عربي ودولي

آلاف تظاهروا داخل كيان العدو.. وبايدن حذّر نتنياهو: ستُثير انقساماً داخلياً … الكنيست الإسرائيلي يقر قانون التعديل القضائي والمعارضة تقاطع التصويت

| وكالات

أقرّ كنيست الاحتلال الإسرائيلي قانون تقليص «حجة المعقولية» بالقراءة الثالثة بتصويت أغلبية 64 نائباً بعد انسحاب المعارضة من الجلسة، بالتزامن أبدى الرئيس الأميركي جو بايدن، قلقه من التداعيات المحتملة بشأن التعديلات القضائية، التي طرحتها حكومة نتنياهو في إسرائيل.
وساد توتر وتراشق كلامي بين أعضاء «الكنيست» خلال التصويت على تقليص مبرر المعقولية في الكنيست الإسرائيلي، وأفاد الإعلام الإسرائيلي بمغادرة المعارضة من «الكنيست» أثناء التصويت، وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية بهبوط حاد في بورصة تل أبيب بعد إلغاء حجة المعقولية في الكنيست.
ورأى وزير القضاء الإسرائيلي ياريف ليفين أن إقرار القانون «خطوة تاريخية»، على حين أعلن رئيس المعارضة يئير لابيد، أنه سيتم تقديم التماس إلى المحكمة العليا اليوم الثلاثاء ضد قانون إلغاء حجة المعقولية.
وذكرت قناة «كان» الإسرائيلية أن «حجة المعقولية» هي حجة تبناها القانون الإسرائيلي لمراقبة السلطة التنفيذية، تتيح لمحكمة العدل العليا التدخل عندما يكون عمل السلطة التنفيذية غير معقول بشكل متطرف، وبالتالي يحق لها إلغاء قوانين وقرارات إدارية بذريعة أنها غير معقولة.
وقالت «كان»: إن هذه الحجة استخدمت كثيراً في العقدين الماضيين في كل ما يتعلق بالتعيينات لكبار الموظفين لاعتبارات شخصية وسياسية، وفي سياسات الوزارات، وأوضحت أن القانون الحالي موضوع الخلاف ينصّ على تقليص صلاحية المحكمة في استخدام هذه الصلاحية (حجة المعقولية)، وبالتالي إطلاق يد الائتلاف الحكومي في تنفيذ سياساته لاعتبارات غير مهنية.
وعبّر الرئيس السابق للمحكمة العليا أهارون باراك، أول من أمس الأحد، عن إقرار هذا التشريع القضائي قائلاً: إنه يوم حزين، ولكن ستكون هناك أيام أكثر حزناً.. لقد بدأنا للتو.
وتجمّعت حشود كبيرة من المعارضة أمام مبنى الكنيست في القدس المحتلة بعد إقرار قانون تقليص «حجة المعقولية».
وحسبما نقل الإعلام الإسرائيلي، فإن قائد الشرطة الإسرائيلية أعلن استعداد قواته لمنع سيناريو اقتحام «الكنيست»، وحاولت إخلاء المنطقة من المتظاهرين بشكل عنيف.
وحاول آلاف المتظاهرين صباح أمس الإثنين، عرقلة وصول أعضاء «الكنيست» إلى مبناهم، وأغلقوا مداخله، كما أغلقوا الطريق المؤدي نحو مبنى «الكنيست».
وفي وقت سابق أمس دعا الرئيس الأميركي، جو بايدن، رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى عدم المضي قدماً في تصويت «الكنيست» المزمع على مشروع قانون يُمثل جزءاً من التعديلات القضائية.
وأبدى بايدن قلقه للغاية من التداعيات المحتملة بشأن التعديلات القضائية، مشيراً إلى أن واشنطن لأنها صديقة لإسرائيل، فإنّها ترى أن التعديلات ستُثير انقساماً داخلياً.
واعتبر بايدن أنه بالنظر إلى مجموعة التهديدات والتحديات التي تُواجه إسرائيل في الوقت الحالي، ليس من المنطقي أن يستعجل الزعماء الإسرائيليون ذلك»، مضيفاً: يجب أن يكون التركيز على إيجاد توافق بين الناس.
بدوره، قال مسؤول أميركي لموقع «أكسيوس»: إن البنتاغون قلقٌ من أن الأزمة التي تواجه الجيش الإسرائيلي قد يكون لها تداعيات سلبية على إستراتيجية الردع الإسرائيلية وتشجع إيران أو حزب اللـه على القيام بأعمال عسكرية قد تؤدي إلى تصعيد الوضع في المنطقة.
ورأى المسؤول أنه قد يكون للأزمة، ولاسيما داخل سلاح الجو الإسرائيلي، آثارٌ تشغيلية سلبية على القوات الأميركية التي تتعاون بشكلٍ وثيق مع إسرائيل في المنطقة.
وأصدر معهد أبحاث الأمن القومي إنذاراً عاجلاً مفاده أن «جيش الشعب أمام خطر التفكك»، موضحاً أنّ: إسرائيل في الطريق نحو جيش ضعيف، وواقع يعرض معادلة الردع الإقليمي للخطر في ظل تهديدات متزايدة من عدة جبهات، داعياً إلى وقف فوري للتعديلات القضائية الأحادية الجانب والسعي لتغييرات مع توافق واسع.
وتسببت التعديلات القضائية التي اقترحتها حكومة نتنياهو في كانون الثاني الماضي، في انقسامٍ حاد في كيان الاحتلال وبواحدةٍ من أكبر حركات التظاهر والاحتجاج في تاريخ الكيان.
وأفضت هذه المسألة إلى إعلان آلاف العناصر من مختلف وحدات جيش الاحتلال، وقف خدمتهم، في حال تم تشريع التعديلات القضائية، وزادت حركة إنهاء الامتثال للخدمة داخل مؤسّسة الاحتلال العسكرية، مِن حدّة القلق الإسرائيلي المرتبط بفقدان الأمن والردع.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن