انتهت مباريات دوري سلة الرجال هذا الموسم وتوّج فريق الوحدة بطلاً للمرة العاشرة في تاريخه، لكن الحديث عن هذا الدوري لم ينته في كلا الشقين الإيجابي والسلبي، فالدوري شهد إثارة وندية كبيرتين والمنافسات لم تحسم سوى في الدور النهائي، وهذا ما أعطى الدوري نكهة تنافسية قوية وحضوراً جماهيرياً كبيراً، أما الشق السلبي فظهرت العديد من الهنات التي عكرت صفو الدوري جلها يتعلق بالفوضى الاحترافية التي شهدتها منافسات الدوري الأخيرة والتي انعكست سلباً على بعض الأندية وكانت إيجابية لأندية أخرى لكنها بالمجمل لم تكن جيدة ومفيدة.
حقائق
شهدت كرة السلة السورية في عهد اتحادها الحالي عدة إنجازات بارزة غير مسبوقة منها على سبيل المثال توءمة الأندية مع المنتخبات خلافاً لما هو معمول به حول العالم، إذ إن اتحادات كرة السلة توقع بروتوكلات تعاون مع اتحادات وليس مع أندية كما يسجل لاتحاد السلة الحالي براءة اختراع جديدة، إذا إنه زار إسبانيا قبل فترة قصيرة لكنه لم يكن لديه برنامج لمقابلة رئيس اتحاد كرة السلة الإسباني أو حتى رئيس نادي ريال مدريد الذي يريد التوءمة معه من براءة اختراع جديدة تسجل لاتحاد كرة السلة عند تفعيل تسمية مباراة من دون جمهور لكن يحضرها الجمهور وأن يطلق شعار تطبيق القانون وهو أول من يعطله عندما يسمح لأندية أن تدفع مستحقات مدربيها ولاعبيها بتعطيل وتأجيل وتمييع اللوائح، أما أهم براءات الاختراع فهي التي عقدت بسببها NBA إدارة اجتماعاً طارئا لدراسة كيفية تطبيق نظام الهوب هوب في دوري كرة السلة للمحترفين وخصوصاً فقرة تعال لحق آخر راكب حيث تتيح هذه الفقرة استبدال أجانبه حتى قبل يوم من المباراة النهائية لسلسلة بلاي أوف.
عندما تأتي الأخطاء ممن يدعون المعرفة الفنية يكون أذاها مضاعفاً فشعار ضرورة مشاركة اللاعبين الأجانب لرفع مستوى المنافسات كان مهزلة حقيقة في الموسم الماضي، فلاعبو أهلي حلب وصلوا قبل يوم واحد من المباراة الثالثة، فأي فائدة حققها الفريق من هذه المشاركة، وما الكلفة المهدورة في استبدالات متكررة تناوبت عليها أغلبية الأندية التي تشكو القلة وضعف الموارد ثم تنفق مليارات على ركاب هوب هوب احترافنا الأخرق.
إذا كان بعض القضايا خلافياً مع اتحاد كرة السلة الحالي، فإننا نتفهم تباين وجهات النظر، أما عندما يتعلق الأمر بجهل فاضح وتناقض بين الهدف والتطبيق فلا يمكن أن يمر الأمر مرور الكرام وأن يدرج تحت شعار تطوير اللعبة وهو في واقعه تدمير وتقويض لها.
فهل سبق جهابذة سلتنا من يريدون التوءمة معهم، وهل غاب عن الدوري الإسباني فوائد استخدام نظام الهوب هوب واستبدال لاعبين قبل سلسلة النهائيات والفوائد الجمة التي سيحصل عليها سماسرة اللاعبين من خلال نقل اللاعب من دوري إلى آخر على متن هوب هوب الاحتراف.
خلاصة
انطوى الموسم السابق بسلبياته وايجابياته وغطت فرحة الحضور الجماهيري على كل ما عداها من السلبيات، ولكن وقفة فنية صحيحة ومراجعة إدارية لمجريات الموسم تثبت الفوضى العارمة في الكثير من المفاصل الواجب معالجتها إذا كان اتحاد كرة السلة جاداً في الارتقاء باللعبة والتطوير المضمون بدل التركيز على الغلاف، لكن هيهات ما دام اتحادنا العتيد غارقاً في تفاصيل الصور والديكورات وغرف الفندق وألوان جدران المكاتب ومتجاهلاً تطوير اللاعبين والفرق وسعيداً بتقزيم قدرات وكفاءة المدرب الوطني أمام كل ذلك لن يكون لسلتنا مخرج من تراجعها المرير ما دام اتحاد كرة السلة سعيداً بهوب هوب المنتهي الصلاحية والترخيص.