ثقافة وفن

الشعر الغنائي أهم عناصر الأغنية … عامر لاوند لـ«الوطن»: الشعر الغنائي وجداني وبسيط ويلامس القلوب

| مصعب أيوب

الأنواع الشعرية المختلفة تتضمن العديد من السمات والميزات والخصائص التي يتفرد بها الشعر الغنائي ويجعله مختلفاً عن غيره، فالشعر الغنائي يعبر عن الأفكار الشخصية والعواطف، ويبتعد كثيراً عن الاقتصار على الجانب والمنحى المادي، بل نجد أنه يُسلط الضوء ويركز على المنحى الوجداني والجانب العاطفي، والقصائد الغنائية يمكن أن تختلف في الطول من قطعة واحدة من بضعة أسطر إلى عقيدات طويلة، إضافة إلى تميز الشعر الغنائي بحرارته وتأثيره في المتلقي وإشباع الطفرات اللفظية بداخله.

قضايا وجدانية وذاتية

تُشكّل الذَّات عصبَ الغنائية وحافزَ انبنائها داخلياً، وقد شاع في نظريّة الأنواع الأدبية: أن الشعر الغنائي هو شخصية الشاعر نفسه، أو هو الأثر الأدبي الذي يتكلم فيه الشاعر بمفرده، ولذلك فإن الذي يتكلم في الشعر الغنائي إنّما هو الشاعر وأناه الأصلية الّتي ترتبط بـكل ملفوظ واقعي.

فالقضايا التي يعالجها الشعر الغنائي قد تكون ذاتية تتجه إلى العالم الداخلي للشاعر، فتعبر عما يختلج في نفسه من انفعالات وما يعتمل في ذاته من مشاعر وأحاسيس تعبّر عن تأملات وتجارب مرّ فيها، مثلما تتأرجح في تصوير نجاح أو تعبّر عن إخفاق يبقي الشاعر بين جناحي تحليق وانكسار هو الحامل لذلك الألم أو الفرح.

فكان الشعر الغنائي بصورته المكتملة التي وصلت إلينا نتيجة طبيعية لتجارب طويلة مرت بها إبداعات الشعراء في مراحل عدة، فهو ضارب الجذور في موروثنا الأدبي، ولا شك أن تلك الإبداعات قد انتقلت من مرحلة إلى مرحلة حتى بلغت مستوى النضج الذي قدمت لنا فيه.

كلمات منتظمة

الشاعر الغنائي عامر لاوند في لقاء مع «الوطن» يعتبر أن الكلمة هي جوهر العمل الفني واللبنة الأولى في بنائه ونقطة نجاحه، ولكن الجمهور بطبيعة الحال لا يكترث لمؤلف الأغنية أو كاتب كلماتها حيث لا يتم تسليط الضوء على هذه الأسماء التي تقف خلف الكاميرا إضافة إلى الفنيين، ولكن معظم التجارب تشير إلى أن نجاح أغنية ما أو بزوغ اسم في فضاء الفن مرهون بكلمات أغنية منظومة ببراعة وعناية عالية تغوص في أعماق النفس البشرية وتسطر ما يجول بداخلها، كما يؤكد ابن مدينة اللاذقية على أن الفن لا بد أن يوصل رسالة معينة، وألا يكون مجرد كلمات عشوائية وغير منتظمة وحركات بهلوانية لأن الموسيقا نبض الحياة وينتظم إيقاعها عندما يبدع كلماتها شاعر متمكن من أدواته ولغته ومفرداته.

كما شدد لاوند على أن الشعر الغنائي هو شعر وجداني، ويتميز عن غيره بالبساطة والمواضيع التي تلامس عقول وقلوب الناس بلهجة مألوفة مأنوسة وتعبير بسيط، وهو شعر مرتبطٌ بالعواطف والأحاسيس؛ من فرح وحزن وحب، لذلك فالشاعر وكتاباته مجرد صورة عن إحساس داخل قلوب الناس.

ثقافة متعمقة

كما أوضح لاوند أن الفكرة الأولى للأغنية تأتي من الحالة الاجتماعية والعاطفية للأشخاص ويمكن أن يقترحها أحد ما على الشاعر الغنائي وهو من خلال ثقافته المتعمقة يستطيع أن ينسج ما يجسد هذه الحالة على الورق بوساطة الكلمات البديعة، مبيناً أن الكاتب والشارع الغنائي عليه أن يتأقلم مع كل الظروف المحيطة ليستطيع أن يخرج بما هو باهر ومميز، ويركز الرجل الذي انطلق من اللون الشعبي الساحلي على أن التعامل مع أسماء كبيرة يحمله مسؤولية كبيرة تفرض عليه الاستمرار في تقديم كل ما هو جديد وفريد، مضيفاً: إن النجاح الأكبر يبرز بوضوح عندما يتكرر التعامل مع فنان ناجح وصاحب شهرة كبيرة، فهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن أعماله أيضاً لها أهمية عالية، ولاسيما تجربته مع الفنانة اللبنانية نجوى كرم وهذا ما يعتبره من أهم ما يمز مسيرته الفنية.

إرادة وإصرار

كما يوضح لاوند أن تعامله مع عدة أسماء ومغنّين من سورية ولبنان أكسبه المزيد من الخبرة لتقديم المزيد من الأعمال الفنية المتنوعة، لأنه لا يوجد ما يعوق طموحه، فلطالما يمتلك أحدنا حلماً ويسعى لتحقيقه ويصر على الوصول إليه فإنه لن يثني إرادته أي صعوبات أو عقبات مهما تعددت أشكالها وأجناسها، إضافة إلى أنه نشأ مكتنزاً كماً هائلاً من مفردات وكلمات ذهبية لأسماء عظيمة وكبيرة في التأليف والغناء، وهذا ما فرض عليه مواكبة التطور في أساليبه وعباراته، وفي الختام أوضح لاوند أنه يتم التحضير مؤخراً لعدة أعمال بالتشارك مع فنانين ومغنين سوريين ولبنانيين، ومنهم وفيق حبيب وملحم زين وديانا حداد وحسام جنيد وفارس كرم وغيرهم، ومن المرجح أن تبصر هذه الأعمال النور خلال العام الحالي.

بعض الأغاني التي كتب عامر لاوند كلماتها: أغنية ملعون أبو العشق لنجوى كرم، واضحكي لعاصي الحلاني، وأغنية بعيوني لجوزيف عطية، ما بظن لناصيف زيتون.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن