رياضة

زيدان الربان

| محمود قرقورا 

لا شك أن خبر تعيين الفرنسي زين الدين زيدان مدرباً لريـال مدريد يوم الاثنين الفائت تصدر عناوين الصحف والمجلات والمواقع العنكبوتية سواء الرياضية أم غير الرياضية، لما لهذا النجم من شعبية جارفة حول العالم، وكأن اسمه يشكل نغمة موسيقية فريدة لدى سماعها.
تولي زيزو تدريب ريـال مدريد في بداية حقبته التدريبية لا شك أنه تحدٍ من نوع خاص، فما أعظمها من بداية عندما تكون من القمة!
وما أجلها من مسيرة إن كتب لها النجاح! وما أقبحها من تجربة إن كتب لها الإخفاق!
زيدان من نخبة لاعبي الكرة الأرضية ويمكن القول إنه يجلس في طابق ثانٍ إلى جوار بيكنباور ورونالدو دا ليما قياساً إلى مدى التأثير مع الأندية والمنتخب، ويتقدم عليهم الأسطورتان اللتان تنازعتا على لاعب القرن العشرين ونقصد بيليه ومارادونا.
نعم لقد حقق زيدان كل ما يحلم به لاعب كرة قدم على صعيد الأندية والمنتخبات، بل كان العنصر الفاعل في بعض مباريات التتويج، كما أنه حاز من الألقاب الفردية ما يكفي للخلود مرتاح البال والضمير.
السؤال الذي يطرح نفسه حالياً: هل سينجح النجم الفرنسي في مهنة المتاعب الشاقة، المهنة التي يجيّر فيها النجاح للاعبين والإخفاق للمدربين؟
بالتأكيد الجواب سابق لأوانه، لكن ما هو مؤكد أن زيدان سيمضي إلى العلياء إن بدأ بقوة كما فعل مدرب بايرن ميونيخ الحالي بيب غوارديولا، وإما ستنتهي مسيرته أو تضمحل بأحسن الأحوال إن لم يكن مقنعاً في جدران سانتياغو برنابييه، فتدريب ريـال مدريد يكاد يكون المكان الأكثر صعوبة بين كل أندية العالم، لأن المركز الثاني لا يسمن ولا يغني من جوع في كل المسابقات، وهذه حالة طبيعية لنادٍ معروف عنه أنه زعيم أندية الليغا وعظيم أندية القارة.
زيدان أعطي الحرية الكافية لاختيار الكادر المساعد كما أنه يحظى بتأييد الإدارة الملكية والسواد الأعظم من اللاعبين والأكثرية الساحقة من الجماهير نظير تاريخه الحافل، وهذه مقدمات ضرورية للنجاح، بيد أنه سيصطدم بوجود برشلونة الذي يحرق الأخضر واليابس ولن يتنازل بسهولة عن الألقاب المتاحة كلها، فهل ستكون البداية التي يحلم بها أم بداية النهاية على صعيد التدريب والاكتفاء بكونه أسطورة داخل المستطيل الأخضر كما حصل مع ميشيل بلاتيني.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن