على الرغم من أن العادة جرت في الانتخابات الرئاسية الأميركية أن يرشح الحزب الحاكم الرئيس لولاية ثانية، إلا أن هذه السنة اختلفت الأمور، فقد أعلن روبرت إف كيندي الابن إطلاق حملته الانتخابية للحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي لخوض الانتخابات الرئاسية باسم الحزب، متحدياً بذلك العرف المذكور.
أطلق روبرت إف كيندي الابن منذ بداية حملته الانتخابية مجموعة كبيرة من الاتهامات الموجهة للدولة العميقة، ولعل أبرز ما قاله: إن «الواي فاي يتسبب بنزيف في الدماغ وإن لقاح كورونا يتسبب بالتوحد وإن الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الابن لم يفز بالانتخابات الثانية عام ٢٠٠٤ إلا أن المحافظين الجدد زوروا الانتخابات لمصلحته، وإن الجيل الخامس يستخدم للتجسس على الناس وإن المخابرات «سي آي إي» اغتالت عمه الرئيس الأميركي الأسبق جون إف كندي عام 1963، وإن هذه الوكالة والمحافظين الجدد هم وراء التورط في مشكلة أوكرانيا».
يقوم كيندي ببناء حملته الانتخابية على أساس نظريات المؤامرة وخطه الرئيسي هو الفرضية التآمرية الأساسية التي تقول إن «الحكومة وشركات الأدوية والإعلام يكذبون على الناس، أما هو فإنه يقول الحقيقة».
روبرت إف كيندي الابن ليس أول سياسي أميركي يروج لنظريات المؤامرة، إذ روج الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لـ«الكذبة الكبيرة» عندما قال إن انتخابات عام ٢٠٢٠ سرقت منه، وقبلهما ألقى الرئيس الأميركي الأسبق ريتشارد نيكسون باللوم على اليهود في تدبير المؤامرات الشيوعية للسيطرة على الحكومة.
تم اتهام روبرت إف كيندي الابن عام ٢٠٢١ كواحد من أكبر ناشري المعلومات الخاطئة حول لقاح كورونا حتى إنه تم طرده من منصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وانستاغرام، وقد أعادت انستاغرام صفحته مؤخراً بعد ترشحه للرئاسة.
يقول كيندي إن حظر وسائل التواصل الاجتماعي ورفض وسائل الإعلام لآرائه على مر السنين هو ما دفعه للترشح للرئاسة، ويتهم كيندي البيت الأبيض ووسائل الإعلام بمراقبته والتجسس عليه، ويقول إنه يقاضي إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن وسائل الإعلام مثل «اسوشيتد برس» و«اشنطن بوست» و«بي بي سي» و«رويترز».
قال كيندي في مهرجان انطلاق حملته الانتخابية في بوسطن: «مهمتي على مدى الأشهر القادمة وطوال فترة رئاستي ستكون لإنهاء الاندماج الفاسد بين سلطة الدولة والشركات العملاقة، وهو اندماج يفرض نوعاً جديداً من إقطاع الشركات وسيطرتها على بلادنا».
روبرت اف كيندي الابن هو نجل المدعي العام الأميركي الراحل والسيناتور الديمقراطي عن ولاية نيويورك والمرشح للرئاسة روبرت إف كيندي وهو ابن شقيق الرئيس السابق جون كيندي واشتهر بأنه المحامي الذي ساعد في تنظيف نهر هدسون، كما أنه عمل على مكافحة التلوث بالزئبق في لقاحات الأطفال ونجح في إزالة المادة الحافظة المعنية في معظم لقاحات الأطفال عام ٢٠٠١.
ومن المعروف أنه تم اغتيال عمه ووالده لأن عائلة كيندي كانت دائماً خارج الخط التقليدي العدواني للحزب الديمقراطي الذي ينتمون إليه، وقد أنقذ الرئيس كندي العالم من حرب نووية أيام أزمة الصواريخ في كوبا عام 1962 باتفاق مع زعيم الاتحاد السوفيتي آنذاك نيكيتا خروشوف، وهي أزمة شبيهة بأزمة أوكرانيا اليوم من حيث مخاطر الحرب النووية بين روسيا و«ناتو».
إذا كانت نظريات المؤامرة التي يتحدث عنها روبرت إف كيندي صحيحة، فهل سيكون هناك فرق بين من يسكن البيت الأبيض وخاصة أنه حسب رأي كيندي كلهم دمى في يد الدولة العميقة؟