شهيد برصاص الاحتلال في نابلس.. والفصائل: دماء الشهداء تزيد شعلة المقاومة … عباس وهنية يلتقيان في أنقرة قبيل اجتماع القاهرة لتوحيد الجهود ومواجهة المخاطر
| وكالات
اتفق الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية اللذان اجتمعا مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة على ضرورة توحيد الجهود لمواجهة المخاطر المحدقة بالقضية الفلسطينية.
جاء ذلك في حين استشهد فلسطيني برصاص الاحتلال في نابلس، فيما أكدت الفصائل الفلسطينية أن دماء الشهداء تزيد شعلة المقاومة، على حين أكدت هيئة شؤون الأسرى في فلسطين أن الاحتلال ينفذ عقوبات مضاعفة بحق أسرى «نفق الحرية».
وذكرت وكالة أنباء «الأناضول» الرسمية التركية أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، استقبل أمس عباس وهنية في أنقرة، حيث بحث الجانبان، سُبل تهيئة الأجواء قبيل اجتماع الأمناء العامين المُقرر انعقاده في القاهرة، واتفقا على ضرورة توحيد الجهود لمواجهة المخاطر المحدقة بالقضية الفلسطينية.
وحسب «الأناضول»، أعلنت حركة «حماس» في وقت سابق أمس أن وفد قيادتها برئاسة إسماعيل هنية التقى وفد السلطة برئاسة محمود عباس في أنقرة لبحث سبل تهيئة الأجواء قبيل اجتماع الأمناء العامين المقرر انعقاده في القاهرة.
ووفق موقع «العربي الجديد»، قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس حسام بدران إن اللقاء شهد نقاشاً صريحاً وعميقاً، وجاء في إطار استكمال مشاورات الحركة مع مختلف القوى والفصائل الفلسطينية بغرض التحضير الجيد لاجتماع الأمناء العامين المقرر انعقاده في 29 و30 تموز الجاري في العاصمة المصرية القاهرة.
واتفق المجتمعون، حسب «حماس»، على ضرورة توحيد الجهود الوطنية لمواجهة المخاطر المحدقة بالقضية الفلسطينية، وخاصة مخططات الحكومة الصهيونية المتطرفة التي تريد ابتلاع الأرض وتوسيع الاستيطان والسيطرة على مقدرات الشعب الفلسطيني، وفي مقدمة ذلك الخطر الأساسي المتعلق بالضفة والقدس المحتلة.
وقال بدران: إن «حماس» أكدت أن المقاومة الشاملة هي السبيل الأنجع لمواجهة الاحتلال والمخاطر المحدقة بالقضية.
ونبه إلى ضرورة أن تتناسب مخرجات اجتماع الأمناء العامين مع طموحات وآمال شعبنا، ولذلك فالمطلوب هو التحضير الجيد لهذا اللقاء مع ضرورة تهيئة الظروف الميدانية لإنجاحه.
من جانب آخر، أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية أن صمت المجتمع الدولي عن جرائم الاحتلال الإسرائيلي وإجراءاته أحادية الجانب غير القانونية بات تواطؤاً مفضوحاً مع المستعمر، وتعايشاً بائساً مع وجود الاحتلال واستمراره.
وأدانت الوزارة في بيان أمس نقلته وكالة «وفا» الجريمة التي ارتكبتها قوات الاحتلال في مخيم العين بمدينة نابلس بالضفة الغربية، وأدت إلى استشهاد الشاب محمد ندى 23 عاماً، مشددة على أنها جريمة حرب، وجريمة ضد الإنسانية.
وحذرت الوزارة من مغبة التعامل مع جرائم القتل التي يرتكبها الاحتلال بحق الفلسطينيين كإحصائيات وأرقام تخفي حجم معاناة الأسر الفلسطينية جراء اغتيال أبنائها، مطالبة المجتمع الدولي ومؤسساته، وفي مقدمتها الجنائية الدولية بالخروج عن صمتها وتحمل مسؤولياتها والوفاء بالتزاماتها تجاه ما يتعرض له الفلسطينيون من اعتداءات وجرائم وصولاً إلى محاسبة مجرمي الحرب الإسرائيليين ومحاكمتهم.
من جهة أخرى نددت الوزارة بدعوات المستوطنين لتنفيذ اقتحامات واسعة للبلدة القديمة في القدس مساء أمس وللمسجد الأقصى اليوم الخميس، مشيرة إلى أنها تندرج في إطار محاولات الاحتلال تغيير الوضع القانوني والتاريخي القائم في القدس، وتهويد الأقصى لتحقيق أطماعه التوسعية العنصرية.
في غضون ذلك، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد شاب متأثراً بإصابته برصاص الاحتلال خلال اقتحام مدينة نابلس، أمس الأربعاء.
وقالت الصحة: إن الشهيد هو محمد عبد الحكيم نعيم ندى 23 عاماً، وكانت إصابته برصاصة مباشرة في الصدر.
وفي وقت سابق، أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بإصابة شاب بجروح خطيرة بالصدر برصاص الاحتلال خلال اقتحام نابلس قبل الإعلان عن استشهاده.
وأشارت مواقع فلسطينية إلى أن قوات الاحتلال اقتحمت مخيم العين في نابلس وحاصرت منزلاً وقامت باعتقال شاب، لكن الشبان تصدوا لها وأوقعوا اصابات بين عناصر الاحتلال.
ولفتت المواقع إلى أن قوات الاحتلال فرضت إغلاقاً تاماً على مخيم العين في نابلس ومنعت الدخول والخروج منه.
بدوره قال الناطق باسم حركة «حماس» حازم قاسم: إن العدو الصهيوني يرتكب جريمة جديدة بقتله الشاب محمد ندى في نابلس، ضمن حربه المسعورة التي تستهدف الوجود الفلسطيني، وفي تزامن مع تصعيد حربه الدينية على المسجد الأقصى المبارك.
وأشار قاسم إلى أن هذا العدوان الصهيوني المتصاعد يضع الجميع تحت مسؤولية ضرورة الاتفاق على خطة وطنية موحدة كأحد مخرجات لقاء الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية في القاهرة لمواجهة إرهاب حكومة المستوطنين.
هذا وزفت لجان المقاومة في فلسطين، الشهيد ندى، مؤكدةً أن دماء الشهداء الأبطال ستزيد من شعلة المقاومة الملتهبة على العدو وقطعان مستوطنيه، وقالت إن «ارتقاء الشهداء واستمرار العدوان والهجمة الصهيونية المسعورة على شعبنا لن تزيده إلا إرادة وتصميماً على مواصلة المقاومة حتى دحر العدو عن أرضنا ومقدساتنا.
وأول من أمس الثلاثاء، استشهد في الضفة الغربية، 3 شبان فلسطينيين بعملية اغتيال قام بها الاحتلال الإسرائيلي عبر استهداف سيارتهم في نابلس.
وفي سياق متصل، قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين: إن «إدارة» سجون الاحتلال تنفذ عقوبات مضاعفة بحق أسرى نفق الحرية الستة الذين تمكنوا من تحرير أنفسهم من نفق معتقل «جلبوع»، خلال شهر أيلول من العام 2021.
وأشارت الهيئة إلى أن الأسرى لا يزالون حتى اللحظة محتجزين بزنازين عزل تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة، عدا عن سلسلة من الإجراءات التنكيلية التي ينفذها الاحتلال بحقهم، كعمليات نقلهم من عزل إلى آخر بهدف إرهابهم واستهدافهم جسدياً ونفسياً.
ووفق هيئة شؤون الأسرى فإن الاحتلال صنف منفذي عملية «نفق الحرية» الأسرى الستة (محمود عارضة، ومحمد عارضة، وأيهم كممجي، ومناضل نفيعات، وزكريا زبيدي، ويعقوب قادري) كأسرى «شديدي الخطورة»، ونتاجاً لذلك صعد من العقوبات المفروضة بحقهم ولاسيما ظروف عزلهم المأساوية وغير الإنسانية.
كما أوضحت أن الأسير أيهم كممجي، موجود في غرف عزل سيئة جداً لا تصلح للعيش بداخلها، حيث يتم تفتيشها بشكل يومي من قبل السجانين، بالإضافة إلى التفتيش الذي يتم كل شهر تقريباً من قبل الوحدات الخاصة التابعة لمصلحة السجون.
كذلك لفتت الهيئة إلى أن من ضمن المشكلات التي يواجهها الأسير كممجي هي موضوع الطلبات التي يقدمها لإدارة السجن والتي يتم رفضها جميعها، مشيرةً إلى أن من بين الطلبات التي كان قد قدمها وتم رفضها هي طلب السماح له بشراء جهاز للعلاج الطبيعي، حيث يعاني شداً عضلياً دائماً وهو بحاجة لعلاج طبيعي.
يشار إلى أن الأسير أيهم نجح بتاريخ السادس من أيلول الماضي، برفقة الأسرى، محمد ومحمود العارضة، مناضل انفيعات، يعقوب قادري، وزكريا الزبيدي بانتزاع حريتهم عبر نفق من معتقل جلبوع، قبل أن يعاود الاحتلال اعتقالهم.