عربي ودولي

رام الله تطالب الأمين العام للأمم المتحدة بتفعيل نظام الحماية الدولية للشعب الفلسطيني … المقاومون يتصدون لاقتحام جيش الاحتلال مخيم نور شمس في طولكرم

| وكالات

طالبت الخارجية الفلسطينية الأمين العام للأمم المتحدة بتفعيل نظام الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، كي لا يبقى ضحية مستمرة للاحتلال الإسرائيلي وأزماته في ظل ازدواجية المعايير الدولية، في حين تصدى فلسطينيون لاقتحام قوات العدو الإسرائيلي مخيم نور شمس شرقي مدينة طولكرم في الضفة الغربية.

وحسب وكالة «وفا» أدانت الخارجية الفلسطينية في بيان أمس الاقتحام الهمجي الذي ارتكبته قوات الاحتلال فجر أمس لمخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم في الضفة الغربية، الذي أسفر عن إصابة عدد من الفلسطينيين وتدمير واسع للبنية التحتية.

ورأت الوزارة أن تكرار الاحتلال لجرائمه التي ارتكبها في مخيم جنين تأكيد جديد على استخفافه بردود الفعل والمواقف الدولية تجاهها، وإثبات آخر أن تدني مستوى ردود الفعل الدولية وضعفها يشجع سلطات الاحتلال على ارتكاب المزيد من الجرائم، وتكرارها في أكثر من منطقة فلسطينية.

وحذرت الوزارة من استمرار حكومة الاحتلال بتصدير أزماتها للساحة الفلسطينية عبر تصعيد اعتداءاتها، مشيرة إلى أن الشعب الفلسطيني لم يدفع فقط ثمن وجود الاحتلال واستمراره، وإنما أيضاً ثمن أزماته الداخلية.

واقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر أمس، مخيم نور شمس شرقي مدينة طولكرم شمالي الضفة الغربية المحتلة، إلا أن المقاومين تصدوا لهم وأجبروهم على الانسحاب.

وأعلنت «كتيبة طولكرم» خوض مقاتليها اشتباكات في أكثر من محور في المخيم واستهداف آلية عسكرية بعبوة محلية الصنع.

وحسبما قالت وسائل إعلام فلسطينية محلية، فإن عشرات الآليات العسكرية اقتحمت المخيم بجرافة عسكرية، ما أدى إلى اندلاع مواجهات واشتباكات مسلحة.

كذلك، أفاد بيان من سرايا القدس بأن مقاتليها فجروا عبوة أعطبت جرافة إسرائيلية، فيما تحدث الهلال الأحمر الفلسطيني عن بلاغات بتسجيل إصابات داخل مخيم نور شمس ومنع الطواقم الطبية من التعامل معها.

ونقلت وسائل إعلام فلسطينية أن فلسطينيَين أصيبا خلال اقتحام قوات الاحتلال مخيم نور شمس، وذكرت أن قوات الاحتلال انسحبت من المخيم مخلفة دماراً كبيراً في بعض الشوارع والمنازل.

وقالت وسائل إعلامية فلسطينية: إن قوات الاحتلال منعت سيارات الإسعاف من الوصول إلى المخيم لنقل مصابين برصاص الاحتلال، وأظهرت مقاطع فيديو تدمير جرافة الاحتلال لطريق رئيسي في المخيم، عدا تدمير بعض المركبات.

ومع ساعات صباح أمس الأولى، انسحبت قوات الاحتلال بشكل كامل من مخيم نور شمس شرق طولكرم، تاركةً خلفها أضراراً مادية كبيرة في المباني والطرقات، إذ عملت جرافاتها الضخمة على تخريب الطرقات بشكل مقصود قبل هروبها.

واقتحمت قوات الاحتلال صباح أمس مخيم عقبة جبر في أريحا، دارت إثرها اشتباكات مع المقاومين الفلسطينيين، وانسحبت بعدها قوات العدو بعد محاصرتها منزلاً بذريعة البحث عن أحد المطلوبين.

وذكر الإعلام الفلسطيني أن جنود الاحتلال اعتلوا أسطح البنايات العالية، وأطلقوا طائرة «درون» في سماء المنطقة المحاصرة.

من جانب آخر أكد مركز فلسطين لدراسات الأسرى، أمس الإثنين، أن الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي وخاصّة القابعين في سجون الجنوب، يعيشون هذه الأيام ظروفاً صعبة وقاسية للغاية، في ظلّ موجة الحر الشديد التي تضرب المنطقة، حيث تحوّلت أغلبية السجون إلى ما يُشبه الأفران الحارّة.

وبيّن مركز فلسطين أن الغرف التي يجلس داخلها الأسرى مُغلقة من كل الجهات ولا يدخلها الهواء، ولا توجد داخلها وسائل تهوية مناسبة، كما أن المراوح قليلة في الغرف، وتُخرج هواء ساخناً، وهذا الأمر يزيد معاناة الأسرى، وخاصّةً مع ارتفاع نسبة الرطوبة.

وأشار المركز إلى أن الأسرى الأكثر مُعاناةً من موجة الحر الذين يقبعون في سجون الجنوب وهي: النقب، ريمون، نفحه، وإيشل.

وتضمّ هذه السجون ما يقرب من نصف عدد الأسرى، حيث تقع في منطقة صحراء النقب، التي ترتفع فيها درجات الحرارة والرطوبة إلى معدّلاتٍ كبيرة جداً، ووصفها الأسرى بأنها «قطعة من جهنم»، وأنّ أجسادهم تُشوى بفعل الحرارة الشديدة، وكأنّهم في أفرانٍ مُشتعلة.

كذلك، حذّر مدير مركز فلسطين لدراسات الأسرى، الباحث رياض الأشقر، من التداعيات السلبية على الأسرى في مثل هذه الظروف المناخية الصعبة، حيث يخشى من إصابة بعضهم بضربات شمس أو حالات إغماء وضيق في التنفس نتيجة درجة الحرارة والهواء الساخن.

وأشار إلى أن هذه الظروف تزيد من الخطورة على حياة الأسرى المرضى، وتزيد من معاناتهم ولاسيما في ظلّ عدم توفر رعاية طبية حقيقية، وممارسة سياسة الإهمال الطبي والقتل البطيء بحقهم.

وكشف الأشقر أن الأسرى لا يجدون في مثل هذه الظروف المناخية الاستثنائية ما يُخفف عنهم من وطأة هذا الحر، سوى الماء الذي يبللون به ملابسهم بشكلٍ مُستمر ويرشونه على أرضيات الغرف والممرّات وحتى على فراشهم.

وأضاف: إن إدارة سجون الاحتلال لا تكترث لحالهم في مثل هذه الظروف، بل تُعاقبهم في بعض الأحيان، بمصادرة المراوح التي لديهم، وتمنع إدخالها في العديد من الأقسام كإجراءات عقابية.

وأوضح الأشقر أن درجات الحرارة وصلت في السجون التي تقع في صحراء النقب إلى نحو 50 درجة مئوية، الأمر الذي سبب معاناة مُتفاقمة لهم.

وأضاف: إنهم لم يستطيعوا الخروج إلى ساحات الأقسام أو الفورة، إذ تضاف هذه الأوضاع الصعبة إلى ظروفهم القاسية أساساً نتيجة ممارسات الاحتلال القمعية، والعقوبات المفروضة عليهم.

ودعا مركز فلسطين المؤسسات الدولية، إلى التدخّل لحماية الأسرى من تداعيات الأحوال الجوية، التي تُضاف إلى مُمارسات الاحتلال التعسّفية بحق الأسرى والتي تزيد من حجم مُعاناتهم.

ووفق مؤسسات معنية بشؤون الأسرى يبلغ عدد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال، نحو 4 آلاف و900 أسير من بينهم 34 أسيرة.

ويعيش الأسرى الفلسطينيون في ظروف قاهرة وصعبة في السجون الإسرائيلية، نتيجة الانتهاكات التي يمارسها السجّان «الإسرائيلي» بحقهم، ومنعهم من أبسط حقوقهم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن