أميركا واصلت عرقلة عودتهم بزعم أن سورية غير آمنة وتركيا استمرت في ترحيلهم قسرياً … حزب الله: معالجة أزمة النازحين تبدأ من تحرير بعض المسؤولين من عقدة استرضاء واشنطن
| وكالات
مع مواصلة السلطات التركية ترحيلهم قسرياً إلى مناطق سيطرة التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة الموالية لها في شمال غرب البلاد، اعتبر حزب اللـه اللبناني أن معالجة أزمة النازحين السوريين الموجودين في لبنان تبدأ من تحرير بعض المسؤولين الرسميين من عقدة استرضاء أميركا، على حين استمرت الأخيرة في محاولة عرقلة عودتهم إلى ديارهم عبر زعمها أن الظروف في سورية اليوم لا تسمح بتلك العودة، بعد أن تباكت على أوضاعهم الإنسانية نتيجة تصاعد الخطاب المناهض لهم في لبنان وألقت اللوم عليهم في مشكلات هذا البلد!
عضو المجلس المركزي في حزب اللـه نبيل قاووق اعتبر أمس خلال المجلس العاشورائي المركزي في بلدة بنت جبيل اللبنانية، أن معالجة أزمة النازحين السوريين الموجودين في الأراضي اللبنانية، تبدأ من تحرير بعض المسؤولين الرسميين من عقدة استرضاء الولايات المتحدة الأميركية، وذلك حسبما ذكر موقع «النشرة» الإلكتروني اللبناني أمس.
والإثنين الماضي، رأى قاووق أن «قرار الاتحاد الأوروبي السافر والاستفزازي والاستبدادي حول إبقاء النازحين في لبنان يشكّل إساءة وعدواناً على السيادة والكرامة اللبنانية، وتهديداً حقيقياً للاستقرار والوحدة الوطنية»، داعياً إلى تعجيل التواصل مع الحكومة السورية لإيجاد المخارج المناسبة التي تعجّل معالجة أزمة النازحين.
بدوره قال عضو كتلة «التنمية والتحرير» قاسم هاشم: «عودة البعض للتمسك بوجود النازحين السوريين، وكأنه استجابة لمشاريع الخارج ورهاناتهم الخاطئة، يشكل علامة فارقة تصل لحد التشكيك وهذا ما يضر بوطننا»، وفق ما ذكر «النشرة».
وتابع: «ليتقنع البعض بالأخطاء التي تترتب على هذه التوجهات ولننطلق نحو علاقة أخوية مع الأشقاء في القيادة السورية للاتفاق حول مسألة إعادة السوريين إلى وطنهم، وخارج هذا التوجه إنما هو تخل عن حماية وطننا لأن إقحام بلدنا في لعبة الأمم قد يأخذنا إلى ما لا يحمد عقباه فهل سينتبه الجميع إلى ما ينتظرنا»؟
وسبق أن تبنى البرلمان الأوروبي في 12 الشهر الجاري، قراراً حول إبقاء اللاجئين السوريين في لبنان.
بموازاة ذلك، نقلت مواقع إلكترونية معارضة عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر قوله في المؤتمر الصحفي اليومي: إن بلاده «تدرك الضغط الذي فرضته الاستجابة المستمرة للاجئين السوريين على المجتمع اللبناني والبنية التحتية اللبنانية»، معرباً عن القلق من الخطاب الضار المناهض للاجئين، وإلقاء اللوم عليهم في مشكلات لبنان!
وأضاف ميلر: إن أميركا «تواصل التأكيد على وجوب معاملة جميع اللاجئين معاملة إنسانية، ومنح أي شخص محتجز كل الحماية القانونية المعمول بها».
ومن دون أن يأتي على ذكر التنسيق مع الدولة السورية بشأن عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، قال ميلر: إن «أي عودة للاجئين السوريين يجب أن تكون طوعية وآمنة وكريمة، ومنسّقة مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين»!
وفي محاولة جديدة لعرقلة عودة هؤلاء اللاجئين إلى ديارهم، زعم ميلر أن الولايات المتحدة «لا تفرض ولا تعارض العودة الطوعية الفردية، ولكن الظروف في سورية اليوم لا تسمح بعودة منظمة على نطاق واسع»!
بمقابل ذلك، رحّلت السلطات التركية، أول من أمس، 112 لاجئاً سورية وثلاثة أشخاص يحملون الجنسية الأفغانية، إلى مناطق سيطرة ميليشيا «الجيش الوطني» الموالية للاحتلال التركي، من معبري تل أبيض الحدودي مع تركيا شمال الرقة، وذلك حسبما نقلت وكالة «نورث برس» الكردية أمس عن مصادر وصفتها بــــ«الخاصة».
وأشارت المصادر، إلى أن عمليات الترحيل زادت وتيرتها خلال الأيام القليلة الماضية، وأغلبها تكون من معبري تل أبيض بريف الرقة ورأس العين شمال الحسكة الخاضعتين لسيطرة الميليشيات المسلحة الموالية للاحتلال التركي.
ومنذ مطلع الشهر الجاري بدأت السلطات التركية حملة ضد اللاجئين السوريين المقيمين على أراضيها ولاسيما مدينة إسطنبول، حيث رحّلت حسب ناشطين أكثر من ألف شخص.
وأول من أمس، قال رئيس الإدارة التركية رجب طيب أردوغان في تصريحات أدلى بها للصحفيين على متن الطائرة خلال عودته من جولة شملت السعودية وقطر والإمارات وشمال قبرص التركية: إن «عدد اللاجئين السوريين الذين عادوا طوعاً تجاوز المليون وسيزداد أكثر في المستقبل».
وفي سياق متصل نشر موقع «خبر7» التركي، أمس، أن أردوغان طلب من وزير داخليته علي يرليكايا، اتخاذ جميع الخطوات اللازمة لجعل الحصول على الجنسية التركية أمراً صعباً، بالإضافة إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة في محاربة الهجرة غير الشرعية.