الوردة الشامية في معرض تشكيلي … معرض فني استلهم رحلة الوردة الشامية وأهميتها للتراث الإنساني اللامادي
| آلاء الخطيب
أقام اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين بمبادرة جمعية بيت الخط العربي والفنون معرضاً جماعياً في صالة الشعب للفنون الجميلة في ساحة المحافظة، ضم عدداً كبيراً من اللوحات التي تستلهم الوردة الشامية ورحلتها وقطافها وأهميتها، وذلك في إطار الدعم المتزايد والاهتمام الكبير بالتراث اللامادي، والوردة الشامية تراث سوري قديم انتقل إلى العالم كله.
تسمية المعرض
مديرة جمعية الخط العربي والفنون ريم قبطان: بدأ الإعلان عن إقامة المعرض منذ شهر ونصف في موسم قطاف الوردة الشامية وتم توجيه الدعوة للفنانين التشكيلين وصور السيدة الأولى أسماء الأسد التي نثرت فيها الورود في موسم القطاف بالقلمون كان مشهداً حميمياً مما أثر باختيار اسم المعرض لإيصال رسالة تفاؤل وأمل وللإضاءة على فكرة إدراج اليونيسكو للوردة الشامية ضمن لائحة التراث الثقافي اللامادي العالمي للبشرية وكونها الوردة مثال للجمال والرقة ونشر البهجة.
المعرض بدأ منذ أسبوع وضم أعمالاً لأربعة عشر فناناً من أعضاء جمعية بيت الخط في المركز الثقافي بأبو رمانة والوردة الشامية كانت أصل اللوحات ومحركها.
ومتابعة للمعرض أقيم في صالة الشعب اللقاء الذي ضم ستة وأربعين مشاركاً من أعضاء الجمعية ومجموعة من الفنانين التشكيليين، إضافة إلى الخريجين الجدد والهواة وحتى الطلاب الذين درسوا في الجمعية ويعتبر لقاء الأجيال والخبرات حيث تشارك التلامذة وأساتذتهم في معرض لتبادل الأفكار والخبرة.
الوردة الشامية تراثنا
«الوطن» التقت عدداً من المشاركين في المعرض وحاورتهم حول المعرض وأهميته التشكيلية ورمزيته بالتزامن مع وصول الوردة الشامية إلى التراث العالمي.
الفنان بشير بشير نائب رئيس جمعية بيت الخط أخبرنا أنهم في هذا المعرض الفني عملوا على التواصل والمشاركة بين جيلين، خبرة فنية وطاقم مبتدىء وهاوٍ وحتى أطفال لعرض ستة وأربعين عملاً وتنوع المستويات مهم لتمازج الخبرات والتسمية جاءت بعد مبادرة السيدة الأولى بتسليط الضوء على الوردة الشامية وعملنا على هذا الاسم لأنها تراثنا أما عن اللوحتين التي شارك بهما الفنان بشير فأخبرنا أنه يعمل توازناً فنياً بين الكتلة والفراغ في الخط العربي والتكوين.
دمج الفنون بلوحة
أما الفنان محمد علاء الغبرة فكانت لوحته خلفيتها حارة دمشقية وجوانبها رسم أكرليك على كانسون قيشاني وتتوسطها وردة شامية جورية ومكتوب دمشق عشق بخط الثلث والإطار من خشب الجوز المرصع بالصدف بحفر يدوي فكانت لوحته تعبر عن فنه بالخط والرسم والنحت والزخرفة والشرقيات.
وعن رأيه في هذه التجربة الجماعية أكد أن المعرض فيه خبرات متنوعة من المبتدىء للمحترف وأن هذا الدمج بين الجيلين عمل جميل ومميز ما يساهم في تطور الفن وتشجيعه.
إبداع يحيي التراث
رباب أحمد إحدى ضيوف المعرض قالت إن جمعية الخط والفنون عودتنا على تقديم معارض مميزة منذ سنوات من خلال سلسلة من جهود الأساتذة التي ظهرت من تطور الطلاب وترى أن هذه التجربة مهمة في إحياء التراث اللامادي في سورية عن طريق الفن والإبداع.
تبادل الخبرات
وفاء خياط خريجة أحمد وليد عزت للفنون التطبيقية قالت أحببت في هذا المعرض أن أقدم لوحات بالألوان المائية لأنها شفافة أكثر وتمثل الوردة بطريقة أجمل وعن المشاركة بهذا المعرض قالت إنه يعطيها خبرة كبيرة وتشجيعاً عندما تسمع ملاحظات الفنانين والأساتذة عن عملها.
فلسطين حاضرة
الفنان علي جروان اخترت هذا العمل لأنه يشبه دمشق والحارات الدمشقية وأنه يشبه بحد كبير الحارات الفلسطينية وبيوتها المتلاصقة والمتلاحمة مثل الشعب المتعايش مع بعضه وانه رسم صرخات في البيوت لإيصال أوجاعهم وبالوقت نفسه يوجد تفاؤل من خلال الألوان الزاهية والحمام الطائر.
ويرى أنه من الجميل وجود قامات فنية مع مواهب شابة كنوع من التشجيع حيث يفتخر الطالب بوجود لوحته بجانب لوحات رواد الفن التشكيلي السوري وقال: أنا أفتخر ولي الشرف بمشاركتي بهذا المعرض مع الهواة والشباب لأنني بمرحلة من المراحل كنت من الهواة وكنت أشعر بلذة هذا المعرض وأعطاني دافعاً كبيراً لأستمر وهذا المعرض سيجعلهم اليوم يتقدمون بأعمالهم بعد هذا التحفيز القوي.
إبداع الأطفال ومواهبهم
وعن رسالته في المشاركة بهذا المعرض الطفل زيد محسن يقول: إن الفن والموهبة لا تعرف عمراً والدمج بين الرسم والخط ممتع وجميل حيث شارك بلوحتين إحداهما عن الوردة الشامية تدمج بين الخط العربي والرسم ولوحته الثانية تحوي حروفيات وجملة واستغرق أربع سنوات ليتعلم هذا الفن وأسبوعين لإنتاج لوحاته وعن وجوده في معرض مع أساتذته قال إنه يزيد من ثقته بنفسه ويدفعه لتحدي جميع المصاعب التي تواجهه.
يستمر المعرض لمدة أسبوع من تموز ويمتلئ باللوحات المتنوعة المفعمة بالألوان الزاهية والورد ليمنح البهجة والتفاؤل والأمل ويعزز ثقافاتنا بطريقة فنية بسيطة ومميزة.
أخيراً
الوردة الشامية في كل مكان من العالم تحمل اسمها وترتبط بالشام، وكان عدها سورية وشامية في التراث العالمي من الأهمية بمكان، والوردة اليوم تزرع في أماكن عديدة من العالم، وتستخلص منها أطيب العطور، ولكن انطلاقتها وأصلها من الشام التي تحمل اسمها، والحركة الإعلامية والثقافية، والتشكيلية تعد إسهاماً مباشراً في تأكيد هوية الوردة من جانب، ومن جانب آخر لا يقل أهمية فإن تعميم ثقافة الجمال من خلال الأدب واللوحة يمثل إضافة للأجيال القادمة لبيان ما نملكه من تراث مادي ولامادي لتعزيز الهوية والانتماء.