باتت البحار والبحيرات الكبرى في العالم تئن تحت وطأة تسارع تغير المناخ، وخاصة ارتفاع درجات الحرارة، وتعبر عن ذلك بانكماش مساحة بعضها وانخفاض منسوب مياهها واختفاء ثروتها من الكائنات البحرية شيئاً فشيئاً، ومن بينها بحر قزوين المهدد بالاختفاء بحلول عام 2050.
ووفقاً لدراسة علمية أجراها فريق من الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة فقد أظهرت انخفاضاً في منسوب مياه بحر قزوين، وهو من البحار الحبيسة في آسيا، وصل إلى 38 سنتيمتراً خلال السنوات الأربع الأخيرة فقط، ووصل إجمالي الانخفاض إلى 170 سنتيمتراً منذ تسعينيات القرن الماضي.
وبحسب الخبير البيئي أيمن قدوري العضو بالاتحاد الدولي لحماية الطبيعة وأحد المشاركين بالدراسة فإن الشاطئ الشرقي لبحر قزوين سيصبح جافاً تماماً، وذكر أن توقعات الخبراء في المركز الوطني للدراسات والبحوث الخاصة ببحر قزوين في عام 2017 أشارت إلى انكماش مياه البحر بحلول عام 2050 نتيجة ارتفاع الحرارة بشكل خاص، وهذا الارتفاع سيؤثر في البحار المغلقة فتشهد انخفاضاً في مناسيبها لأنها غير متصلة بمجاري مياه كبيرة سطحية لكن اعتمادها الرئيس على مياه الأمطار.
وأظهرت الدراسة أن أكثر من نصف البحيرات والمسطحات المائية الكبيرة في العالم تجف منذ أوائل تسعينيات القرن الماضي لأسباب، على رأسها تغير المناخ ما يؤجج مخاوف إزاء توافر مياه للشرب والزراعة وتوليد الكهرباء.
واختتم الخبير الدولي الدراسة بالتحذير مما قد ينعكس على البيئة من تقلص مساحة البحار الحبيسة، ومن ذلك زيادة تركيز الأملاح في هذه البحار، فحين تزيد الأملاح تتغير نوعية المياه وهذا ينعكس بدوره على حياة الأنواع السمكية والطيور والكائنات البحرية التي يتميز بها كل بحر، فتبدأ بعض الكائنات الهجرة منها بالتدريج وتفقد البحار ما يميزها من هذه الثروة مثل بحر قزوين الذي يتميز بوجود الفقمة، والدول المطلة عليه ستتأثر اقتصادياً بتراجع ثرواته البيئية.