11 قتيلاً في ثلاثة أيام من العنف.. ودعوات لتصويب البنادق نحو الاحتلال فقط … تجدد الاشتباكات واشتداد حدتها في مخيم «عين الحلوة»
| وكالات
مع استمرار الاشتباكات العنيفة في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين منذ مساء السبت الماضي، أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» ارتفاع عدد الضحايا إلى 11 قتيلاً إضافة إلى إصابة أربعين شخصاً بجروح.
وفي وقت سابق، أشارت مصادر طبية إلى أن ثمانية أشخاص قضوا خلال ثلاثة أيام من المواجهات والاشتباكات العنيفة التي اتسعت رقعتها رغم الجهود المتواصلة لاحتواء الموقف والتوصل إلى تهدئة ووقف لإطلاق النار.
واندلعت اشتباكات عنيفة مساء السبت في عين الحلوة، أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وأكثرها كثافة سكانية، بين عناصر من حركة «فتح» وآخرين ينتمون إلى مجموعات إسلامية «متشددة».
وجاء في بيان لمديرة شؤون «أونروا» في لبنان دوروثي كلاوس أوردته قناة «سكاي نيوز» أمس: «قتل أحد عشر شخصاً وأصيب 40 آخرون» منذ السبت، «من بينهم أحد موظفي أونروا».
وتابعت كلاوس: «تعرضت مدرستان تابعتان لأونروا لأضرار»، مشيرة إلى «تعليق جميع خدمات أونروا في المخيم بشكل مؤقت».
وأضافت: «نحث جميع الأطراف المسلحة على احترام حرمة جميع مباني ومرافق أونروا وفقاً للقانون الدولي».
ويوم الأحد الماضي، تم التوصل إلى اتفاق لوقف لإطلاق النار، لكنه لم يحل دون وقوع مناوشات محدودة طوال الليل ازدادت حدتها الإثنين والثلاثاء.
وسقطت قذائف عدة خارج حدود المخيم خلال اليومين الماضيين. كذلك أجلى مستشفى محاذ للمخيم مرضاه إلى مستشفيات أخرى في صيدا التي أغلق عدد من المحال فيها أبوابه خشية من التصعيد.
بدورها، أفادت قناة «الميادين» باستمرار الاشتباكات العنيفة في المخيم أمس بين حركة «فتح» من جهة، وحركتي «جند الشام» و«فتح الإسلام» من جهة أخرى.
في الغضون، أكدت فصائل المقاومة الفلسطينية رفضها الأحداث المؤسفة التي تجري في مخيم عين الحلوة من اقتتال داخلي، «يمثّل خطراً كبيراً على أمن شعبنا وسلامته واستقراره في المخيمات، وإساءةً بالغةً لقضيتنا وصورة شعبنا ومخيماته التي تحمل صورة الصمود والتضحية والعِزة».
وفي بيان أصدرته أمس عقب اجتماعها الدوري، رأت الفصائل أنّ هذه «الأحداث المأساوية تخدم الاحتلال، وهي جزء من جهود أدوات الفتنة الداخلية والخارجية، التي تسعى لإثارة القلاقل والخلافات في المخيمات الفلسطينية، خاصةً في لبنان، لضرب قضية اللاجئين».
ودعت فصائل المقاومة «أصحاب القرار إلى تحمّل مسؤولياتهم في رأب الصدع وتطويق الأزمة والاحتكام للحوار، وتكريس الجهود لتصويب البندقية باتجاه الاحتلال».
كذلك دعت إلى حشد كل الطاقات، بشرياً وعسكرياً، لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني، وحماية قضيته من التصفية، وخاصة حق العودة.
ويأتي تجدد الاشتباكات واشتداد حدّتها في مخيم عين الحلوة بالتزامن مع انتهاء اجتماع هيئة العمل الفلسطيني في مقر السفارة الفلسطينية في بيروت لبحث ما يجري في المخيم.
وأعلنت الهيئة رفع الغطاء عن مرتكبي عملية اغتيال قائد قوات الأمن الوطني في صيدا، مؤكّدةً أنّها «فعل إجرامي يخدم أجندات الاحتلال الصهيوني، واستهداف للكل الفلسطيني».
ودعت الهيئة إلى تثبيت وقف إطلاق النار وسحب المسلحين فوراً، معلنةً تشكيل لجنة ميدانية للتحقيق في جريمة الاغتيال، وأدانت أعمال التحريض والتشويه التي تستهدف الوجود الفلسطيني في لبنان، مشددةً على تمسكها بالأمن والاستقرار وبالتنسيق مع الدولة اللبنانية بجميع مؤسساتها الأمنية.