لودريان في لبنان قريباً حاملاً في جعبته ما رشح من مقررات الاجتماع الخماسي … الشيخ قاووق: الفريق الآخر يرفض التوافق والتحريض والتضليل لا يغيّر المعادلات
| وكالات
شدد عضو المجلس المركزي في حزب اللـه نبيل قاووق على أن مسار الانهيار متواصل والأزمات الداخلية تتراكم وتتفاقم ولم تعد تطاق، والجميع يعلم أن لا حل إلا بالتوافق الوطني، فيما يشهد لبنان انتظاراً وترقباً لعودة المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان حاملاً في جعبته ما رشح من مقررات الاجتماع الخماسي في قطر الأسبوع الماضي، ولاسيما التلويح بإجراءات ضدّ الذين يعرقلون إحراز تقدّم في هذا الملف.
وحسب موقع «المنار» أشار قاووق خلال المجلس العاشورائي الذي يقيمه حزب اللـه في باحة مجمع أهل البيت في بنت جبيل، إلى أن الفريق الآخر يرفض التوافق لأنهم لا يمتلكون مشروعاً توافقياً، ولأنهم أسرى أوهام المواجهة والصدام.
وقال: عمق المشكلة اليوم يكمن في أن الفريق الآخر يريد المواجهة والصدام ويخطط ويعمل على المواجهة والصدام، ومن يرفض التوافق، عليه أن يتّهم نفسه، ومن الطبيعي أن يتهمه الآخرون بالعرقلة، وسأل: لجماعة التحدي والمواجهة، هل تراجعتم عن قراركم بتعطيل نصاب الجلسات إذا كان سينتخب فيها الوزير سليمان فرنجية؟ من حق اللبنانيين أن يسمعوا جوابكم.
واعتبر أن التحرك الخارجي ينجح إذا كان يداً للمساعدة ولم يصبح جزءاً من الانقسامات، ورأى أن التحريض والتضليل لا يغير المعادلات، وعلى البعض ألا يضيعوا الوقت ويهدروا الفرص، بل أن يتعلّموا من التجارب الماضية ولا يجربوا المجرب.
في غضون ذلك كشفت أوساط سياسية لصحيفة «الأخبار» أن المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان سيصل إلى بيروت الثلاثاء أو الأربعاء المقبل من دون معرفة ما الذي يحمله من معطيات.
وكشفت المصادر أن القطريين سبقوا لودريان إلى بيروت، وبدؤوا حراكاً موازياً، لكن مع هامش أكبر من الحراك الفرنسي، مشيرة إلى أن مسؤولين قطريين التقوا ببعض القوى السياسية من بينها نواب الاعتدال ومع مسؤولين من الثنائي.
وأكّد أكثر من مصدر أن القطريين نقلوا تقديراتهم بانتهاء المبادرة الفرنسية بعدَ الاجتماع الخماسي، وأن موضوع الحوار هو فكرة فرنسية، قد يحصل الحوار برعاية فرنسية لكن لا غطاء غربياً أو دولياً له.
وحسب المصادر كان لافتاً أن القطريين لم ينقلوا جواً واحداً، فهم تناولوا اسم قائد الجيش جوزف عون مع بعض ممن التقوهم، وبحثوا معهم إمكانية وصوله إلى بعبدا وما إذا كانت المرحلة تسمح بتسويقه، لكنهم عمدوا مع قوى أخرى إلى نفي وجود مرشح للخماسية، مؤكدين أنهم لن يكرروا خطأ الفرنسيين في طرح الأسماء وحرقها.
واعتبرت مصادر مطّلعة أن ما يقوم به القطريون حالياً يؤكد أن ثمة قراراً خارجياً بتقويض الدور الفرنسي وضرب مبادرة باريس، واستبدال الأخيرة بالدوحة. وستتبيّن في المرحلة المقبلة حقيقة الدور الموكل إليها.
التصعيد المستجدّ في الملف الرئاسي اللبناني لا ينفصل عن المناخات الخارجية التي سادت في المرحلة الأخيرة والمعاكسة لأجواء التقارب والتصالح بين القوى الإقليمية، خصوصاً تلك المؤثّرة في المشهد اللبناني، وفي هذا السياق تقول المصادر للأخبار إن التصعيد الأخير الذي حمله بيان الخماسية الدولية، وأيضاً بيان البرلمان الأوروبي، يأتي في السياق الأميركي المتشدّد ذاته.
وعليه، ترى المصادر أن تحييد المسعى الفرنسي، وتقدّم الرؤية الأميركية للرئاسة اللبنانية، ومعها الرغبة السعودية، كلّ ذلك يمكن اعتباره محاولة جديدة للاستفادة من هذه المناخات لحلّ المعضلة الرئاسية على نحو يعطي للطرف المناوئ لحزب اللـه في لبنان انتصاراً رئاسياً يستكمل المشهد الذي لم يكتمل في الانتخابات النيابية الأخيرة، وهذا يُفسّر حسب المصادر مسارعة القوات اللبنانية إلى رفض الحوار الداخلي ومجاهرة رئيسها سمير جعجع بأن الهدف هو هزيمة حزب اللـه في هذا الملف، الذي تمّ حصر الأحقية في البتّ فيه بالأطراف المسيحية وتصويره على أنه استحقاق مسيحي بالدرجة الأولى.
بدورها تشير مصادر «البناء» إلى أن لودريان يصل إلى بيروت مطلع الأسبوع المقبل لنقل نتائج اجتماع اللقاء الخماسي في باريس إلى المسؤولين اللبنانيين، علماً أن لودريان أجرى سلسلة مشاورات خلال جولته على قطر والسعودية.
وقبيل انتقاله إلى بيروت أطلع لودريان الرئيس إيمانويل ماكرون ووزيرة الخارجية كاترين كولونا على حصيلة مشاوراته، وآلية العمل المفترض اتباعها لمحاولة حل أزمة لبنان.
وعلمت «البناء» أن المبادرة الفرنسية لم تسقط بل تعرّضت لنكسة وسيجري لودريان تعديلات عليها ويضيف إليها اقتراحات جديدة من ضمنها خيار الوزير السابق سليمان فرنجية وخيار المرشح الثالث ومرشحون آخرون محتملون يمكن أن يشكلوا نقطة تلاقٍ بين الأطراف كافة.
ورأت مصادر مطلعة لـ«البناء» أن بيان اللقاء الخماسي كان محاولة التفافية على المبادرة الفرنسية لجس نبض الأطراف بخيار المرشح الثالث تحت ضغط التهديد ومزيد من الحصار واستحضار عناوين التصعيد والحرب مثل تطبيق القرارات الدولية المتعلقة بسلاح المقاومة والتلويح بفرض عقوبات جديدة على جهات سياسية معينة دون غيرها، والتهديد بتمديد الحصار الاقتصادي والمالي وضرب الأمن الداخلي.
في حين مصادر متابعة لمهمّة لودريان تقول لـ«الجمهورية»: إن لا شيء مؤكداً حتى الآن، فالموفد الفرنسي يفترض أن يعود إلى بيروت في 24 تموز الجاري، ولا نستطيع أن نؤكّد أن هذا الموعد ثابت، ذلك أن لودريان عدّل برنامجه بعد مشاركته في اجتماع الخماسية، التي لم يكن أعضاؤها على قرار وموقف واحد من الملف الرئاسي، وقررّ أن يقوم بجولة اتصالات مباشرة مع كلّ طرف من أطراف الخماسية على حدة، لعلّه يتمكن من بناء ما سمّاه تصوّراً لحل ما، يأتي به إلى لبنان، وخصوصاً أن الحوار اللبناني حول رئاسة الجمهورية، الذي قال إنه سيطلقه في زيارته الثانية، بات فكرة ضعيفة جداً، لعدم جدواه بين أطراف حسمت مواقفها سلفاً برفض الحوار وعدم التوافق.