سورية

فصائل أنقرة واصلت ممارساتها القمعية وانتهاكاتها بحق المدنيين … سخط وغضب شعبي في تل أبيض المحتلة والأهالي يطالبون برفع يدها عن الحياة المدنية

| وكالات

في وقت تواصل فيه الفصائل التابعة للاحتلال التركي ممارساتها القمعية وانتهاكاتها بحق الأهالي، تشهد منطقة تل أبيض المحتلة بريف الرقة الشمالي استياءً وسخطاً شعبياً واسعاً جراء ممارسات تلك الفصائل ولاسيما تنفيذ الاعتقالات التعسفية بحق المدنيين وفرض سطوتهم على جميع مناحي الحياة، وسط انتشار الفساد والفاسدين.
ونقلت وكالة «نورث برس» الكردية عما سمته «مصادر معارضة» أن دوريتين من فصيل «الشرطة العسكرية» و«جهاز الأمن العام» التابعين لما يسمى «الجيش الوطني» الموالي للاحتلال التركي داهمتا 4 منازل في قرية علي باجلية بريف تل أبيض صباح أمس واعتقلت 7 أشخاص بينهم عراقي وشاب مبتور الساق.
وذكرت المصادر أن عمليات الاعتقال تمت بتهمة التعامل مع ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية– قسد» الموالية للاحتلال الأميركي.
وأشارت المصادر إلى أن المعتقلين تم نقلهم إلى مركز «مكافحة الإرهاب» الخاضع لسلطة الاستخبارات التركية في تل أبيض من أجل التحقيق معهم، وذلك بعد أن اعتقل فصيل «الشرطة العسكرية» الأربعاء الماضي 3 أشخاص واعتدى على امرأة بالضرب، خلال عملية اعتقال بالتهمة نفسها في ريف تل أبيض.
وذكرت الوكالة أن المناطق التي تحتلها القوات التركية وفصائلها تشهد عمليات اعتقال تطول سكاناً أصليين بتهم واهية بهدف التضييق عليهم للنزوح أو ابتزازهم لتحصيل الأموال.
في الأثناء ذكرت مصادر إعلامية معارضة أن تل أبيض تشهد استياء وسخطاً شعبياً واسعاً جراء ممارسات فصائل أنقرة المنضوية تحت راية «الجيش الوطني»، ولاسيما تنفيذ الاعتقالات التعسفية بحق المدنيين والناشطين، والتحكم وفرض سطوتهم على جميع مناحي الحياة، وانتشار الفساد والفاسدين.
وذكرت أنه في المقابل يطالب المدنيون بالحد من الانتهاكات من خلال الوقفات الاحتجاجية والتظاهرات، والضغط على الاحتلال التركي من أجل إيجاد حل دائم لمعاناتهم.
كما طالب الأهالي في بلدة سلوك وحمام التركمان ومدينة تل أبيض بريف الرقة الاحتلال التركي بحل ما يسمى «المكاتب الاقتصادية»، ورفع يد كل «الفصائل» عن الحياة المدنية، المتمثلة بالمعابر والمواسم الزراعية والمحروقات والصوامع، بالإضافة إلى تحسين الواقع الخدمي، وتخفيض رسوم معبر تل أبيض أسوة بباقي المعابر في الشمال السوري من دون أي تدخل من «الفصائل»، وذلك وفق المصادر التي ذكرت أن تلك المطالب لم تنفذ حتى اللحظة، نتيجة تحكم «الفصائل» بتلك الأمور، والعمل بما يتناسب مع مصالحهم الشخصية، ما دفع بعدد من المواطنين إلى ترك عملهم ضمن «المؤسسات» لغياب مصلحة الشعب فيها، وانتشار السرقات واللصوص.
ونقلت الوكالة عما سمته «الناشط الإعلامي» «أ. ع» أن الحديث عن الريف الشمالي للرقة وبالتحديد مناطق (تل أبيض- سلوك- حمام التركمان) يعني الحديث عن انعدام البنى التحتية والخدمية والتربوية والصحية في تلك القرى، مؤكداً أن المنطقة بأكملها تعتمد على مشفى عام واحد في تل أبيض، وهو لا يعتبر مستوفياً للخدمات التي يحتاجها المواطنون لكونه أقرب للمركز الإسعافي، ما يضطر السكان المحليين للتوجه نحو مدينة الرقة أو المشافي التركية، وهذا يشكل عبئاً يثقل كاهل المواطنين لصعوبة الانتقال من منطقة إلى أخرى، كما أن اجتياز الحدود السورية التركية ليس بأمر سهل، وأوضح (أ. ع) أن المدارس في تلك المناطق تفتقر للكوادر التعليمية والوسائل خاصة مدارس الحلقة الأولى ما يضطر السكان لوضع الأطفال في المساجد لتقويتهم بالقراءة والكتابة، إلا أن الأمر الأشد كان على السكان هو تدخل «الفصائل» في جميع مفاصل الحياة، وانتشار المظاهر المسلحة.
وتابع: بعد تعمد السلطات التركية ترحيل اللاجئين السوريين إلى منطقة تل أبيض، باتت المنطقة تشبه سجناً كبيراً وسط حالة من انعدام الإنسانية تجاه أولئك المرحلين.
وأشارت المصادر الإعلامية المعارضة إلى أن الوقفات الاحتجاجية والتظاهرات لا تزال مستمرة من سكان تل أبيض إلى أن يتم تنفيذ المطالب.
إلى عفرين المحتلة، حيث ذكرت المصادر ذاتها في تقرير منفصل أن قوات الاحتلال التركي تواصل عمليات الاعتقالات التعسفية بحق الأهالي بشكلٍ حثيث عبر أدواتها من الفصائل والجهاز «الأمني– القضائي» المُؤَسس من قبلها، بتُهم مختلفة، معظمها أفعال ذات طابع مدني وغير قتالي مارسها مدنيون أثناء ما تسمى «الإدارة الذاتية» الكردية السابقة ومضى عليها ما بين (5 – 11) سنةً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن