«الجبهة الديمقراطية»: دعوة بايدن لنتنياهو تبديد لأوهام المراهنين على الخلافات … الاحتجاجات تشتد في الكيان الإسرائيلي ضد «التعديلات القضائية».. قطع للطرق و«اضطراب تكنولوجي»
| وكالات
اشتدت الاحتجاجات مجدداً أمس داخل كيان العدو الإسرائيلي، رفضاً لخطة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو حول «التعديلات القضائية»، إذ أغلق المتظاهرون العديد من الطرق الرئيسة في «تل أبيب»، على حين اعتبرت «الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين» أن دعوة الرئيس الأميركي جو بايدن لنتنياهو، بددت أوهام المراهنين على الخلافات بين أميركا وإسرائيل لأن مصلحتهما فوق أي مصلحة أخرى في المنطقة.
وحسب وسائل إعلام العدو أغلق آلاف المتظاهرين العديد من الطرق الرئيسة في «تل أبيب» في ما سمي «يوم المقاومة»، وكذلك المدخل إلى مبنى وزارة «الأمن»، كما قطع المتظاهرون طرق الدخول إلى «بورصة تل أبيب»، وعلّقوا لافتة بعنوان: «ننقذ الاقتصاد».
وذكر إعلام الاحتلال أن الشرطة حذرت من تزايد «احتمال حدوث مواجهة جسدية بين متظاهرين ضد التشريعات القضائية ومؤيديها»، كذلك أبدى الكثير من المسافرين خشيتهم من عدم قدرتهم على الوصول إلى مطار «بن غوريون».
وتركز الاحتجاجات هذه المرة على وجود المحتجين في محطات القطار ومحاولة تعطيل مواقع إنترنت وتطبيقات.
وفي الوقت ذاته، أعلن المحتجّون العاملون في الـ«هاي تك» (الصناعات ذات التقنيات المعقدة) إنشاء «مقر للاضطراب التكنولوجي» سيقود نشاطاً رقمياً مخططاً، وقالوا: كما هي الحال في الشوارع والطرق، في وقت الطوارئ الذي نعيش فيه، يجب أيضاً الشعور بالاحتجاج في الفضاء الرقمي».
وأضافوا: ستؤثر الإجراءات المخطط لها بطريقة قانونية في التطبيقات والمواقع الشائعة الموجودة على الجهاز المحمول والحاسوب لكل إسرائيليّ، بحيث يفكر كل فرد على الأقل، لبضع دقائق في اليوم، في تدمير الديمقراطيّة التي تخطط لها الحكومة».
وبدأ ما يسمى «يوم التشويش» باعتقالات ودهس متظاهرين، إذ بدأ آلاف المستوطنين النزول إلى وسط «تل أبيب» في وقت مبكر من صباح أمس، حيث تم الإعلان عن «يوم التشويشات» في جميع أنحاء البلاد للاحتجاج على خطة «التعديلات القضائية».
وحسب منظمي الاحتجاجات فإن الكيان الإسرائيلي سيشهد تظاهرات هي بداية لأسبوع غير مسبوق من «المقاومة المدنية» والعصيان على التعديل القضائي.
وحسب صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، أغلق أكثر من ألف متظاهر مدخل «الكيرياه» (مقر وزارة الحرب) في «تل أبيب»، وقام العشرات منهم بتقييد أيديهم بالأنابيب والسلاسل إلى بوابة «بيغن»، البوابة الرئيسة للمقر.
وتجمع مئات المتظاهرين في ساحة «هابيما» في «تل أبيب» وتظاهر أمامهم بعض «النشطاء اليمينيين» يحملون لافتات كتب عليها «لقد أخطأت تماماً».
وتحدثت القناة «13» الإسرائيلية عن إصابة مستوطن بجروح خطرة بعد أن صدمته مركبة خلال تظاهرة ضد حكومة نتنياهو قرب رعنانا، بينما أعلنت الشرطة أنها اعتقلت 17 متظاهراً في الاحتجاجات، وقالت إن 14 متظاهراً اعتقلوا في منطقة وسط الكيان، كما اعتقل متظاهر في «تل أبيب» واثنان في منطقة شارع الشاطئ.
في الغضون، اعتبرت «الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين» أن دعوة بايدن لنتنياهو إلى البيت الأبيض «بددت أوهام المراهنين على الخلافات بين أميركا وإسرائيل لأن مصلحتهما فوق أية مصلحة أخرى في المنطقة».
وفي بيان لها أمس، رأت الجبهة أن «الدعوة بددت سريعاً أوهام الذين راهنوا على خلافات أميركية- إسرائيلية، وأعادت خلط الأوراق لمصلحة القضية الفلسطينية وبعض المصالح العربية».
وأضاف بيان الجبهة: إن «الأسس الإستراتيجية العسكرية والأمنية والسياسية التي تجمع الطرفين، هي أقوى بكثير من أي خلافات تكتيكية، تنشأ بين لحظة وأخرى، سرعان ما يتوصل الطرفان إلى حلول لها».
موقف «الجبهة الديمقراطية»، جاء بعد إعلان مكتب نتنياهو تلقيه خلال مكالمة هاتفية «طويلة وودية» مع بايدن، «دعوة لعقد لقاء في الولايات المتحدة قريباً».
لكن اللافت كان أن البيان الأميركي حول الاتصال الهاتفي، الذي نشر بعد وقت طويل نسبياً من البيان الإسرائيلي، لم يذكر من جهته أي شيء عن عقد لقاء أو تقديم دعوة إلى نتنياهو.
وأول من أمس الإثنين، ذكر موقع «i24NEWS» الإسرائيلي أن نتنياهو يحثّ السفير الإسرائيلي لدى واشنطن على «مضاعفة الجهود» لدعوته إلى البيت الأبيض.
وفي وقت سابق أمس، أعلن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، أنه بعد مكالمة هاتفية بين بايدن ونتنياهو «سيكون هناك اجتماع بينهما هنا في الولايات المتحدة في وقت ما في الخريف».
بدورها، نقلت شبكة «سي إن إن» الأميركية عن البيت الأبيض تأكيده أن بايدن ونتنياهو سيلتقيان «على الأرجح» قبل نهاية العام، في خطوة نحو تخفيف ما كان علاقة متوترة لكنها لا تزال أقل من دعوة كاملة لزيارة المكتب البيضاوي التي سعى نتنياهو إليها منذ فترة طويلة.