وزير المهجرين اللبناني بحث ونائب السفير الروسي في لبنان ملف النازحين … شرف الدين: دمشق تجاوبت إيجابياً وهناك توجه لإطلاق «يوم العودة» .. رومانوف: التسييس الغربي لملف النازحين يعرقل الجهود اللبنانية
| بيروت - سماهر الخطيب
بحث وزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية عصام شرف الدين خلال لقائه نائب السفير الروسي في لبنان مكسيم رومانوف والسكرتير الأول بالسفارة إيفان ميدفيدسكي في مكتبه بالوزارة ملف النازحين السوريين، موضحاً أن الحكومة السورية تجاوبت إيجابياً في الملف ولجهة إعادتهم إلى قراهم ومدنهم، مشدداً على أنّ الغرب أداة سلبية في الموضوع وله أهداف سياسية ومنها تدمير سورية لكنه لم ينجح أمام إرادة الشعب السوري وقيادته، على حين بين رومانوف أن التسييس الغربي للملف يعرقل جهود لبنان.
وأشار شرف الدين خلال اللقاء الذي حضرته «الوطن»، إلى أن زيارته الأخيرة إلى دمشق كانت زيارة تحضيرية، ووجد تجاوباً إيجابياً من الحكومة السورية لما تمّ طرحه حينها من نقاط حول ملف النازحين، وأنه بصدد إعداد تقريره حول الزيارة ونتائجها وتقديمه إلى مجلس الوزراء اللبناني.
وأوضح شرف الدين أن وزير الإدارة المحلية والبيئة السوري حسين مخلوف نوه إلى إمكانية استقبال 180 ألف نازح كمرحلة أولى، ومن ثم ١٥ ألفاً شهرياً، وأكد وجود مراكز إيواء تستوعبهم إضافة إلى القرى المؤهلة للسكن، وأن 1400 تمت إعادتهم إلى القلمون في العام الماضي ولم يبقوا في مراكز الإيواء سوى ليلة واحدة ومن ثم ذهبوا إلى قراهم وبيوتهم.
وأشار شرف الدين إلى وجود ثلاث نقاط جديدة تكملة لورقة العمل هي: موضوع خدمة العلم، ومكتومو القيد وحديثو الولادة، والسجناء السوريون وإمكانية استكمال محكوميتهم في سورية.
ولفت الوزير اللبناني إلى العودة الآمنة وأنها تتم وفق لوائح حيث يتم تشكيل فريق عمل من وزارة الشؤون والإدارة العامة للأمن العام، يدخل للمخيمات وينظم استمارات ويتأكد من المعلومات بالتواصل مع سورية مثلاً إن كان بيته آمن، أو ليس عليه خدمة علم، او ليس مطلوباً للدولة، ومن ثم يتم وضعه في قائمة الأولويات ليعود لبلاده عودة آمنة.
وأشار شرف الدين إلى أنه ولعدم توقيع لبنان على «الاتفاقية الخاصة بوضع اللاجئين – تموز 1951» فإن لبنان له الحق بأن ينسق مع سورية حول هذه الأمور من دون العودة إلى مفوضية شؤون اللاجئين إلا إذا أرادت التدخل الإيجابي.
وقال شرف الدين: إن القرار السياسي بحاجة إلى إنضاج عبر الاستفادة من روسيا والأصدقاء والضغط لإعادة أكبر عدد ممكن، كما أن هناك 600 ألف لاجئ يطلبون لجوءاً سياسياً وعملياً ٩٠ بالمئة منهم غير مستوفين للشروط.
وأوضح أن قرار البرلمان الأوروبي وتحريك الملف الكيميائي وملف المفقودين في هذا الوقت، هدفه فرملة وتعطيل المبادرة اللبنانية، وأنّ الغرب هو أداة سلبية وله أهدافه السياسية، قائلاً: «نحن نعلم ماذا يريد، ولو استطاع تغيير النظام في سورية لما تأخر وكان أحد أهدافه تدمير سورية لكنه لم ينجح أمام إرادة الشعب السوري وقيادته».
وتوجه شرف الدين بالشكر إلى روسيا الاتحادية على بروتوكول التعاون لجهة دعم النازحين بسلة غذائية وإعادة بناء القرى المدمرة على عاتقها، وأوضح أن روسيا أكدت الالتزام بالبروتوكول ودعم المساعي اللبنانية في هذا الملف.
كما طرح شرف الدين أن هناك توجهاً نحو إطلاق «يوم العودة» وتشكيل لجنة ثلاثية «سورية – لبنانية – المفوضية»، إضافة إلى الإصرار والضغط على القبول بإرسال المساعدات للنازحين داخل الدولة السورية.
بدوره نوه رومانوف إلى أهمية زيارة شرف الدين إلى دمشق وأصدائها الإيجابية، ولفت إلى موقف مفوضية شؤون اللاجئين والأمم المتحدة ومنحها المساعدات للنازحين داخل لبنان ورفضها منحها للداخل السوري في حال عودتهم وطرح موضوع العراقيل اللبنانية والتسييس الغربي لملف إعادة النازحين.
وتطرق الجانبان إلى أهمية رفع العقوبات المفروضة على سورية لتهيئة الأرضية لإعادة الإعمار، ونوه شرف الدين إلى أهمية الدور الصيني والروسي ودور الجامعة العربية المرتقب في هذا الشأن والتعويل عليه.