«وول ستريت جورنال»: السعودية تستضيف محادثات «سلام» بشأن أوكرانيا الشهر المقبل … أكبر أزمة غذاء في التاريخ.. دول توقف تصدير الأرز والأمم المتحدة: مئات الملايين معرضون للجوع
| الوطن - وكالات
مع اشتداد أزمة الغذاء العالمية والتي وصفتها أوساط أممية بالأسوأ عبر التاريخ، بدأت تلوح في أفق السياسة الدولية بوادر سعي لإيجاد مخارج سياسية للأزمة الأوكرانية التي أرخت بتداعياتها الاقتصادية والأمنية على العالم بأسره.
صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية كشفت أمس أن السعودية تعتزم استضافة محادثات سلام تتعلق بأوكرانيا، في إطار جهود غربية، لخطب ود الجنوب العالمي، وفق تعبير الصحيفة، والتي أوضحت أن الاجتماع سيضم مسؤولين كباراً مما يصل إلى 30 دولة، وسيعقد في جدة يومي 5 و6 آب المقبل.
وحسب الصحيفة الأميركية فإن المسؤولين الأوكرانيين والغربيين يأملون بأن تتوج هذه الجهود بقمة سلام في وقت لاحق من هذا العام، حيث سيوقع زعماء العالم على المبادئ المشتركة لحل هذه الحرب، كما يأملون أن هذه المبادئ يمكن أن تشكل إطار محادثات السلام المستقبلية بين روسيا وأوكرانيا لمصلحة كييف.
الصحيفة التي لم تشر إلى إمكانية مشاركة روسيا في هذه المحادثات أكدت أن بريطانيا وجنوب إفريقيا وبولندا والاتحاد الأوروبي أكدوا الحضور كما سيحضرها مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، معتبرة أنه تم اختيار السعودية لاستضافة المحادثات على أمل إقناع الصين التي تحافظ على علاقات وثيقة مع موسكو والرياض، بالمشاركة.
التطور السياسي اللافت المرتقب يأتي على وقع تفاقم أزمة الغذاء العالمية حيث أعلنت الأمم المتحدة أمس أنها اضطرت إلى قطع المساعدات الغذائية عن الملايين على مستوى العالم بسبب أزمة التمويل، حيث إن دولاً مشاركة في برنامج الغذاء العالمي قلصت التمويل أو قطعته ما أثر على ملايين المحتاجين في سورية وأفغانستان واليمن ودول أخرى.
وقال نائب المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي كارل سكاو أمس: إن المنظمة الدولية اضطرت إلى قطع الغذاء والمدفوعات النقدية والمساعدات لملايين الأشخاص في العديد من البلدان بسبب «أزمة تمويل أدت إلى انخفاض تبرعاتها بنحو النصف مع ارتفاع معدلات الجوع الحاد إلى مستويات قياسية».
وأضاف: «الاحتياجات الإنسانية ارتفعت ارتفاعاً كبيراً في عامي 2021 و2022 بسبب جائحة «كوفيد-19» والحرب في أوكرانيا وتداعياتها العالمية وهذه الاحتياجات تستمر في النمو، وهذه العوامل لا تزال هناك، لكن التمويل آخذ في النضوب، لذلك نحن نتطلع إلى أن يكون عام 2024 أكثر خطورة».
سكاو اعتبر أن أكبر أزمة غذاء وتغذية في التاريخ لا تزال مستمرة هذا العام، ولا يزال 345 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد في حين يتعرض مئات الملايين من الناس لخطر تفاقم الجوع، وأضاف: الصراع وانعدام الأمن لا يزالان المحركين الرئيسيين للجوع الحاد في جميع أنحاء العالم، إلى جانب تغير المناخ والكوارث المستمرة وتضخم أسعار المواد الغذائية المستمر وضغوط الديون المتزايدة، كل ذلك يحدث أثناء تباطؤ الاقتصاد العالمي.
التصريحات الأممية جاءت في وقت دخل العالم فجأة في سباق وقف تصدير الأرز، حيث أعلنت الحكومة الروسية فرض حظر على تصدير الأرز وجريش الأرز حتى الـ 31 من كانون الأول 2023، بهدف الحفاظ على استقرار السوق المحلية، في تمديد جديد لإجراء تم اتخاذه لأول مرة قبل عام.
الخطوة الروسية جاءت بعد يوم واحد من إعلان وزارة الاقتصاد الإماراتية عن وقف تصدير وإعادة تصدير الأرز بشكل مؤقت لمدة أربعة أشهر بدءاً من الشهر الجاري، حيث اتخذت الإمارات هذا القرار بعد قرار الحكومة الهندية، وهي أكبر مصدر للأرز في العالم، منع تصدير الأرز الأبيض باستثناء البسمتي «بمفعول فوري»، في خطوة ستؤدي إلى ارتفاع الأسعار العالمية للأرز.