رياضة

بعد مغادرته البحارة… مدنية ما له وما عليه

| اللاذقية- أدونيس حسن

أسال رحيل أفضل حارس مرمى في الموسم الماضي أحمد مدنية عن ناديه الأم تشرين الكثير من الحبر، وتحول خبر انتقاله قضية رأي عام تشغل الشارع الكروي السوري.

الفراغ الإداري الناتج عن استقالة إدارة نادي تشرين برئاسة د. أمير إسماعيل أوحى للجميع ومن بينهم مدنية أن الفريق في طريقه نحو التقهقر والانحدار، على عكس الكلام المتفق عليه حول بناء فريق منافس للموسم القادم، وهو ما عجل بمغادرة المدنية وبحثه عن فرقة أكثر تنافسية.

يجد البعض أن الخروج حق مشروع للاعب كونه يبحث دائماً عن الفرصة الأفضل في عصر الاحتراف، وأن البقاء في ناديه الأم خطوة للوراء بالنسبة لحارس مرمى ثابت الأداء طوال المواسم الماضية.

من ناحية أخرى، تبرز وجهة نظر فحواها أن اللاعب ملزم بالصبر على ناديه الأم والبقاء في صفوفه هو واجب في ظل الظروف والأجواء الضبابية للبحارة، لكون مدنية حجر الأساس في تعاقدات الفريق للموسم القادم ورحيله سيدق ناقوس الخطر، ويبعد اللاعبين الراغبين بالتوقيع لبطل الدوري في 5 مناسبات.

بعد فرار الإدارة السابقة أصبح مدنية لاعباً حراً، وقد نشر على صفحته الشخصية عبر موقع فيسبوك أنه سيتريث ويعطي ناديه فرصة لعدة أيام قبل تقرير مصيره، عل وعسى تتضح الأمور ويعود النادي إلى سباق الميركاتو كما هي العادة في كل موسم.

إلا أن هذه المهلة لم تدم سوى يومين قبل أن يقترب المدنية من الانتقال الرسمي إلى صفوف نادي جبلة، وهو ما أثار استهجان مشجعي تشرين لاعتبارات الحساسية بين الجارين، ولكونه أحد رموز نادي تشرين وسبباً رئيساً في تحقيق البطولات المحلية الأربع المتتالية.

موقف المدنية ازداد صعوبة مع وصول الأخبار السارة لنادي الدم والذهب، حيث عادت العجلة المادية للدوران مترافقة مع اقتراب تعيين لجنة تسيير أمور تقوم بإبرام التعاقدات بشكل رسمي، الأمر الذي لم يكن أشد المتفائلين ليتوقعه بعد حالة الاضطراب التي عاشها النادي في الأسبوع المنصرم.

تعويض البحارة مغادرة مدنية بالحارس الدولي إبراهيم عالمة صب الزيت على النار، حيث لقي الأخير ترحيباً شديداً من الجمهور الأصفر في محاولة للتقليل من أثر مغادرة مدنية، ودعماً لحارس مرمى فريقهم الجديد كما اعتادوا مع كل صفقة يجريها النادي.

لتأتي القشة التي قصمت ظهر البعير، عندما نشر مدنية قصة على حسابه الشخصي عبر فيسبوك محتواها قلبان باللون الأزرق وشعلة من النار، في رسالة شديدة اللهجة لجمهور ناديه الأم، وهو تصرف مستغرب بطبيعة الحال من لاعب مخضرم ومتمرس في الدوري السوري.

القضية امتدت لتشمل آراء لبعض اللاعبين، حيث انتقد قائد فريق تشرين نديم صباغ الضغوط التي ترمى على كاهل ابن النادي، والطلب الدائم منه بالصبر والتضحية رغم الشتائم التي تطوله عند الخسارة والاتهامات بالخيانة عند المغادرة، عكس اللاعبين القادمين من أندية أخرى، وهو ما وافقه فيه المدافع حسن أبو زينب أيضاً.

خلاصة الأمر أن اللاعب يمتلك حق اختيار العرض الأنسب له على المستوى الشخصي من دون أن تطوله رسائل الشتم والوعيد والاتهامات بالخيانة والغدر، حتى لو كانت مع الغريم التقليدي لناديه الأم، إلا أن ما سبق يزيل عنه ثوب التميز والقدسية التي أحيط بها من جمهور تشرين، إضافة لذلك فإن التصرفات المتسرعة للمدنية ومنشوراته على مواقع التواصل الاجتماعي عقدت الأمور أكثر فأكثر وقلبت الأمور رأساً على عقب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن