رياضة

نهائيات بطولة الأندية العربية 2023 بنظام جديد … تعاقدات رباعي السعودية تضعه في مقدمة المرشحين للقب

| خالد عرنوس

تنطلق اليوم منافسات النسخة الثلاثين لبطولة الأندية العربية أبطال الدوري أو ما بات يسمى بدوري أبطال العرب وهي البطولة الأقدم على مستوى الأندية في الوطن العربي وذلك بطريقة البطولة المجمعة وبمشاركة ستة عشر نادياً بينها أربعة أندية سعودية وثلاثة أندية تونسية وناديان مغربيان مقابل ناد واحد من مصر والعراق وقطر وليبيا والجزائر والإمارات والكويت وقسمت هذه الأندية على أربع مجموعات بحيث تخوض كل أربعة منها دورياً من مرحلة واحدة ويتأهل الأول والثاني من كل مجموعة إلى ربع النهائي الذي يقام بطريقة خروج المغلوب حتى مباراة التتويج، وانطلقت هذه النسخة في آذار من العام الحالي بمشاركة 37 فريقاً من الدول العربية الـ22، وتستضيف المملكة العربية السعودية هذه البطولة بين السابع والعشرين من تموز والثاني عشر من آب وذلك في ثلاث مدن هي الطائف والباحة وأبها حيث الأجواء معتدلة في هذا الوقت من السنة بسبب ارتفاعها عن سطح البحر، وتتميز هذه النسخة بحضور نخبة من الأندية التي سبق لها التتويج بالكثير من الألقاب على مستوى بطولات الأندية العربية بمختلف مسمياتها وفي مقدمتها الرجاء البيضاوي المغربي الذي يدافع عن لقبه ووصيفه الاتحاد السعودي المرشح الأبرز للظفر باللقب خاصة بعد التعاقدات الكبيرة التي قام بها هذا الصيف وهو ما ينطبق على الهلال والنصر كذلك.

بطولات ناقصة

الحديث عن الكرة العربية والبطولات العربية حديث ذو شجون فيه الكثير من الألم والحرقة سواء على مستوى الأندية أم على صعيد المنتخبات، فعلى غرار كل ما يتعلق بالعرب كأمة واحدة لم تتفق على أمر واحد إلا في حالات نادرة وغالباً ما تكون ردة الفعل هامشية سارت كرة القدم في الوطن العربي على النهج ذاته فلم يكتمل العدد في بطولة واحدة سوى في مرات نادرة، والطريف أن بطولة كأس العرب التي يجب أن تكون ذروة البطولات من المحيط إلى الخليج لم تحظ بمشاركة كاملة أو شبه كاملة إلا عندما أقيمت برعاية الاتحاد الدولي (فيفا) عام 2021 وكانت تلك النسخة استثنائية بكل المقاييس حتى إن البطولة النهائية جمعت 16 منتخباً عربياً بعدما بدأت النسخة المذكورة بـ22 منتخباً على الرغم من أن بعض المنتخبات شاركت بالصف الثاني أو المنتخبات الأولمبية، وعلى صعيد بطولات الأندية بذل الاتحاد العربي لكرة القدم جهداً كبيراً حتى أعاد بطولة دوري أبطال العرب إلى الحياة وفعل كل ما بوسعه لتستمر لكنه اصطدم دائماً بعوامل كثيرة وآخرها وباء كورونا وتوابعه والذي فرض تأجيل مباريات النسخة الأخيرة لموسم 2019/2020 إلى صيف 2021 وبالتالي أجل البطولة عاماً آخر لتعود هذا العام.

هموم عربية

ففي مطلع الثمانينيات اقترح الاتحاد العربي إنشاء أول بطولة عربية للأندية وبالفعل دعا كل من يرغب بالمشاركة من أبطال الدوري المحلي في الدول العربية لكن النسخة الأولى اقتصرت على ثلاثة أندية هي النجمة اللبناني والأهلي الأردني والشرطة العراقي، وتقابل الأولان في عمان وفاز النجمة ليقابل الشرطة في النهائي في بغداد (ذهاباً وإياباً) ففاز الأخير 2/صفر ثم تعادلا 2/2 ليتوج الشرطة بأول بطولة عربية لكرة القدم على مستوى الأندية، ورغم المحاولات الحثيثة إلى المشاركة إلا أن البطولة أقيمت بعد عامين في الدمام بالسعودية وشارك فيها 4أندية وهكذا كانت الظروف السياسية سبباً رئيساً في عدم اكتمال أو ارتفاع العدد لكن الاتحاد لم ييأس وكان يحاول إقامة البطولة رغم الظروف الصعبة بالحضور الذي لم يكن ليتأكد إلا مع اقتراب الموعد المحدد لها، وبالمقابل أقام الاتحاد بطولة أخرى لأبطال الكؤوس ومن ثم كأس النخبة وسط معاناة كبيرة وتدخلات شخصية من أعضاء الاتحاد في أحيان كثيرة، وتبدل نظام البطولة أكثر من مرة، فتارة يكون هناك تصفيات وتجمعات نهائية وأخرى تقتصر على الأندية المدعوة إلى البطولة وأخرى بالذهاب والإياب أو بالطريقة التي تتبعها أوروبا في بطولاتها واختلفت التسميات أيضاً ومع ذلك لم تنتظم بطريقة مثالية حتى اللحظة، وعليه فكان التأجيل أو الإلغاء صادماً لبعض جماهير الكرة العربية التي ترغب بإقامة بطولة حقيقية تجمع فرقها المحلية.

وخلال العقد الأخير وبعد المشاكل التي تعرضت لها بعض الدول العربية حاول الاتحاد العربي إحياءها فأقيمت نسخة واحدة 2012/2013 فأقيمت أدوارها الأولى حسب التوزيع الجغرافي قبل أن تقام بداية من ربع النهائي بطريقة الذهاب والإياب وتوج اتحاد العاصمة الجزائري بطلاً على حساب العربي الكويتي أقيم ذهاب النهائي في الأردن والإياب في السعودية، وغابت البطولة مرة أخرى حتى عام 2017 عندما أعادها الاتحاد إلى الحياة وهذه المرة بطريقة رياضية تجارية لجذب الأندية وأقيمت النسخة الأولى المستحدثة بنظام الذهاب والإياب وأطلق عليها بطولة دوري أبطال العرب وقد ضم دور ربع النهائي 12 فريقاً قسمت إلى ثلاث مجموعات تأهل أبطالها إلى نصف النهائي إضافة إلى أفضل ثانٍ، أقيمت منذ دور المجموعات وما يليه في مصر وتوج الترجي التونسي بطلاً على حساب الفيصلي الأردني في النهائي بنتيجة 3/2.

محاولات للجذب

نجحت البطولة بشكها الجديد جماهيرياً (إلى حدٍ ما) وتنظيمياً وقدمت الأندية المشاركة بطولة شبه مثالية ما شجع الاتحاد العربي لإقامة البطولة بنظام المجموعات الجغرافية فنظم نسخة 2018/2019 بطريقة المجموعات بالدور الأول وأقيمت معظمها في السعودية وأعلن 40 نادياً المشاركة فيها وتأهل 13 منها إلى دور الـ32 بشكل مباشر على حين أفرز الدور التمهيدي 3 أندية انضمت إلى هذا الدور الذي أقيم بنظام الذهاب والإياب وقدمت بعض الدول حلاً لإقامة بعض المباريات في أرضها تحسباً لأي طارئ وهكذا مضت البطولة بشكل انسيابي حتى النهائي الذي أقيم في مدينة العين الإماراتية وكان الاتحاد أطلق على هذه النسخة كأس (الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان) وجمع النهائي فريقي الهلال السعودي والنجم الساحلي التونسي وانتهى بفوز الأخير 2/1، ووزع الاتحاد جوائز مالية مجزية لكافة المشاركين فبلغت مكافأة الفريق البطل 6 ملايين دولار مقابل مليونين ونصف المليون للوصيف.

وأدى نجاح البطولة بعد الدعم المادي والمعنوي إلى مواصلة التجربة فأقيمت النسخة التالية 2019/2020 تحت مسمى (كأس محمد السادس للأندية) وقد اكتملت معظم أدوارها مع بداية عام 2020 على أن يقام النهائي مع ختام الموسم إلا أن ظروف كورونا فرضت التأجيل لأكثر من عام كامل فأقيمت مباراة التتويج في 21/8/2021 على ملعب الأمير عبد اللـه في الرباط وجمعت الرجاء البيضاوي المغربي واتحاد جدة السعودي وقدم الفريقان مباراة تاريخية انتهت بالتعادل 4/4 فلجأ الفريقان إلى ركلات الترجيح التي ابتسمت للرجاء بنتيجة 4/3، وبالطبع على غرار الكثيرمن البطولات أجلت البطولة من جديد قبل أن تعود للحياة مع النسخة الحالية.

النسخة الحالية

انطلق الدور التمهيدي للنسخة الحالية التي أطلق عليها اسم كأس الملك سلمان مطلع الشهر الثالث من العام الحالي وحسب تصنيف الاتحاد العربي تم اعتماد عشرة أندية في النهائي بعدما تقرر أن البطولة بداية من دور الستة عشر على طريقة البطولة المجمعة وهي: الهلال والاتحاد والنصر (السعودية) والرجاء والوداد (المغرب) والسد (قطر) وشباب بلوزداد (الجزائر) والزمالك (مصر) والشرطة (العراق) والترجي (تونس)، على حين ضم الدور التمهيدي أربعة أندية ودخلت بقية الأندية في أدوار إقصائية حتى أفرزت الأندية الستة الأخرى (الشباب السعودي والصفاقصي واتحاد المنستير التونسيان والوحدة الإماراتي والكويت الكويتي وأهلي طرابلس الليبي)، وللتذكير فإن نادي تشرين مثل سورية كبطل للدوري ودخل أول أدوار الإقصاء فخاض مباراتين أمام المريخ السوداني وأقيمتا في مدينة جدة ففاز المريخ ذهاباً على أرض تشرين (الافتراضية) 2/1 ورد الأخير إياباً بهدف لم يكن كافياً لأن نظام البطولة مازال يستند إلى أفضلية الهدف خارج الأرض.

وقد قسمت الأندية الـ16 إلى أربع مجموعات على النحو التالي:

– الأولى: الترجي، الاتحاد، الشرطة، الصفاقصي.

– الثانية: الهلال، الوداد، السد، أهلي طرابلس.

– الثالثة: الزمالك، النصر، اتحاد المنستير، الشباب.

– الرابعة: الرجاء، بلوزداد، الكويت، الوحدة.

وبعيداً عن أسماء المرشحين للمنافسة فإننا على موعد مع بطولة متميزة من ناحية الأسماء الحاضرة من النجوم العالميين خاصة بعد الصفقات التي أبرمتها أندية السعودية خاصة في الآونة الأخيرة، فالنصر يضم رونالدو وبرزوفيتش وأوسبينا وسيكو فوفانا وأليكش تيليس، على حين الهلال لديه خاليدو كوليبالي وسيرجي ميلكينوفيتش وروبن نيفيز وميشيل ديلغادو، أما الاتحاد فيضم كريم بنزيمة ونغولو كانتي وجوتا وإيغور كورنادو ومارسيلو غروهي، ويضم الشباب إيفير بانيغا وغوستافو كويار وكيم سونغ كيو، ويضم السد القطري عدداً كبيراً من المحترفين مثل: جيوفاني هنريكي (قد يغيب للإصابة) وغويليرمي وباولو أوتافيو وبغداد بونجاح وماتيوس أوريبي وآخرهم رومان سايس آخر صفقات الفريق، وتضم الأندية الأخرى عدداً من النجوم المحترفين كذلك وإن كان بعضها لا يرقى إلى الأسماء المذكورة لكنها مهمة بالنسبة لأنديتها عدا اللاعبين الدوليين المحليين في هذه الأندية والأسماء كبيرة وكثيرة.

أبطال سابقون

29 نسخة أقيمت حتى الآن حملت أبطالاً للأندية العربية بغض النظر عن عدد الأندية المشاركة أو نظام البطولة، وقد استطاع 19 فريقاً دخول تاريخ البطولة من باب التتويج ويتصدرها بثلاثة ألقاب: الترجي التونسي (1993 و2009 و2017) والرشيد العراقي (1985 و1986 و1987) يليهما الهلال (1994 و1995) والشباب (1992 و1999) والاتفاق (1984 و1988) (السعودية) والرجاء المغربي (2006 و2020) والصفاقصي التونسي (2000 و2004) ووفاق صطيف الجزائري (2007 و2008) بلقبين وتوج مرة واحدة: الاتحاد (2005) والأهلي (2002) السعوديان والأهلي (1996) والزمالك (2003) المصريان واتحاد العاصمة (2013) ووداد تلمسان (1998) الجزائريان والإفريقي (1997) والنجم الساحلي (2019) التونسيان والشرطة العراقي (1982) والسد القطري (2001) والوداد المغربي (1989)، يذكر أن الإنجاز الأفضل للأندية السورية على مستوى البطولة تمثل بحلول فريق الجيش وصيفاً مرتين عامي 1999 و2000.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن