مستوى الدوري العام لكرة السلة ووجود اللاعبين الأجانب وطريقة استبدالهم في ميزان النقد والتحليل وعيون مدربينا الوطنيين
| مهند الحسني
أسدلت الستارة عن فعاليات دوري سلة المحترفين هذا الموسم بحلوها ومرها، وقد بدا هذا الموسم منذ بدايته مثيراً وقوياً ومفعماً بالمباريات القوية والنتائج المتقلبة، وكان لوجود اللاعبين الأجانب نكهة تنافسية خاصة بعدما أغنوا المباريات باللمحات الفنية الجميلة التي من شأنها أن تنعكس إيجاباً على مستوى لاعبنا المحلي.
وقد شهد دوري هذا الموسم إثارة من نوع مختلف وحضوراً جماهيرياً كبيراً كان علامة مميزة وفارقة وأعطى المباريات رونقاً جميلاً، فجميع الأندية طورت نفسها ودعمت صفوفها واستعدت جيداً.
لكن ورغم هذه التفاصيل الجميلة والرائعة كان هناك ما يعكر صفو هذا الدوري جله يتعلق بموضوع تغيير اللاعبين المحترفين الأجانب بتلك الطريقة التي أحدثت فوضى احترافية غريبة وساهمت في نجاح بعض الأندية وكانت نتائجها سلبية في أندية أخرى.
الوطن حيال تفاصيل هذا الموسم بإيجابياته وسلبياته استطلعت أراء بعض مدربينا الوطنيين عبر التحقيق التالي:
المدرب هلال الدجاني (استقرار الحالة المادية)
اختلف الدوري هذا العام بوجود اللاعبين الأجانب منذ الدور الأول بلاعب واحد، فسار الدوري بانقسام الفرق إلى طابقين، فتنافست ستة فرق للدخول إلى الفاينال فور وستة فرق للهروب من الهبوط.
عانت بعض الفرق من الصعوبات المادية لتكبد مصاريف إضافية لم تكن معتادة عليها، وكان لتأخر بعض الفرق بجلب الأجانب أو لانخفاض مستواهم الفني أثر مهم في تحديد ترتيب الفرق ليهبط فريقا حطين والطليعة إلى الدرجة الثانية بعد منافسة مع الوثبة والثلاثة كانت لهم معاناة بإحضار الأجانب.
في الدور النهائي ومع وجود أجانب تغيرت المعطيات وتبين تأثير الأجانب الكبير على مستوى الفرق، وبدأت الفرق بالتبديل لتحسين الوضع الفني لها، ورغم الفوائد الناجمة عن اللعب بصفوف كاملة بمستوى فني مرتفع نتيجة ارتفاع مستوى الأجانب عند التبديل،
لكن تأثرت بعض الفرق أيضاً بنقص التفاهم والانسجام كما كانت ورقة تبديل الأجانب تفاجئ الخصم وتربك دفاعه كما حصل مع الأهلي أمام الوحدة في أول مباراتين بالدور النهائي.
فوائد الأجانب تجلّت في الجماهير الكبيرة التي حضرت وفي تطور المستوى التكتيكي عند الفرق لكنه انعكس على انخفاض تأثير اللاعبين المحليين وقلة أوقات مشاركتهم وأيضاً بعدم المغامرة بإشراك اللاعبين الصاعدين سوى لبعض الفرق وبصورة مختصرة..
المطلوب حالياً هو استقرار الحالة المادية للأندية لأنها العنصر الأساسي في تطور مستوى اللعبة سواء بالقدرة على جلب الأجانب أو المحليين البارزين المدربين، ولكن يجب وضع عدد من الضوابط لضمان الاستقرار الفني والالتزام بتسديد جميع مستحقات الكوادر بشكل منتظم لما له من دور نفسي في راحة الجميع بما ينعكس إيجاباً على مستوى اللعبة..
المدرب فراس قوجه (مستوى دون الوسط)
الحقيقة مستوى معظم اللاعبين المحترفين كان دون الوسط باستثناء البعض القليل والدليل جميع الأندية بدلت أجانبها مرة ومرتين وحتى في بعض الأوقات ثلاث مرات وخاصة لاعبي الأندية التي لعبت في الدور النهائي، وهذا التغيير للأجانب يدل على عدم رضا المدربين على مستوى اللاعبين الأجانب لديهم، وباعتقادي هناك أسباب إما لعدم الخبرة الكافية لبعض الأندية بإحضار أجانب وخصوصاً التجربة الأولى لها، أو ربما لعدم القدرة على دفع رواتب عالية للاعبين المحترفين المميزين مثل لاعبي دوريات المنطقة (لبنان، الإمارات، البحرين، الكويت).
أما بالنسبة لموضوع تغيير اللاعبين المحترفين باعتقادي بالنسبة لدورينا لا يفيدنا بالوقت الحالي، وذلك من أجل الاستقرار الفني للفريق والانسجام بين المحترفين واللاعبين المحليين، لأن لاعبينا المحليين يحتاجون الوقت الطويل للتكيف والانسجام مع اللاعبين المحترفين، وأتوقع معظم الدوريات للدول المجاورة لدينا تسمح بالتبديل وتغيير المحترفين إلى وقت وتاريخ محددين من اتحاد اللعبة.
أما بالنسبة للفائدة الفنية داخل الملعب بالمباريات فهي لم تتجاوز 40 % وهذه نسبة ضعيفة جداً وذلك لأسباب عديدة ومنها
بداية من ضعف أغلب اللاعبين الأجانب، وثانياً طريقة اعتماد معظم المدربين على إعطاء اللاعبين الأجانب أدواراً كبيرة بالملعب يتجاوز 90 بالمئة بالمقابل إعطاء دور قليل للاعبين المحليين، وهذا شاهدناه من خلال انخفاض مستوى كثير من اللاعبين ما بين مرحلة الدوري بأجنبي واحد ومابين مرحلة الفاينال فور بأجنبيين اثنين.
ثالثاً: بوجود لاعبين أجانب اثنين بالملعب أدى إلى انحسار مشاركة اللاعبين المحليين من خلال قلة عدد دقائق اللعب لهم وشاهدنا بعض لاعبي الفرق لم تتعد مشاركتهم بالمباراة أكثر من عشر دقائق، وهل تحققت الفائدة الفنية للاعبين.
رابعاً عدم ثبات مستوى الفريق في المباريات من خلال ربح مباراة بفارق كبير وأداء جيد وفي المباراة الثانية مع الفريق نفسه يتعرض الفريق للخسارة وبأداء ضعيف جداً وهذا يدل على عدم وصول الفريق إلى خط بياني ومستوى فني ثابت.
المدرب عدي خباز (آلية لتغيير المحترفين)
الدوري كان تنافسياً جداً ونتائج المباريات أكدت هذا الشيء لأنه لم يحسم موضوع فرق الفاينال لآخر مراحل الدوري المنتظم.
الفائدة الفنية لا أظن أنها تحققت بنسبة كبيرة في ظل غياب بعض الفرق عن موضوع استقدام اللاعب الأجنبي لمراحل متأخرة بالذات وخاصة الفرق من المركز السابع وما دون لم يتعاقدوا مع لاعبين أجانب إلا في مراحل متأخرة ليساعدوه بالهروب من شبح الهبوط.
أعتقد أنه يجب أن يتم وضع آلية لموضوع تغيير الأجانب من أجل ضبط الموضوع حتى نتمكن من الحصول على الفائدة الفنية من وجود الأجانب بدورينا، باعتقادي هؤلاء اللاعبون الأجانب أفادوا الفرق فقط بموضوع الحصول على اللقب أو الهروب من الهبوط.
لا أعتقد أنهم أفادوا الفرق واللاعبين فنياً لأن الفرق التي تسعى للهروب من شبح الهبوط إمكانياتها المادية ضعيفة لذلك كان أجانبها من مستوى متواضع.
والفرق التي كانت تتنافس على البطولة نجحت في تغيير لاعبيها المحترفين أكثر من مرة، وفي وقت كان الدوري مضغوطاً، فكل هذه العوامل لم تساعد لنستفيد فنياً من اللاعبين الأجانب حتى الذين كانوا بمستوى فني عال.
المدرب عبود شكور (فكرة خاطئة)
مستوى الدوري هذا الموسم كان مقبولاً نوعاً ما، وجود الأجانب أعطى دفعاً للاعب المحلي للعمل والتعلم داخل وخارج الملعب، ساعد على تطوير فهم اللاعب المحلي لكرة السلة وكشف معدنه وقدرته على تحمل الضغوط وأخذ المبادرة، وأعطانا كمتفرجين بعض اللمحات الفنية الجميلة، ولكن تغيير الأجانب المستمر والسماح به برأيي الشخصي كان فكرة خاطئة بسبب تأثيرها على استقرار الفريق الفني والذهني، كان يجب وضع ضوابط وتاريخ محدد لاستبدال الأجانب، وعلى اتحاد السلة مسؤولية المحافظة على صورة الدوري من خلال وضع ضوابط لهذه الأمور.
وجود الأجانب برأيي ضروري لتطوير اللعبة والمساعدة على خلق جيل جديد لكرة السلة السورية… لكن السماح بتبديل الأجانب بهذه الطريقة لا جدوى منه وهو يضع أعباء مالية ضخمة على الأندية.
المدرب جورج شكر (إضافة فنية)
الدوري العام لكرة السلة أضاف قيمة فنية وإعلامية عن موسم العام الماضي، القيمة الفنية ساهم بها اللاعب الأجنبي من بداية الموسم ورغم تفاوت مستوى اللاعبين الذين تم استقدامهم من نادي إلى آخر والذي عكس صورة التخبطات الإدارية التي تعيشها الأندية قبل الفنية لأن من تحكم باستقدام اللاعبين الأجانب هم الإدارات التي تعيش تحت ضغط الداعمين وما يقدمونه، قليلون من وفقوا باللاعبين المحترفين وشكلوا بالتالي إضافة لفرقهم كالنواعير والحرية، وما تبقى عانى كما ذكرت، ومع الأسف في بعض الأحيان عانى اللاعبون من النكران رغم دورهم الكبير والأساسي في نجاح الجميع، وهو ما أثبتته المباريات النهائية خاصة.
بالمجمل وجود اللاعبين الأجانب شكل إضافة فنية يجب دراستها بهدوء للبناء على إيجابياتها والحد من سلبياتها، كما أن وجود اللاعب الأجنبي وبالمستويات التي تم استقدامها لفت إلى ضرورة الاهتمام باللاعبين المحليين وتطوير اللاعبين الشباب والصاعدين، جميع تلك الملاحظات بحاجة لوقفة متأنية من إدارات الأندية ومن اتحاد اللعبة لاتخاذ قرارات تصب بدفع الصورة الفنية التي رأيناها إلى الأفضل في الموسم القادم، وعودة النقل التلفزيوني ونجاح النقل الإلكتروني ساهم بمتابعة أقوى للدوري وخاصة من خارج الوطن نتمنى ختاماً دراسة هادئة للمقترحات لاختيار ما يناسب المرحلة القادمة.
المدرب نضال الأسود (الحضور الجماهيري الجميل)
بالنسبة للدوري كان جميلاً، وهذه السنة ارتفع مستوى المنافسة بين الفرق بعدما تعاقدت مع لاعبين أجانب، لكنها لم توفق بهم كثيراً.
فريق نادي الجيش نجح في الفاينال فور بالتعاقد مع اللاعب التونسي عمر عبادة ولاعب صربي كان بمستوى جيد،
وكذلك فريقا الوحدة والنواعير، وخاصة الوحدة الذي تعاقد مع اللاعب أمير سعود الذي كان نقطة فارقة لنادي الوحدة، وأيضاً اللاعبون المحليون أحياناً كانوا يظهرون بمستوى جيد.
الحضور الجماهيري كان شيئاً جميلاً أعطى روحاً لرياضة كرة السلة، طبعاً اتحاد السلة يحاول تطوير كرة السلة وفي حال بقائه على هذا المستوى من الاهتمام والتطوير فسوف نرى تطوراً كبيراً في المستقبل لجميع مفاصل اللعبة.
المدرب هيثم جميل (شماعة التقصير)
موسم سلوي جيد حيث شهد تقلبات عديدة من حيث النتائج، كان العامل الأساسي فيها اختلاف الأهداف الإدارية الفنية بين الأندية، الأهلي والكرامة كان عليهم المشاركة ببطولة ( وصل) وأندية في البداية لم تكن راغبة بإحضار اللاعب الأجنبي نظراً للوضع الاقتصادي وضعف الموارد المالية للأندية، ولكن اضطرت لتأمين اللاعب المحترف بهدف تحقيق النتائج والوصول للفاينال فور أو الهروب من الهبوط للدرجة الثانية، المستغرب بالأمر أن اتحاد السلة سمح بالتغيير المتعدد للاعب الأجنبي دون أي مراعاة لحقوق اللاعب المحلي، وكذلك تبديل اللاعب الأجنبي دون إنهاء كافة مستحقات اللاعب المستغنى عنه، هذه الحالات أدخلت المدربين في حسابات بعيدة عن الاستقرار الفني المنشود، ما جعل المدرب شماعة التقصير والضعف الإداري، المستوى الفني وبكل صراحة العام لم يقترب من الشغف والحضور الجماهيري، وهذا الحضور الجماهيري هو من أعطى النكهة الخاصة للمباريات.
ما نحتاجه هو تقييم كامل للأفكار التي تم تنفيذها في آلية المسابقة تحت 23 سنة والتي لم تقدم أي جديد، وإجبار الأندية على تخصيص جزء من حجم الإنفاق للفئات العمرية وتطويرها للحاجة الماسة لجيل جديد كما يتكلم الجميع.