حالة إحباط معيشي يعيشها السوريون هذه الفترة.. وأول أسباب هذا الإحباط أن آمالاً كبيرة تم الترويج لها خلال الفترة الماضية أكبرها كانت في مشاركة سورية في القمة العربية وتوقعات انفراجات شاعت هنا وهناك. ليجد المواطن نفسه الآن في حالة حياتية تسوء يوماً بعد يوم ما جعل الأفكار والمشاعر السلبية تنتشر بين الناس.
من طبائع البشر حالة «اليأس» فهي جزء من قوانين الحياة، يقول اللـه تعالى عن الإنسان: «وإن مسّهُ الشر فيؤوس قنوط» وليس أسوأ من الشر عندما تضيق معايش الناس.
لكن إن كان من حق الإنسان أن يصل إلى مراحل من الإحباط فإن من العار أن يتحول ذلك إلى حالة عامة.
فاليأس ممنوع لأنه تدمير ذاتي.. وهذه البلاد التي خاضت تجارب سوداء كثيرة لاشك أن أحد الدروس التي كان يجب أن يحفظها كل منا أنه ممنوع اليأس.
وهنا لا نتحدث عن شعارات.. بل عن حقائق يستطيع أي عاقل أن يدركها.
أولاها أننا لسنا أول من تمر بلاده بحروب ومن آثارها التدهور الاقتصادي والمعيشي.. ثم تخرج منها بحسن وحكمة التدبير.
وثانيتهما أن القانون الكوني الماثل دوماً مع المؤمنين منا أنه لاشك أن «بعد العسر يسرا».. لكن الحقيقة الثالثة أن كثيراً مما نعانيه بسبب أخطاء داخلية وقرارات خاطئة في الاقتصاد.
ويمكن إن توافرت الإرادة التوجه إلى تصحيح هذه الأخطاء التي تمت ممارستها بطريقة تدعو للعجب حيث إن معظم السوريين المهتمين بالاقتصاد والعاملين فيه حذروا من تلك السياسات الخاطئة.
ألم يكن منذ بدايات الحرب الحديث عن أن تدخل المركزي كان مضيعة للاحتياطي وأن وراء ذلك فوائد لشركات وأشخاص محددين.. ألم يكن من العبث الاستمرار بطريقة الجباية المريضة التي مارستها المالية وأخواتها وكثير من الجهات العامة التي بدأت تتنافس فيما بينها على إرهاق الناس وبالتالي تعطيل الإنتاج.
أليس من الخطأ محاربة اقتصاد الظل في هذا الوقت والعمل على تقييد حركته بمطالب إدارية ومالية.
لا بأس الآن نحن في حالة تتطلب اتخاذ إجراءات كثيرة تحتاج إلى جرأة..
لعل من أهمها حسم موضوع الدعم.. فإما دعم أو لا ومن دون نصف الخطوات التي تجعل السير غير متزن.. إما دعم أو حماية اجتماعية من دون تردد.
من المفيد جداً تأجير شركات ومؤسسات القطاع العام الصناعي والإنتاجي حيث تكون مدة التأجير خمس سنوات فقط على أن يتولى المستأجر دفع الرواتب لجميع العمال في الشركات الخاسرة ودفع أفضل رقم ربحي لآخر ثلاث سنوات في حال كانت هذه الشركات رابحة مع الالتزام بدفع أجور العمال.
لعله من الضروري الحصول على ودائع بالدولار من دول صديقة ووجود مبلغ ملياري دولار بالحد الأدنى يحل المشاكل الآنية ريثما نبدأ بالحلول الدائمة.
وهناك كثير من الأفكار الإسعافية التي تحتاج إلى نقاش وطني تحت ظل مؤتمر اقتصادي وطني.. ذلك أن كثيراً منها مختلف عليه باختلاف الرؤى والإيديولوجيا.
ورغم أن الخلافات الإيديولوجية يجب أن تكون آخر ما نفكر به لكن دع الأمر يكن مفتوحاً لحوار عام محدد الزمن.
إننا نستطيع أن نخرج من هذه الأزمة كما خرجنا من قبلها فاليأس مفردة ليست سورية.
أقوال:
– لا تقنطوا من رحمة الله.
– النفس تطمع والأسباب عاجزة***والنفس تهلك بين اليأس والطمع
– اليأس انتحار القلب
– سر تكيفي مع الحياة أني أخلع اليأس كما أخلع القميص.