عربي ودولي

أعلنت أن تستّر واشنطن على استهداف جسر القرم يؤكد ضلوعها في جرائم كييف … موسكو تحذر من تنفيذ صفقة الحبوب دون مشاركتها ومستعدة لإمداد الدول المحتاجة مجاناً

| وكالات

حذرت الرئاسة الروسية من مغبة محاولة الاستمرار في تنفيذ صفقة الحبوب من دون مشاركة موسكو، مشيرة إلى أن ذلك ينطوي على مخاطر كون ممر الحبوب يحاذي منطقة القتال، وتستخدمه كييف لأغراض عسكرية، لافتة إلى أن روسيا لا تزال على استعداد لإمداد الدول المحتاجة بالحبوب مجاناً، في حين أعلنت الدفاع الروسية إحباط هجوم بـ28 مسيرة أوكرانية على القرم.
ونقل موقع «روسيا اليوم» عن المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف قوله للصحفيين حول توجه كييف لمواصلة تصدير الحبوب رغم انسحاب موسكو من الصفقة: إن «هذه المسألة تحتاج إلى تعليق من الجيش الروسي، لأن الحديث يدور عن منطقة متاخمة لمنطقة القتال مباشرة».
وأضاف بيسكوف: دون ضمانات أمنية مناسبة، تظهر هناك مخاطر معينة، لذلك إذا حاولوا اتخاذ خطوات ما من دون روسيا، فيجب أخذ هذه المخاطر بعين الاعتبار، وهنا يصعب تحديد من هي الدول المستعدة لمواجهة هذه الأخطار وإلى أي حد.
إلى ذلك، أكد بيسكوف أن دول الاتحاد الأوروبي تصرفت من دون حياء أو ضمير برفضها الوفاء بتنفيذ شروط صفقة الحبوب، مشيراً إلى أن روسيا قامت بالوفاء بالتزاماتها ومددت الصفقة عدة مرات على الرغم من عدم تنفيذ البنود المتعلقة بالمنتجات الزراعية الروسية.
وأوضح أن سلطات نظام كييف استخدمت منطقة عبور سفن نقل الحبوب لتنفيذ أغراض قتالية، وصرح بيسكوف بأن روسيا لا تزال على استعداد لإمداد الدول المحتاجة بالحبوب مجاناً، قائلاً: «الدول الإفريقية حصلت على أقل من القليل من صفقة الحبوب إلا أن روسيا لا تزال مستعدة لاستبدال توريد الحبوب الأوكرانية للدول المحتاجة مجاناً حتى بعد الانسحاب من الصفقة».
وأعلنت روسيا أول من أمس الإثنين رسمياً إنهاء مشاركتها في اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود الموقع في تموز عام 2022، واستعدادها للعودة إليه بعد تلبية مطالبها، بما فيها تلك المتعلقة بتصدير المنتجات الزراعية الروسية، وذلك بعد الحصول على نتائج ملموسة، وليس الوعود والتأكيدات.
من جهة أخرى أكد بيسكوف أن رد روسيا على مهاجمة جسر القرم لا يزال قيد التحضير، قائلاً: إن «العمل يجري في مجال تنفيذ توصيات الرئيس فلاديمير بوتين بشأن تعزيز الإجراءات الأمنية حول جسر القرم».
وفي السياق ذاته أكد السفير الروسي لدى واشنطن أناتولي أنطونوف أمس أن رد فعل الولايات المتحدة وتسترها على إرهاب نظام كييف في تخريب جسر القرم، ما هو إلا دليل على تورط واشنطن في جرائم هذا النظام.
ونقلت وكالة «نوفوستي» عن أنطونوف قوله: إن «تصريح وزير خارجية واشنطن أنتوني بلينكن باستقلالية أوكرانيا في إدارة أعمالها القتالية، ليس أول تبرير للهجمات الإرهابية التي تم تنفيذها ضد المواطنين والمواقع المدنية الروسية»، مستذكراً، قبل عام، كيف نأت الولايات المتحدة بنفسها عن أعمال التخريب التي نفذها النازيون الأوكرانيون بالهجوم على جسر القرم كهدف مدني.
وأضاف إنطونوف: يمكن أن نتوقع أن يرتكب الإرهابيون الأوكرانيون بدعم وحماية أميركية فظائع جديدة، مؤكداً أنه لا شك في أن النظام الأوكراني سينال الرد المناسب على ما يقوم به.
وتعرض جسر القرم فجر أول من أمس لهجوم إرهابي نفذته مسيرتان بحريتان أوكرانيتان حسبما أعلنت لجنة مكافحة الإرهاب الروسية، ما أدى لمقتل شخصين وتضرر طريق السيارات في الجسر.
وأكدت وزارة الخارجية الروسية تورط القيادة السياسية والأجهزة الأمنية المختصة في أوكرانيا في الهجوم، وذلك بناء على اعترافات نظام كييف ومسؤوليه.
في الغضون، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس إحباط محاولة لتنفيذ هجوم إرهابي بواسطة 28 طائرة من دون طيار قام بها نظام كييف على أهداف في شبه جزيرة القرم.
ونقل موقع «روسيا اليوم» عن الوزارة قولها في بيان: إن «أنظمة الدفاع الجوي دمرت 17 طائرة مسيّرة أوكرانية بوسائط الدفاع الجوي، فيما تم تعطيل 11 مسيّرة أخرى بوسائط الحرب الإلكترونية، فسقطت من دون أن تصل إلى أهدافها»، مؤكدة عدم وقوع إصابات أو أضرار جراء التصدي للهجوم.
إلى ذلك، أعلنت الدفاع الروسية أمس عن تقدم قواتها في منطقة كوبيانسك بالقرب من خاركوف بعمق 1.5 كيلومتر، وبعرض كيلومترين من الجبهة، إضافة إلى ذلك، أصابت الضربات الجوية ونيران المدفعية وحدات من القوات المسلحة الأوكرانية في مناطق قرى كالينوفو، وبيريستوفوي، وكيسلوفكا، وتابايفكا في منطقة خاركوف، ونوفوسيلوفسكويه بجمهورية لوغانسك الشعبية.
وتم، حسب الدفاع الروسية، تدمير مستودع ذخيرة لواء الدفاع الإقليمي رقم 103 بالقرب من قرية كوتلياروفكا، بمنطقة خاركوف، فيما بلغت خسائر العدو في هذا الاتجاه 65 جندياً أوكرانياً ومدرعتين قتاليتين و3 مركبات، إضافة إلى رادار مضاد للبطاريات من طراز «AN/TPQ-50» أميركي الصنع.
وفي اتجاه دونيتسك، وبفضل التنسيق المحكم والفعال لمجموعة قوات «الجنوب»، تم صد 12 هجوماً معادياً بنجاح، وتدمير مستودع ذخيرة لواء الهجوم رقم 79 المحمول جواً التابع للقوات المسلحة الأوكرانية، حيث بلغ إجمالي خسائر العدو على هذا المحور 400 جندي، ومدرعتين قتاليتين، و3 شاحنات صغيرة، ومدفع «M777» أميركي الصنع، و3 مدافع من طراز «Krab» بولندية الصنع، ومدفع «غفوزديكا»، ومدفعين «هاوتزر MSTA-B» إضافة إلى مدفعي D-20 وD-30.
وفي منطقة قرية كوزمينو بجمهورية لوغانسك الشعبية ألحقت القوات المسلحة الروسية بالعدو خسائر تصل إلى أكثر من 100 جندي أوكراني، وتدمير مدرعتين قتاليتين، و3 سيارات، ومدفع «Krab» بولندي، ومدفعي «D-30».
وفي منطقة زابوروجيه، أحبطت مجموعة «الشرق 3» هجمات للعدو على قرى مالايا توكماتشكا، وأوريخوف بمنطقة زابوروجيه، فيما بلغت خسائر العدو في هذه المناطق خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية أكثر من مئتي جندي، وتم تدمير دبابة ومدرعتين قتاليتين، و4 شاحنات صغيرة، ومدفع «هاوتزر» من طراز «MSTA-B» ومدفع «D-44».
وعلى اتجاه خيرسون، بلغت خسائر العدو 50 جندياً، وتم تدمير 4 شاحنات صغيرة، ومدفع «أكاتسيا».
وفي سياق منفصل، أعلن نائب مدير إدارة إفريقيا في وزارة الخارجية الروسية ألكسندر بولياكوف أن الجانب الروسي تلقى تأكيد مشاركة 49 دولة في القمة الروسية الإفريقية المقبلة.
ونقلت وكالة «تاس» عن بولياكوف قوله أمس في مؤتمر صحفي: «حتى الآن تلقينا تأكيدات بخصوص مشاركة 49 وفداً من وفود الدول الإفريقية، وخلال ذلك سيتم تمثيل نحو نصف الدول الإفريقية على مستوى رؤساء الدول والحكومات».
وأشار بولياكوف إلى أن العمل لا يزال مستمراً في وضع اللمسات النهائية على برنامج القمة وجدول أعمالها.
ومن المقرر أن يتم عقد القمة الروسية الإفريقية الثانية، والمنتدى الاقتصادي الروسي – الإفريقي يومي الـ27 والـ28 من تموز الجاري في مدينة بطرسبورغ الروسية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن