الانزلاق في مواجهة شاملة ليس في مصلحته … الاحتلال الأميركي يحشد شرق الفرات للحفاظ على خريطة السيطرة
| حلب - خالد زنكلو
تتجه منطقة شرق الفرات لتكون ساحة لاستعراض موازين القوى، حيث يحشد الاحتلال الأميركي وسط تصعيد مستمر، لن يصل لمستوى المواجهة الشاملة لكونها في غير مصلحته.
مصادر عشائرية عربية شرق الفرات أكدت لـ«الوطن»، أن الحركة المحمومة التي تقودها قوات الاحتلال الأميركي في المنطقة لتجنيد أبناء القبائل في معركة، والتي قد تغدو أمراً واقعاً، لمواجهة الجيش العربي السوري والقوات الرديفة والحلفاء، مصيرها الفشل، لأنها لن تنجح سوى باستقطاب الميليشيات المتحالفة مع الاحتلال ومع ربيبته ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية – قسد».
المصادر ذكرت أنه وعلى الرغم من عزف الاحتلال الأميركي على وتر ضيق ذات يد أبناء القبائل العربية جراء شظف العيش لاستمالتهم إلى صفها، إلا أن أغلبيتهم يرفضون التعاون مع أي محتل أو الامتثال لأوامره، بغض النظر عن مآلات تطور الصراع، الذي لا بد سينتهي في نهاية المطاف لمصلحة الدولة السورية الشرعية.
مصادر ميدانية متابعة في المنطقة، أفادت لـ«الوطن»، أن رفع تعداد الجنود الأميركيين في المناطق السورية المحتلة إلى 1500 جندي، كذلك استقدام أسلحة حديثة وتزويد ميليشيات تدور في فلك الاحتلال بها، ليس سوى محاولة للحفاظ على خريطة السيطرة الحالية ولتقوية ذراع المحتل في وجه أي مسعى يستهدف وجوده، وذلك بعد استشعاره الخطر على خلفية تكوين تحالف مناهض لهذا الوجود خلال اجتماع «أستانا» بنسخته العشرين في حزيران الماضي بالعاصمة الكازاخية من الدول المشاركة فيه سورية وروسيا وإيران وتركيا.
وحول ما يشاع ويسوّق عن نية وعزم الاحتلال الأميركي توسيع رقعة انتشاره مع الميليشيات التابعة له بغية إغلاق الحدود السورية- العراقية عند معبر البوكمال المتبقي، قالت المصادر: إن حسابات حقل الاحتلال لن تنطبق على حسابات البيدر لجهة تأمين العدد الكافي من مرتزقة لإغلاق الحدود، عدا عن احتمال نأي «قسد» بنفسها عن مثل مشروع كهذا يهدد مستقبل وجودها في المنطقة الخاضعة لتوازنات روسية- أميركية، وإيرانية- أميركية حساسة لا تحتمل المجازفة من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بالانزلاق نحو مواجهة شاملة تهدد حياة جنوده في المنطقة.
ولم يغفل المراقبون دور العراق المناهض للمشروع الأميركي، والذي يُراهن على علاقته مع سورية لجهة إعادة تموضعه إقليمياً عبر ملفات الطاقة وطرق التجارة والنقل، بالإضافة إلى حماية حدوده مع جارته التي تربطه معها علاقات مصيرية، وهو ما دللت عليه زيارة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى دمشق في الـ 16 من الشهر الجاري.
ولفتوا إلى أهمية الدور التركي في رسم ملامح مستقبل شرق الفرات، والذي يبدو أنه تناغم جزئياً مع المساعي الأميركية في المنطقة مع افتراق مواقف رئيس الإدارة التركية رجب طيب أردوغان مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ملفات عدة، بينها خريطة الطريق السورية، إلا أنه لا يمكن لأردوغان القبول بفرض «قسد» هيمنتها على مناطق سورية جديدة بأي شكل من الأشكال، على اعتبارها التنظيم الإرهابي الذي يهدد الأراضي التركية.