تعيش سلتنا الأنثوية في المرحلة الحالية أحلى أيامها بعدما انتشرت رقعة اللعبة وازدادت جماهيريتها وظهر جيل جديد يبشر بمستقبل مشرق لسلتنا الناعمة، وهناك لاعبات لديهن خامات وحضور جميل وقوي ولديهن علامة مميزة لجهودهن الجبارة المستمرة، على الرغم من الصعوبات العديدة التي تعوق مسيرة تطورهن وينعكس هذا بشكل سلبي على مستوى اللاعبات، ومنها أن سلتنا الأنثوية بحاجة إلى المزيد من الدعم والاهتمام والزيادة في عدد المباريات والمعسكرات الخارجية خلال الموسم، وهذا قد يسهم في تطويرها وسيزيد من تطوير اللاعبات وإعطاء فرص أكبر بالنسبة لهنَّ لإظهار أنفسهنَّ.
«الوطن» حيال تفاصيل الموسم استطلعت أراء بعض مدربينا الوطنيين عبر التحقيق التالي:
المدربة إليزابيت سيمون
(سلتنا الأنثوية تبشر بالخير)
كان مستوى الدوري بشكل عام هذا الموسم متوسطاً لعدة أسباب يأتي في مقدمتها تأخر انطلاقة الدوري بسبب كارثة الزلزال، وتغيير طريقة الدوري، وبدل أن تلعب الفرق ذهاباً وإياباً لعبت بطريقة المجموعات (مجموعة دمشق، ضم فرق الثورة- الوحدة- بردى- الأشرفية- الساحل)، ومجموعة حلب التي ضمت فرق (الجلاء- الأهلي- الحرية- تشرين) وبعد تحديد ترتيب الفرق في كل مجموعة، تم اللعب بطريقة التجمع في دمشق لتحديد الفرق التي ستتأهل إلى الفاينال فور، هذه الطريقة هي مناسبة أكثر لمسابقات أخرى مثل كأس الجمهورية أو كأس السوبر أو بطولات الفئات العمرية ولكنها غير عادلة وغير نظامية لتحديد ترتيب الفرق المشاركة في الدوري السوري، وإضافة إلى الأسباب السابقة، فإن غياب لاعبات مثل أليسيا مكاريان، ورشا سكران، وفرح أسد، وميريام جانجي، وماريا دعيبس، أيضاً كان له دور في انخفاض مستوى الدوري، وغياب اللاعبة الأجنبية كان بسبب التصويت في المؤتمر السنوي لكرة السلة، فأغلبية الأندية صوتت ضد القرار، طبعاً الكل يعلم مدى أهمية اللاعبة الأجنبية في دوري السيدات، ولكن الوضع المالي الصعب للأندية بسبب الوضع الاقتصادي الخانق في بلدنا، أدى إلى اقتصار وجود اللاعب الأجنبي في دوري الرجال فقط، وغابت مسابقة كأس الجمهورية لهذا العام بسبب تأخر الدوري والتزام اللاعبات بفحوصات الجامعة، ولا ننكر أيضاً الأعباء المالية الضخمة التي كانت ستكلف الأندية المرهقة أصلاً.
سلتنا الأنثوية تبشر بالخير وأنا متفائلة جداً لأنني أرى الجهد الجبار من المدربين والمدربات من حيث الاهتمام بالفئات العمرية للإناث، بعد أيام قليلة ستبدأ نهائيات الشابات تحت 18، ستشاهدون الكم الهائل من اللاعبات الموهوبات، والمستوى العالي للمباريات، نحن نملك الكثير من المؤهلات التي تجعلنا من أفضل الفرق في آسيا، نحتاج فقط للتخطيط السليم وإدارة الموارد التي نملكها، ولو كانت قليلة، ولكن بالإدارة الصحيحة والعمل الجاد نستطيع أن نجعل من أحلامنا حقيقة.
المدرب مانو ماركاريان
(الأهلي الأفضل)
أن مستوى دوري السيدات بشكل عام كان ضمن المستوى الوسط، لقد لعبت الفرق ضمن مجموعتين وهذا النظام غير جيد لتطوير المستوى الدوري من وجهة نظري، إن نادي الاتحاد كان الفريق المتميز والثورة بخبرته استطاع تحقيق اللقب، أما بالنسبة لغياب اللاعبة الأجنبية فهي بقرار الجمعية العمومية لاتحاد كرة السلة، حيث تم رفض أغلب الأندية وجودها بسبب الضائقة الاقتصادية، وغياب كأس الجمهورية كان نتيجة الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد وأدت إلى تأخير روزنامة الدوري (ولكن برأيي كان يجب إقامتها كما حدثت بدوري الرجال).
لدينا خامات ولاعبات مبشرة يجب الاهتمام بهن، حيث إننا أبطال غرب آسيا تحت 16، والموسم السابق كنا في المستوى الثاني لآسيا تحت 16، وهذا الموسم استمرت لاعباتنا واستطعن تحقيق إنجاز بالبقاء في المستوى الأول في آسيا على الرغم أنها المشاركة الأولى لنا في هذه المستوى.
المدربة ريم الصباغ
(الضائقة المادية)
جاء الدوري هذا الموسم مقبولاً نسبة للظروف التي تشهدها بلدنا، لم يتم لعب عبر مرحلتي الذهاب والإياب وهذا انعكس على الدور النهائي للعب الفاينال، ولم نلعب أيضاً مع الثورة ذهاباً وإياباً، وهذا له تأثير سلبي، أعتقد وجود اللاعبة الأجنبية في هذه الظروف المالية صعب جداً على الأندية ويجب دراسة ملف اللاعبات الأجنبيات قبل طرحه في المؤتمر القادم لاتحاد كرة السلة، لقد غاب كأس الجمهورية لعدم توافر الوقت الكافي نظراً لتأخر الدوري بسبب الزلزال الموسم الماضي وأغلب الفرق انسحبت، أما مستوى السلة الأنثوية جيد بشكل عام، ويوجد لاعبات على مستوى جيد لكنهن قليلات، والمشاركات الخارجية في البطولة العربية لناشئات لم يكن بها لاعبات أجنبيات وهذا يدعو للاستغراب لأن صقل المواهب بحاجة للمشاركات الدولية.
المدربة كارلا مغامز
(المستوى دون الوسط)
المستوى كان منخفضاً لأقصى الدرجات وسيئاً جداً، وتغير برنامج الدوري بعد الزلزال قلل من المباريات حيث أصبح عددها الكامل ستاً أو سبع مباريات وهذا قليل جداً، لم تستطع اللاعبة أن تثبت نفسها، وانضمام اللاعبة الأجنبية لصفوف الأندية كان سيشكل عبئاً مادياً عليها، على الرغم أن الرجال استطاعوا أن يتعاقدوا مع أفضل اللاعبين، لكن بالتأكيد اللاعبة الأجنبية كانت ستعطي قوة للدوري، والزلزال الذي حدث كان السبب الرئيسي لعدم إقامة مسابقة كأس الجمهورية لهذا العام لذلك انخفض المستوى وأصبح سيئاً جداً وتراجعت المباريات وفي الوقت ذاته لم يعد هناك وقت لها، وأن العمل عليها سيأخذ كل فريق مباراة أو مباراتين فقط، لأن البرنامج ليس صحيحاً.
سلة السيدات أصبحت دون الوسط، لكن يوجد خامات بحاجة فقط للتمارين المكثفة والاهتمام بالمباريات أكثر ورفع عددها، لأنها تضيف القوة للاعبة وهذا سبّب انخفاض مستواهن، نحن سابقاً كنا نلعب أقل ما يمكن ١٥ أو ٢٠ مباراة دون المعسكرات الخارجية، أما حالياً فلا يوجد هذا النظام والاهتمام، وأصبح هناك مشكلة كبيرة جداً في المستويات أنها من سيئ إلى أسوأ.