبات بنجومية مونديال النواعم فهناك من الأسماء بريجيت وليلي وكارلي وساندرا ومارتا وسواهن، وبالطبع فهذه الأسماء ليست عامة وإنما لنجمات فرضت أرقامهن تاريخاً خاصاً في البطولة، وفيما يلي بعض هذه الأرقام:
– الأميركية كريستين ليلي ظهرت في خمس نسخ بين 1991 و2007 وخاضت 30 مباراة كاملة كأكثر اللاعبات خوضاً للمباريات في البطولة، وظهرت زميلتها كريستن رامبون في 6 نسخ منذ 1999 وحتى 2015 لكنها شاركت في 19 مباراة فقط.
– البرازيلية مارياليدز موتا (فورميغا) كانت الأكثر مشاركة في البطولات فقد شاركت في 6 نسخ كاملة آخرها 2019 وكانت تبلغ من العمر يومها 41 عاماً.
– تتصدر البرازيلية مارتا فييرا داسيلفا الشهيرة بـ(مارتا) لائحة هدافي البطولة برصيد 17 هدفاً تليها الألمانية بريجيت بيرنز بـ14 هدفاً سجلتها خلال 24 مباراة وتشاركها بالرقم ذاته الأميركية آبي وامباخ، تليهما الأميركية ميشيلي أكرز بـ12 هدفاً وسجلت 11 هدفاً كل من البرازيلية كريستياني روزيرا داس ليفا (كريستاني) والصينية سون وين والألمانية بيتينا واغمان.
– وتتصدر ميشيلي أكرز لائحة الهدافات في نسخة واحدة وقد سجلت 10 أهداف في نسخة 1991 وهو رقم قياسي في بطولة واحدة.
– كارين جينينغر وكارلي لويد ومورغان رابيوني ثلاث أميركيات وضعن بلادهن في مقدمة جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعبة في البطولة، حيث توجت بلقب الأفضل أعوام 1991 و2015 و2019 على التوالي، وفي بقية النسخ توجت النرويجية هيغ رييز (1995) والصينية سون وين (1999) والألمانية بريحيت بيرنز (2203) والبرازيلية مارتا (2007) واليابانية هوماري ساوا (2011).
النسخة التاسعة
بالطبع فإن أبرز المرشحة للظفر باللقب هي منتخبات أميركا (حامل اللقب) والهولندي الوصيف إضافة إلى السويد وإنكلترا (ثالث ورابع النسخة الماضية)، ومعها المانشافت على الرغم من تراجع الألمانيات في الفترة الأخيرة ومثلهن اليابانيات، وتشارك للمرة الأولى في البطولة ستة منتخبات هي: الفلبين وفيتنام والمغرب وزامبيا وجمهورية أيرلندا وهايتي والبرتغال وبنما، وبعد المنتخب المغربي أول فريق عربي يشارك في العرس العالمي فقد نجحت شبلات الأطلس ببلوغ نهائي كأس إفريقيا التي أقيمت في بلدهن العام الماضي لكن خسرن هناك أمام الجنوب إفريقيات 1/2 وقد جاءت المغربيات في النهائيات ضمن المجموعة الثامنة إلى جانب منتخبات ألمانيا وكولومبيا وكوريا الجنوبية وبالقياس نجد أنها مجموعة صعبة عليهن، حيث سيواجهن الألمانيات افتتاحاً يوم الاثنين القادم، يذكر أن توقيت معظم المباريات سيكون صباحاً بتوقيت سورية.
وتشهد البطولة عدداً من المفارقات فقد آثر المدرب الفرنسي هيرفيه رينار ترك تدريب منتخب السعودية لقيادة منتخب سيدات بلاده في البطولة، في حين تطالب عدد من لاعبات المونديال بالمساواة مع الرجال من جهة المكافآت الممنوحة للمشاركين أو الفائزين من الفيفا، وبلغت مكافأة بطل العالم للرجال 42 مليون دولار مقابل 30 مليون لوصيفه وبالعموم وزع الاتحاد الدولي 440 مليون دولار مقابل 152 مليوناً فقط لمونديال السيدات وستنال كل لاعبة من المنتخب المتوج باللقب قرابة 270 ألف دولار، وكان الفيفا في وقت سابق هدد بمنع بعض الدول الأوروبية من بث مباريات المونديال لضعف المبالغ المعروضة مقابل عرض المباريات الـ64 في البطولة وكانت هذه الدول عرضت بين مليون و10 ملايين دولار مقابل مبالغ تتفاوت بين 100 و200 مليون لمونديال الرجال.