فرنسا بدأت بإجلاء رعاياها والمواطنين الأوربيين … مع انهيار الرهان على النيجر.. «بلومبرغ»: إستراتيجية باريس في إفريقيا يرثى لها
| وكالات
أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أمس، أنها بدأت بإجلاء رعاياها والمواطنين الأوروبيين من النيجر حيث تسبب انقلاب الأسبوع الماضي في احتجاجات مناهضة لفرنسا، في حين قالت صحيفة «بلومبرغ» إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كان يعوّل على النيجر لإعادة تشكيل إستراتيجيته في منطقة الساحل الإفريقي، وعدّ هذه المنطقة قلب طموحه, وحسب وكالة «أ ف ب»، أصدرت الخارجية الفرنسية بياناً قالت فيه: «نظراً للأوضاع في نيامي والعنف الذي وقع ضد سفارتنا الأحد الماضي وإغلاق المجال الجوي الذي يترك مواطنينا من دون إمكانية مغادرة البلاد بوسائلهم الخاصة، تستعد فرنسا لإجلاء رعاياها والمواطنين الأوروبيين، الراغبين في مغادرة البلاد، على أن يبدأ هذا الإجلاء (أمس) الثلاثاء».
وفي وقت سابق أمس، أعلنت سفارة باريس في النيجر في رسالة وجهتها إلى المواطنين الفرنسيين أنه في مواجهة تدهور الوضع الأمني في هذا البلد، واستغلال الهدوء النسبي في العاصمة نيامي، يجري الإعداد لعملية إخلاء جوي، وأضافت: إن عمليات الإجلاء ستتم قريباً جداً في فترة زمنية محدودة للغاية.
وسبق أن أعربت السلطات العسكرية في غينيا المجاورة للنيجر عن أملها في أن تبذل حكومة النيجر الجديدة قصارى جهدها لضمان الاستقرار والوئام في البلاد والمنطقة ككل.
من جهة أخرى، أعلنت الحكومتان الانتقاليتان في بوركينا فاسو ومالي، في بيان مشترك، أن أي تدخل عسكري ضد النيجر سيكون بمنزلة إعلان حرب ضدهما أيضاً.
في غضون ذلك، قالت صحيفة «بلومبرغ» الأميركية في تقرير لها: إنّ إستراتيجية فرنسا في إفريقيا في حالة يرثى لها في الوقت الذي تكافح فيه لإقناع دول منطقة الساحل بأن وجود قوة استعمارية سابقة يمكن أن يحقّق نتائج إيجابية.
وربطت الصحيفة ذلك بالتطورات الأخيرة التي شهدتها النيجر، حيث قالت في التقرير: إنّ وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا وقفت إلى جانب رئيس النيجر في العاصمة نيامي قبل أسبوعين وأثنت على دور البلاد كشريك رئيس، واليوم يحتجز الرئيس محمد بازوم رهينة من حراسه الأمنيين بعد الانقلاب.
وتابعت الصحيفة: إن النيجر لم تحافظ على علاقات تجارية وثقافية وثيقة فحسب، بل أصبحت القاعدة الرئيسية للقوات الفرنسية التي تقاتل مسلحين في المنطقة بعد انسحابهم من مالي، لافتة إلى أن إيمانويل ماكرون يعوّل على النيجر لإعادة تشكيل إستراتيجيته في منطقة الساحل، وهي منطقة قاحلة تمتد عبر العديد من دول غرب إفريقيا، كما كانت المنطقة في قلب طموح الرئيس الفرنسي.
وقال رئيس المركز الدولي للتفكير والدراسات حول الساحل صديق أبا: إن شراكة النيجر مع باريس لم تحقّق النتائج التي توقّعها النيجريون، على الرغم من وجود الآلاف من القوات والمنشآت العسكرية الكبيرة، وأشار إلى الاختلافات من حيث النهج والأهداف مقارنة بالولايات المتحدة.
ووفق الصحيفة، ينظر الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إلى النيجر، ثاني أكبر منتج لليورانيوم في إفريقيا والرائد في المرافق الأوروبية، كشريك موثوق به في منطقة الساحل التي تعاني من عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي.
وأول من أمس، اتّهم العسكريون الانقلابيون في النيجر فرنسا بالرغبة في التدخل عسكرياً لإعادة الرئيس محمد بازوم إلى مهامه.
وحذّر قادة الانقلاب من أي تدخل عسكري في بلادهم، معتبرين أنّ قمة «إيكواس» تهدف إلى التصديق على خطة عدوان ضد النيجر من خلال القيام بتدخل عسكري وشيك في العاصمة نيامي بالتعاون مع دول إفريقية ليست أعضاء في المنظمة وبعض الدول الغربية.
من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن باريس تعلّق كل أنشطتها لتقديم مساعدة تنموية ودعم للموازنة للنيجر، بعد الانقلاب العسكري ضد الرئيس محمد بازوم، وذلك بعد اجتماع لمجلس الدفاع مع الرئيس إيمانويل ماكرون.
ورفض الرئيس الفرنسي الانقلاب العسكري في النيجر خلال زيارته بابوا غينيا الجديدة، وادّعى أنّه «يُشكّل خطراً» على المنطقة، ودعا إلى «الإفراج» عن الرئيس بازوم.
يُشار إلى أنّ باريس ركّزت إستراتيجيتها الجديدة تجاه إفريقيا على النيجر بعد طرد قواتها من مالي وبوركينا فاسو، وذلك بهدف تنفيذ أهدافها الجيوسياسية في غرب إفريقيا.
وتحتل النيجر المركز الرابع عالمياً في إنتاج اليورانيوم، فالنيجر تضيء فرنسا باليورانيوم، إذ تُغطي 35 بالمئة من الاحتياجات الفرنسية من هذه المادة، وتساعد محطاتها النووية على توليد 70 بالمئة من الكهرباء.