افتتح معرضه الفردي «الرقص على النار» … شفيق أشتي لـ«الوطن»: يرمز إلى قدرتنا على المشي على الجمر في سبيل البقاء
| مايا سلامي
افتتح الفنان التشكيلي د. شفيق أشتي مساء الأحد معرضه الفردي «الرقص على النار» في غاليري البيت الأزرق بدمشق.
وبما يزيد على70 لوحة قدمها بمقاسات وتقنيات مختلفة، عكس الفنان حالة حركية تعبيرية مميزة تحاكي العروض المسرحية الراقصة التي تنقل رسائل أبلغ وأعمق من الكلام، حيث أراد الإشارة إلى الواقع الصعب الذي يعيشه العالم اليوم بكل ما فيه من أزمات متلاحقة وآلام وأحزان، فكان الرقص والفن هو السبيل الوحيد لتجاوزها وتخطيها لما فيه من أسرار تنقل الإنسان إلى عوالم حالمة ملؤها الخير والجمال.
خطوة مميزة
وبين الفنان شفيق أشتي أن فكرة المعرض راودته منذ عام 2014 بإحدى الصالات في الأردن عندما قدم لوحة اسمها «الرقص على النار»، وفي عام 2018 اختمرت الفكرة وبدأ بالتحضير لها.
وأشار إلى أن الغاية من هذا المعرض كانت تصوير حركة الجسد من أجل التعبير عن الواقع لأن الجسد يعبر أكثر من الكلمة والحرف، منوهاً بأنه في العقود الأخيرة باتت المسارح العالمية تلجأ إلى لغة الجسد التي طغت على النص حتى صارت الكلمة خلفية لأداء الحركات الجسدية التعبيرية والسبب في ذلك يعود إلى أزمات العالم الكثيرة والمتلاحقة، كالأزمات الطبيعية والبشرية، المناخ، التوترات بين الأمم والمجتمعات.
وأكد أنه بالرقص نستطيع تجاوز وتخطي ونسيان كوارثنا وأزماتنا وأحزاننا لأنه يأخذنا إلى عوالم فيها أشياء غير مدركة، ويدخلنا في حالة من النشوة ويعزز الروح والشعور والإحساس بالثقة بأننا سنتجاوز هذه الصراعات والأزمات.
وأوضح أن الرقص على النار يرمز إلى قدرتنا على المشي على الجمر في سبيل البقاء، لافتاً إلى أن الرقص ولد مع الإنسان على هذه المعمورة وهو عبارة عن تفريغ نفسي، وصالح لكل المناسبات فرح، انتصار، حب.
وقال: «أرى أنني قدمت خطوة مميزة في هذا المجال تحاكي المسرح، فقدمت لغة جسدية عملت عليها لمدة أربع سنوات، وكانت الألوان الرمادية تعكس الحالة التي أصورها، فأنا عندي خلفية لموضوع يجب عليّ أن أخدمه وأقدم له عناصره، وهذا الموضوع انعكاس للواقع الذي نعيشه في العالم كله».
أستاذ وفنان
وأوضح الفنان التشكيلي بسام الحجلي أن الدكتور شفيق أشتي أستاذ وفنان له بصمته في الساحة التشكيلية السورية وله أسلوبه المميز في عرض المشاهد وفي لوحاته اليوم شيء من الانطباعية مع الحركة الواضحة جداً والمتداخلة مع مشاعر الإنسان.
وأشار إلى أنه في هذا المعرض توجد حالات من الرقص تعكس حالة من عدم التوازن وعدم الاستقرار لتمثل الأوضاع التي نعيشها بما فيها من تقلبات حياتية.
وأكد أن الألوان الكلاسيكية تطغى على اللوحات بسبب تأثره بالمدرسة الروسية الواقعية بحكم دراسته هناك، وأن المشهدية في أغلبها كانت تدور حول موضوع الرقص وهناك تلخيص للشخوص وتماهيات بين الأرض والسماء والضوء.
حالات إنسانية
وقال مدير غاليري البيت الأزرق سامر العيد: «معرض اليوم يتضمن ما يزيد على الـ70 عملاً للدكتور شفيق جاءت تحت عنوان «الرقص على النار»، وهو فنان مبدع عبر بلوحاته ومن خلال الرقص عن حالات إنسانية ووجدانية باستخدام تقنيات مختلفة».
وأضاف: «هذه المرة الأولى التي نستضيف فيها معرضاً للدكتور شفيق أشتي، ونحن فخورون بذلك لما يحمله من إضافة مهمة للغاليري الذي يحرص دوماً على دعم وعرض الإبداع والمواهب الفنية».
بروفايل
الفنان التشكيلي شفيق أشتي من مواليد السويداء عام 1958 وفيها درس بمركز الفنون التشكيلية ثم تابع دراسته في كلية الفنون الجميلة بدمشق وتخرج في قسم التصوير الزيتي وحصل على درجة الدكتوراه في أكاديمية بطرسبورغ الروسية للفنون في فلسفة العلوم الفنية وهو عضو في الهيئة التدريسية بكلية الفنون الجميلة بدمشق منذ عام 1989.