عربي ودولي

نواب حاكم المصرف اللبناني يخضعون لمرجعياتهم السياسية … شومان لـ«الوطن»: لودريان لا يحمل جديداً ولا مقدمات للخروج من الأزمات التي تثقل لبنان

| بيروت- سماهر الخطيب

بدأ الأسبوع الأخير من ولاية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الذي يبدو أنه فقد الأمل بأي فرصة لإعادة تعيينه أو التمديد له تقنياً أو ربط مصيره بتعيين حاكم جديد، في وقت يرغب فيه نواب الحاكم الأربعة بالاستقالة.

وحول هذا الموضوع أكد الكاتب الصحفي والمحلل السياسي د. توفيق شومان لـ«الوطن» أنه «في المبدأ، الحكومة اللبنانية ترفض استقالة النواب الأربعة لحاكم مصرف لبنان، لكن الأمور على ما يبدو متجهة لاستقالة هؤلاء أو على الأقل فإن بعضهم مصرّ على الإستقالة»، منوّهاً بأنه «في حال حصل هذا الأمر (الاستقالة)، فتصريف الأعمال هو الآلية التي ستحكم عمل مصرف لبنان في الفترة المقبلة وإلى حين تعيين حاكم جديد للمصرف انطلاقاً من قاعدة عدم إحداث أو حدوث فراغ في المرافق العامة»، ومشيراً إلى أن «الضغط باتجاه استقالة نواب الحاكم أو بعضهم لا يمكن تجريده من الخلفيات السياسية».

وأوضح شومان بأن نواب الحاكم لهم مرجعياتهم السياسية وبالتالي فإن الاستقالة أو عدمها متوقفة على قرار سياسي لهذه المرجعيات.

وحول إمكانية تعيين حاكم جديد للمصرف أوضح شومان: يبدو من الصعوبة بمكان أن تتفق القوى السياسية على تعيين حاكم جديد لمصرف لبنان، والمسألة غير محصورة بالتجاذبات الحاصلة في (البيئة المسيحية) بل في عموم البيئات السياسية في لبنان، إذ لا اتفاق على ملء الفراغ في مجمل مؤسسات الدولة وفي طليعتها رئاسة الجمهورية ونزولاً، وحاكمية المصرف فصل من فصول الإفراغ الحاصل نتيجة السياسات الكيدية المتبعة والمتناقضة، وللأسف، المتبعة في لبنان منذ سنوات.

وحول «منصّة صيرفة» ومستقبلها باعتبارها مرتبطة بـ«سلامة» قال شومان: هناك لغط كبير حولها، هم طالبوا بجعلها تحت الرقابة الدولية بعد الحصول على موافقة قانونية لبنانية، لذلك هناك تضارب كبير بوجهات النظر حولها.

وفي الانتقال إلى الملف الرئاسي فمن المُفترض أن يصل إلى بيروت اليوم الموفد الفرنسي جان إيف لودريان الذي سيتوجه من المطار مباشرة إلى عين التينة للقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري، ووفق المعلومات الواردة فستتم مناقشة «مسألة الحوار الوطني» حول الملف الرئاسي، كما أظهرت تلك المعلومات أن المساعي الخارجية المتبعة من دول «اللقاء الخماسي» في الدوحة مُنحت فرصة جديدة تستمر ثلاثة أشهر إضافية.

وحول هذا الملف قال شومان لـ«الوطن»: إنه لا يعتقد أن المبعوث الرئاسي الفرنسي جان -ايف لودريان يحمل جديداً، موضحاً أن المبادرة التي كانت تعمل عليها فرنسا إلى لحظة انعقاد اللقاء الخماسي في العاصمة القطرية الدوحة في الأسبوع الماضي، وهذه المبادرة القائمة على معادلة سليمان فرنجية -نواف سلام قد سقطت جراء رفضها أو التحفظ عليها من أربع دول في اللقاء الخماسي، فضلاً عن رفضها من جانب قوى سياسية لبنانية.

وتابع بالقول: لذلك فأغلب الظن أن المبعوث الفرنسي لا يأتي هذه المرة إلى لبنان حاملاً مشروعاً لتسويق مبادرة ما أو طارحاً أسئلة معينة كما في زيارته السابقة، إنما يأتي المبعوث الفرنسي هذه المرة إلى بيروت ليحذر المسؤولين اللبنانيين من المخاطر المحدقة بلبنان بسبب عدم توافقهم على خطط للإنقاذ، ولودريان ذاته، حذر منذ عام 2019 من أن لبنان يغرق مثل سفينة تيتانيك، ومع ذلك استمرت القوى السياسية اللبنانية على خلافاتها، ولا يبدو أن لهذه الخلافات حدوداً، وعليه لا أعتقد أن لودريان يحمل ترياقاً، وهذا ما يدفع إلى القول بأن زيارة لودريان لا تحمل جديداً ولا مقدمات حلول للخروج من الأزمات التي تثقل لبنان واللبناني.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن