تصعيد متبادل بين «قسد» والاحتلال التركي في حلب والحسكة ومقتل 9 من الطرفين بمسيّرة وعملية تسلل … الجيش يدمر تحصينات «النصرة» في ريفي إدلب وحلب ويستهدف خطوط إمداده في محيط «M4»
| حلب- خالد زنكلو - حماة - محمد أحمد خبازي
كبد الجيش العربي السوري تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد العسكري، خلال رده على خروقاته لوقف إطلاق النار في منطقة «خفض التصعيد» بإدلب والأرياف المجاورة، في وقت ارتفع منسوب التصعيد بين الاحتلال التركي وميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» في حلب والحسكة.
وأكد مصدر ميداني في إدلب أن وحدات الجيش العربي السوري تمكنت خلال اليومين الماضيين من قتل وجرح أكثر من 30 إرهابياً مما يسمى غرفة عمليات «الفتح المبين»، التي تقودها ما تدعى «هيئة تحرير الشام» واجهة «النصرة» حالياً، وذلك رداً على مواظبة الإرهابيين على خرق وقف إطلاق النار ساري المفعول منذ مطلع آذار 2020.
وبين المصدر لـ«الوطن» أن وحدات الجيش السوري دمرت تحصينات لإرهابيي «النصرة» في محيط بلدات سفوهن والفطيرة والرويحة وكفر عويد والبارة وبلين في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، واستهدفت خطوط امداده في محيط طريق عام حلب اللاذقية، والمعروف بطريق «M4»، في مقطعه الممتد من بلدة النيرب إلى بلدة القياسات، وحققت إصابات مؤكدة في صفوف الإرهابيين.
وأشار إلى أن القصف المدفعي والصاروخي لوحدات الجيش طال مواقع للتنظيم الإرهابي جنوب وشرق بلدة معارة النعسان شمال شرق إدلب، إضافة إلى معقلين له بالقرب من بلدتي كفر نوران وكفر عمة بريف حلب الغربي، يستخدمهما التنظيم لاستهداف نقاط الجيش السوري المتمركزة في المنطقة.
في ريف حلب الشمالي، ذكر مصدر ميداني لـ«الوطن» أن مدفعية الاحتلال التركي قصفت أمس مدينة تل رفعت ومحيطها، ما تسبب بإصابة أحد المدنيين بجروح خطيرة نقل إلى مشفى المدينة، وذلك بعد يوم من إصابة طفل صغير بجروح جراء استهداف جيش الاحتلال محور بلدة الذوق الكبير بريف عفرين الجنوبي عند خطوط التماس مع الوحدات الكردية.
مصادر أهلية شمال حلب، قالت لـ«الوطن»: إن «وحدات حماية عفرين»، التابعة لـ«قسد»، استطاعت مساء أول من أمس قتل 5 مسلحين من ميليشيا «الجيش الوطني»، الذي شكلته الإدارة التركية في المناطق التي تحتلها، في محور كلجبرين قرب بلدة مارع بريف حلب الشمالي، وذلك خلال عملية تسلل نفذتها الوحدات التي دأبت على تنفيذ عمليات تسلل باتجاه قواعد الاحتلال التركي المنتشرة في المنطقة.
وأوضحت المصادر أن الاحتلال التركي، وعقب عملية التسلل، قصف بلدات بريف حلب الشمالي، جرح خلالها طفل صغير بالقرب من بلدة أبين.
وفي البادية الشرقية، ساد الهدوء أمس معظم القطاعات، باستثناء قطاعات بادية دير الزور التي طارد فيها الجيش خلايا من تنظيم داعش الإرهابي باتجاه عمق البادية.
وبيَّنَ مصدر ميداني لـ«الوطن» أن دواعش حاولوا الاعتداء بأسلحة رشاشة على نقاط عسكرية في بادية دير الشرقية فتصدى لهم الجيش وطاردهم في عمق البادية.
وأوضح المصدر أن خلايا من التنظيم الإرهابي كانوا قد اختطفوا 3 رعاة أغنام وسرقوا قطيعهم المقدر بنحو 400 رأس، وحرقوا جراراً زراعياً كان يستعمله الرعاة لنقل المياه وإرواء قطيعهم.
أما في شمال شرق سورية، فصرحت مصادر مقربة من «قسد» لـ«الوطن» أن طائرة «درون» تابعة لجيش الاحتلال التركي قصفت مساء أول من أمس أحد مقرات الميليشيا في قرية خربة خوي بمنطقة عامودا إلى الشمال من مدينة الحسكة.
ونقلت المصادر عن أحد متزعمي «قسد» أن 4 مسلحين قتلوا جراء الاستهداف، وهو ما اعترفت بها الميليشيات التي ذكرت في بيان لها أن القتلى مما يسمى «واجب الدفاع الذاتي»، وذلك بالتزامن مع مقتل 4 مقاتلات بقنبلة يدوية انفجرت عن طريق الخطأ في قرية الملح في الجهة الغربية من مدينة الحسكة، داخل إحدى النقاط العسكرية لما يدعى «وحدات حماية المرأة» المنضوية في صفوف «قسد».
وفي سياق آخر كثف الاحتلال الأميركي تحركاته، ولاسيما في منطقة الجزيرة منتهكاً القوانين والمبادئ الدولية، حيث أدخل خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية أسلحة وذخائر وعتاداً لوجستياً إلى قواعده بريف الحسكة.
ونقلت وكالة «سانا» عن مصادر وخاصة أن رتلاً للاحتلال مكوناً من 30 ناقلة كبيرة تحرسها عربات مدرعات ترفع علم الاحتلال الأميركي، وأخرى تابعة لميليشيات «قسد» قادمة من الأراضي العراقية، دخلت مدينة الشدادي (60 كم جنوب مدينة الحسكة) من جهة الشرق، وتم تفريغ محتوياتها في قاعدة الاحتلال في المدينة قبل أن تتجه إلى مدينة الحسكة عبر المدخل الغربي على الطريق الخرافي.
ونقلت المصادر عن شهود عيان ينتمون لميليشيات «قسد» قولهم: إن حمولة الرتل التي تم تفريغها في القاعدة تضمنت أسلحة متوسطة متطورة من بينها مضادات للدروع ومنظومات اتصال وتشويش حديثة، إضافة إلى كميات كبيرة من الذخائر من بينها عدة حاويات مخصصة لدعم ميليشيا «قسد».