شؤون محلية

لا حلول قطعية في الأفق.. والمبادرات كلها خجولة؟ … للشهر التاسع على التوالي.. مليون سوري في الحسكة يعيشون كارثة عطش حقيقية

| الحسكة - دحام السلطان

تتواصل الأزمة الكارثية التي تعيشها مدينة الحسكة وضواحيها وريفها الغربي للشهر التاسع على التوالي، والتي جعلت منها مدينة منكوبة اليوم، نتيجة لانقطاع مياه الشرب عنها في محطة «علوك» المحتلة من النظام التركي، للمرة الثامنة والثلاثين منذ احتلال النظام التركي للمحطة في شهر تشرين الأول لعام 2019.

وتشير الأوضاع الراهنة في الحسكة إلى أن عملية قطع المياه الممنهج في محطة «علوك» بريف مدينة رأس العين المحتلة لا تزال على حالها ولا جديد قد يبشّر بانفراجات أو حلول جذرية باتجاه المحطة، على الرغم من أن جميع المساعي لحل تلك المشكلة لا تزال جارية إلى الآن ولا حلول نهائية وقطعية إلا بعودة المحطة إلى مؤسسة المياه بالمحافظة ودخول العاملين فيها للإشراف عليها.

وتؤكد المصادر الأهلية والرسمية أن معاناة أكثر من مليون إنسان من مواطني المدينة وريفها الغربي، لا تزال على حالها، وهم الذين يعيشون اليوم كارثة إنسانية حقيقية في ظل ظروف الطقس المناخي الحارقة وانتشار الأوبئة والأمراض السارية، وسط صمت وتخاذل المجتمع الدولي الذي يقف متفرجاً على وقع الكارثة الإنسانية التي أجهزت على ما بقي من معاناة المواطن في الحسكة، بعد وقوعه تحت ظلم ومعاناة الحصار والتضييق عليه من جانب الاحتلالين الأميركي والتركي الموجودين على مساحات واسعة من أراضي المحافظة.

في وقت يناشد فيه المواطن، المساعي الحكومية بالمحافظة والمنظمات الدولية العاملة في الشأن الإغاثي والإنساني لحل المشكلة وإنهاء معاناة المدنيين، ووضع حد لمعضلة محطة مياه علوك «المصدر الوحيد لمياه الشرب في مدينة الحسكة وريفها الغربي» من دون حلول مفيدة وقطعية على الرغم من كل المساعي الحكومية، التي لا تزال خجولة ويدها قاصرة نتيجة للظرف المحيط بالمحافظة، إضافة إلى إخفاق جميع المساعي الدولية من أن تتمكن من تحييد محطة علوك عن الصراعات الدائرة في المنطقة.

ويناشد مواطنو محافظة الحسكة اليوم عبر «الوطن» رئاسة الحكومة والوزارات المعنية ذات الصلة، الوقوف إلى جانبهم ورفع الحيف عنهم، لأن مسألة انقطاع مياه الشرب باتت وبشكل واضح وصريح تهدد وجودهم وبقاءهم على قيد الحياة نتيجة لعدم قدرتهم على تأمين مياه الشرب «موثوقة المصدر»، التي أصبحت اليوم تخضع تعرفتها الشرائية لقانوني العرض والطلب، وبات ينطبق على أسعار شرائها ما ينطبق على أسعار المواد السلعية الاستهلاكية الأخرى الموجودة في السوق، وأن أسعار البراميل الخمسة اليوم من المياه، باتت تعرفتها قريبة من ثلث دخلهم الشهري، هذا إذا كانوا عاملين في الدولة، وأن المبادرات الأهلية ولاسيما مبادرة «قطرة ماء» التي تم إطلاقها مؤخراً ويجري العمل فيها بالطرق البدائية وغير المنظمة والمنضبطة لم تعد تفي بالغرض وتلبي الحاجة الملحة للوصول إلى حاجتهم اليومية من مياه الشرب؟ في الوقت الذي أثار المواطنون مسألة مهمة هي أن هذه المبادرات الأهلية تمكنت من الوصول إلى المواطن بالطرق الحالية، فكيف لم تتمكن المساعي الحكومية المركزية من معالجة الواقع الذي وصلها كما هو عبر إداراتها الفرعية بالمحافظة، وهي العاجزة عن تقديم هذه الخدمة التي أصبحت حاجة ملحة إغاثية وإنسانية في الوقت نفسه، في ضوء إغلاق المساعي الدولية اليوم في محطة «علوك» للأسباب التي تم شرحها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن