أراكيل وحفلات شواء ولعب «الشدّة» وطقوس محببة … «زلزال الشوب» يدفع الحلبيين لقضاء ليلهم في الطرقات
| حلب - خالد زنكلو
استحضرت موجة الحرّ الشديدة وغير المعهودة قبلاً، ذاكرة الحلبيين القريبة بزلزال الـ 6 من شباط الماضي الذي ضرب المدينة، ودفعهم لقضاء ليلهم على الطرقات.
وفي ظل التقنين الكهربائي الجائر المصحوب بارتفاع درجات الحرارة فوق معدلها بسبع درجات، اضطر الكثير من أبناء حلب إلى قضاء ليلهم في الطرقات المحفوفة بالأشجار، وخصوصاً في طرف المدينة الغربي المرتفع عن نظيره الشرقي والمفتوح على تيارات هوائية أكثر إنعاشاً.
«ليس بمقدورك أن تجد حيزاً لسيارتك على أوتستراد الراموسة وعلى طول الطريق الذي يربط بين دواري الباسل والليرمون، وكذلك الطريق الممتد من دوار الشفا إلى دوار قرطبة في أحياء غرب المدينة، إذا تأخرت بالقدوم إلى موعد توقف مولدات الأمبير منتصف الليل، يقول أحد مرتادي المنطقة لـ«الوطن» هرباً من «زلزال الشوب»، وفق توصيفه.
والحال أن «رحلة السيران» الليلية، تستلزم شراء الفواكه والبوظة وتحضير الطعام، لاسيما عدة الشواء، على حين يتكفل بائعو العربات بإحضار «البليلة» والبوظة وغزل البنات والموالح، كما ولورق اللعب (الشدة) وطاولة الزهر طقوسهما المحببة في ليالي الصيف اللاهبة.
واضطر بعضهم لاقتناء «غاز سفاري» بغية تجهيز فحم الأراكيل وإعداد المشروبات الساخنة، وخصوصاً «الإكسبرس»، بعد أن فرض مجلس المدينة على البراكيات التي تشغل الأرصفة والمساحات الخضراء لتقديم هذه الخدمات، إخلاء مناطق السهر والسمر في المتحلقات التي تعتبر رئة المدينة ومتنفسها، ولذلك يدير أعداد من السهارى وجههم صوب ساحة سعد اللـه الجابري بمركز المدينة وشارع النهر المطل على نهر قويق في حي العزيزية إلى الشمال الشرقي منها.