حرائق اللاذقية في يومها الخامس … وزير الزراعة لـ«الوطن»: السيطرة على معظم الحرائق.. ولم تسجل أي أضرار بشرية أو في المنازل السكنية
| اللاذقية– عبير سمير محمود
خمسة أيام مرت ولا تزال النيران تأكل جمال طبيعة ريف اللاذقية بين بلدة مشقيتا وبلدة ربيعة، لتلتهم مساحات خضراء «كانت» محور جذب خلاب من صنع الخالق عزّ وجل من دون تدخل الأيادي البشرية.
في وقت، يتابع وزيرا الإدارة المحلية والبيئة حسين مخلوف والزراعة والإصلاح الزراعي محمد حسان قطنا، برفقة محافظ اللاذقية عامر هلال ومدير الزراعة في اللاذقية باسم دوبا ومديري الجهات المعنية، عمليات إخماد الحرائق في ريف اللاذقية، أكد قطنا في تصريح لـ«الوطن»، أن نواة الحريق في مشقيتا يعود لانفجار خزان كهربائي وامتداد النيران إلى الأراضي المحيطة بفعل سرعة الرياح الشديدة.
لا أضرار بشرية ولا منازل محترقة
ذكر قطنا أنه لم يتم تسجيل أي أضرار بشرية أو في المنازل السكنية بالقرى، على حين اقتصرت الأضرار على المساحات الحراجية بنسبة كبيرة وبعض الأشجار المثمرة.
وأكد وزير الزراعة لـ«الوطن»، السيطرة على معظم الحرائق في ريف اللاذقية، بشكل جيد وما يتبقى 3 مواقع قيد التعامل بتعاون كافة الجهات.
وأوضح ان انتشار الحرائق يرتبط بحركة الرياح وسرعتها واتجاهها.
وأشار إلى استمرار عمل جميع الجهات بعمليات الإخماد بجهود كبيرة للسيطرة على النيران في جميع المواقع، بمؤازرة فرق إطفاء من المحافظات الأخرى والجيش العربي السوري والطيران المروحي وطائرة اليوشن، إضافة لجهود المجتمع المحلي والأهلي، مبيناً أن جميع الكوادر على الجبهات من وزارة الدفاع والدفاع المدني وأفواج الإطفاء ومديريات الزراعة والمجتمع المحلي تبذل قصارى جهدها، وتواصل العمل بجد ومسؤولية عالية لمكافحة الحرائق ومنع انتشارها رغم الصعوبات التي تفرضها جغرافية المكان ووعورة التضاريس لكونها مناطق جبلية وودياناً شديدة الانحدار.
قطنا أكد أن أكثر من 100 آلية بين صهاريج وسيارات إطفاء وآليات ثقيلة تنتشر في مواقع الحرائق إلى جانب أكثر من 2000 عامل وعنصر يواجهون النيران بقوة وبسالة على أمل تطويقها بأسرع وقت ممكن، لافتاً إلى سيطرة الفرق على بعض المواقع وبعضها الآخر خارج السيطرة وذلك بفعل الرياح الشديدة وكثافة الغطاء النباتي، إذ إن التيارات الهوائية تنقل أقواز الصنوبريات أو النباتات أو الأخشاب المحترقة من مكان لآخر متجاوزة خطوط النار وبالتالي تنتقل النار من طرف إلى طرف آخر.
جهود متكاملة
وزير الإدارة المحلية حسين مخلوف وعقب زيارته مقر قيادة عمليات إطفاء الحرائق، أكد أن الهدف من الجولة الاطلاع على واقع الحرائق التي اندلعت في الريف الشمالي للمحافظة، والوقوف على الاحتياجات والمتطلبات وسبل تأمينها وتحديد المواقع الأكثر خطورة وقابلية للتوسع والانتشار للتعامل معها حسب الأولوية.
وأشار مخلوف إلى وصول المزيد من الآليات والكوادر التي تم استقدامها من مختلف القطاعات والمحافظات، ويتم نشرها على الأرض مباشرة لمؤازرة الكوادر التي تواجه الحرائق في كل المواقع.
مخلوف نوّه بتضافر الجهود والتكامل على مدار الساعة بين عناصر الحراج والزراعة والإطفاء والدفاع المدني ووحدات الجيش العربي السوري العاملة على الأرض والجهات المعنية إضافة إلى التعاون والتنسيق مع المجتمع المحلي والمنظمات والجمعيات الأهلية ومنها مؤسسة العرين والأمانة السورية للتنمية والهلال الأحمر العربي السوري للمساهمة في إخماد الحرائق والحد من انتشار النيران.
الرياح هي العقبة
مدير الزراعة في اللاذقية باسم دوبا أكد لـ«الوطن»، أن الجهود كبيرة في محاولة للسيطرة على النيران بجميع المواقع المشتعلة، مبيناً أن أعمال إخماد النيران في ريف المحافظة تجري بنسب إنجاز ممتاز حتى اللحظة (ساعة إعداد المادة)، بفعل هدوء نسبي للرياح التي تعد أبرز معوقات العمل.
وذكر دوبا أن مجريات عمل كل الفرق المشاركة في الإخماد مطمئنة، وفي حال استمرت خلال الساعات القادمة من دون تغيرات مناخية وعدم اشتداد الرياح فستكون الأمور مبشرة مع صباح الأحد.
وذكر مدير الزراعة بأن العدد الإجمالي لسيارات الإطفاء وصهاريج التغذية أصبح 77 آلية موزعة على مواقع الحرائق في ريف المحافظة، لافتاً إلى وصول 13 سيارة إطفاء من محافظات أخرى، صباح اليوم لتشارك بعمليات الإخماد.
وبيّن أن العقبة الأكبر التي تواجه جهود الإطفاء عند عودة اشتعال النيران في المناطق التي دخلت مرحلة التبريد واتساع رقعة الحرائق «اشتداد سرعة الرياح بشكل مفاجئ» وما يترتب عليه من زيادة جبهات العمل والانتقال إلى خطة عمل طارئة تم خلالها تحديد مواقع الحرائق الأكثر خطورة والتوجه لإخمادها تباعاً.
غابات مشقيتا تكتسي السواد
من جهتها، أكدت رئيس بلدية مشقيتا زينة ميا لـ«الوطن»، أن الحرائق أخمدت في الأراضي التابعة للبلدية ودخلت مرحلة التبريد، مشيرة إلى أن الأضرار كبيرة جداً بالمساحات الحراجية.
وذكرت ميا أن الحرائق أتت على أراض في قرى سولاس، خربة سولاس، بيت شمسية، وفي محيطها أشجار حراجية كثيفة ومحميات طبيعية تعرضت للضرر جراء النيران وسرعة الرياح.
وأشارت رئيس البلدية إلى أن بعض القرى كالزهراء وسولاس فيها منازل سكنية وعائلات تقطنها وتزرع في محيط القرية أشجار مثمرة كالليمون والزيتون، جميعها تضرر بفعل الحرائق إلا أنه لم يتعرض أي مواطن لأضرار جسدية أو أي منزل للاحتراق واقتصرت الإصابات على تسجيل حالات استنشاق دخان وتمت معالجتها فوراً من خلال الفرق الطبية المتوزعة في مواقع الحرائق منها لمؤسسة العرين والهلال الأحمر والصحة وجمعيات أهلية أخرى.
الأهالي بمواجهة النار
إلى الريف الشمالي، أكد رئيس بلدة ربيعة محمد وريدة لـ«الوطن»، أن الجهات المشاركة في عمليات إخماد الحرائق بذلت مجهوداً كبيراً في العمل خلال الأيام الماضية وسط ظروف جوية وتضاريس صعبة، وتم إخماد النيران بعدة مواقع منها الصباحية والجزء الشمالي من جورة الماء، وبيت الملك، ومزرعة الحرة، وبيت زيفا، والحمراء، لافتاً إلى وجود قرى متاخمة للحدود التركية ولمناطق وجود الإرهابيين، لا تزال مشتعلة ومنها السكرية وطوروز (حتى ساعة إعداد المادة).
وبيّن أن معظم أراضي هذه المواقع تعرضت للاحتراق بالكامل علماً أنها مزروعة بالأشجار الحراجية، في حين يستمر المجهود من قِبل المعنيين بإخماد الحرائق في السكرية وبيت عرب والدرة والتفاحية والبوادي ومحيط دير حنا.
وأكد وريدة أن العمل يتم بالتوازي بين آليات فرق الإطفاء والبلدوزرات والطيران المروحي واليوشن لإخماد النيران، إضافة لتعاون المجتمع الأهلي في القرى نفسها، منوهاً برفض عدد كبير من العائلات مغادرة منازلها رغم أن النار كانت قريبة منهم إلا أنهم فضلوا البقاء والمساعدة في عمليات الإخماد ودرء الحرائق عن قراهم ومنازلهم السكنية.
وذكر بأنه لم يتم تسجيل أي حريق ضمن البيوت ولا إصابات بشرية، في حين تم تسجيل أضرار بسيطة في الثروة الحيوانية (الغنم) والأشجار الحراجية وبعض الأشجار المثمرة، منوهاً بأن الإحصائية ستكون نهائية مع انتهاء العمليات كافة.
وأكد تأمين كل احتياجات الأهالي من المواد الغذائية والأساسية عبر جهات عدة ومنها الأمانة السورية للتنمية وجمعيات أهلية وخيرية.