رياضة

جديد موسم 2023/2024 في الدوريات الخمسة الأوروبية الكبرى … الليغ آن بثمانية عشر فريقاً وغرناطة يرفع عدد الأندلسيين إلى خمسة

| خالد عرنوس

وتمرّ الأيام وها نحن على بعد أيام قليلة فقط من عودة النشاط إلى الدوريات الخمسة الكروية الكبرى في القارة الأوروبية حيث تعودنا متابعة تفصيلها يوماً بيوم وأخبارها وأرقامها ونتائجها وأهم مجرياتها، ولن ننتظر طويلاً لنغرق في تفاصيلها الشائقة، ويطل علينا الموسم الجديد 2023/2024 بأمور جديدة كحال كل موسم والأهم أن الأبطال الخمسة يدخلونه كمرشحين للاحتفاظ بألقابهم مع منافسة متجددة مع بعض الكبار الآخرين وقد حاولت كل هذه الأندية الاستعداد جيداً لما ينتظرها من خلال تعاقدات جديدة ومعسكرات ومباريات تجريبية ويبقى الهم كله للفرق الصاعدة حديثاً بالصمود ضمن الدرجة الأعلى في بلادها على أن تؤجل أحلامها الأخرى إلى القادمات، ولعل أبرز هذه الأندية فريق هايدنهايم الألماني الذي سيخوض موسمه الأول بين كبار البوندسليغا الألمانية، على حين ينتظر الجميع بيرنلي العائد إلى البريميرليغ نظراً لأن مدربه سبق له أن توج بطلاً كلاعب قبل سنوات قليلة والمقصود هنا البلجيكي فانسنت كومباني الذي قاد الفريق الشمالي إلى الأضواء في موسمه الأول.

وفي فرنسا حيث قلص عدد الأندية إلى 18 في الليغ آن فقد عاد لوهافر أحد أقدم الأندية هناك بعد غياب 14 عاماً على حضوره الأخير بين الكبار على حين عاد ميتز بعد موسم واحد في الدرجة الثانية، وفي إيطاليا لن تغيب مدينة جنوى الرائدة في الكالشيو بعد سقوط سامبدوريا فقد رجع جنوى أول بطل للدوري هناك أدراجه إلى السييرا A بعد موسم في الدرجة الأدنى، في السطور التالية نطل على بعض هؤلاء الضيوف الجدد على الدوريات الخمسة الكبرى.

«الوطن» تستعرض أهم التطورات وللحديث بقية في حلقة قادمة

تلميذ نجيب

بين الفينة والأخرى تظهر أسماء جديدة في عالم المدربين وهاهو فينسينت كومباني يبرز في أول مواسمه التدريبية بعدما تخرج في مدرسة بيب غوارديولا الذي شكل المثل الأعلى للبلجيكي لابن السابعة والثلاثين من العمر وهو الذي لعب تحت إمرته في مانشستر سيتي، ولم يكن غريباً اتجاه فينسينت إلى عالم التدريب وهو الذي شغل منصب الكابتن لسنوات عديدة سواء لمنتخب بلاده الذي مثله لخمس عشرة سنة بين 2004 و2019 عندما أعلن اعتزاله عقب نهاية حكايته مع السيتي التي امتدت بين 2009 و2019 توج معه خلالها بعشرة ألقاب محلية، وعاد في موسمه الأخير إلى بيته الأول أندرلخت (زعيم أندية بلجيكا) وهناك تسلم منصب المدرب في النصف الثاني للموسم إضافة لكونه لاعباً وفي صيف 2020 تفرغ لعمله كمدرب واستمر هناك موسمين، وعلى الرغم من أنه لم يحقق أي لقب وبلغ نهائي كأس ملك بلجيكا إلا أن نادي بيرنلي طلب التعاقد معه كمدير فني للفريق الطامح للعودة إلى البريميرليغ.

وقد نجح في ذلك الأمر بعد موسم تاريخي جمع بيرنلي في نهايته 101 نقطة وضمن صعوده إلى البريميرليغ قبل 7 جولات من نهاية الموسم وهو الأمر الذي لم يحدث خلال 18 موسماً، لم يكد بيرنلي يتوج بلقب دوري الدرجة الأولى حتى انهالت العروض على كومباني للتعاقد معه وأولها من قطبي لندن تشيلسي وتوتنهام إلا أن إدارة بيرنلي أعلنت تمسكها به وجددت عقده لخمسة مواسم.

وبالطبع فإن بيرنلي لم يكن حديث العهد على الدرجة الممتازة فقد خاض موسمه الأخير هناك 2021/2022، وعلى غرار أندية بلاده فإن بيرنلي المؤسس قبل 141 سنة في مدينته التي تحمل الاسم ذاته وتقع إلى الشمال من مانشستر يملك تاريخاً كبيراً لكنه لم يرتق إلى مرتبة الكبار وقد توج بطلاً للدوري (الدرجة العليا) مرتين وتوج بطلاً لكأس إنكلترا عام 1914.

للمرة الأولى

وعادت مدينة شيفيلد صاحبة أقدم نادي كروي معترف به في العالم إلى الدرجة الممتازة شيفيلد يونايتد الذي تأسس كفريق كروي عام 1889 من نادي شيفيلد للكريكيت وسبق له أن توج بطلاً للدوري الإنكليزي عام 1898 وتوقفت إنجازاته في منتصف العشرينيات من القرن الماضي بكأس إنكلترا عندما توج بلقبه الرابع فيها، ورغم حضوره في المستوى الأعلى للدوري سنوات كثيرة إلا أنه أخفق بالعودة إلى منصات التتويج بل لم يقترب منها وبالتالي لم يسبق له الظهور في المسابقات الأوروبية، وهاهو يعود إلى البريميرليغ بعدما قضى موسمين في الدرجة الأولى علماً أنه كان أحد المؤسسين للدوري بمسماه الجديد قبل ثلاثة عقود لكنه كان دائم الهبوط حتى إنه وصل إلى الدرجة الثالثة قبل أقل من عقد قبل أن يستعيد تدريجياً طريق الأضواء وصعد عام 2019 إلى البريميرليغ إلا أنه هبط مرة أخرى قبل سنتين، واحتل وصافة بطل الموسم المنصرم في الشامبيونشيب ليصعد مباشرة إلى الدرجة الممتازة بفضل المدرب بول هيكنبوتوم ابن السابعة والأربعين من العمر وقد تسلم المهمة عندما هبط شيفيلد إلى الدرجة الأولى عام 2021.

وإذا كانت عودة شيفيلد سريعة كما بيرنلي فإن لوتون تاون بطل الملحق عاد بعد ثلاثة عقود ليخوض منافسات الدوري الممتاز للمرة الأولى وهو الذي ودع الأضواء في الموسم الأخير الذي سبق البريميرليغ، وأخفق بالعودة إلى الدرجة الأعلى حتى الموسم الحالي بعدما احتل المركز الثالث في الدرجة الأولى ليخوض الملحق الرباعي وفيه تخطى سندرلاند 1/2 و2/صفر ليواجه كوفنتري سيتي بالنهائي فتعادلا 1/1 قبل أن يفوز بوتون بالترجيح 6/5، ويدرب لوتون روب إداورد البالغ من العمر 40 عاماً الذي نجح في موسمه الأول بقيادة الفريق إلى الدرجة الممتازة.

الضيف الأحدث

في ألمانيا تأسس أول ناد لكرة القدم في ميونيخ عام 1860 ولذلك مازال هذا الاسم موجوداً وإن كان غائباً عن الأضواء منذ حقبة ليست بالقصيرة لكن هناك نادياً يدعى هايدنهايم أقدم منه فقد تأسس عام 1846 لكنه كان متخصصاً بالجمباز أو بالتربية البدنية وقد عرف لعبة كرة القدم عام 1890 لكنه بقي في الظل تماماً وقد مرّ بفترات مد وجزر لكن وضعه لم يتبدل، وفي عام 1972 تأسس نادي (إ سبي هايدنهايم) (تي إس بي) و(في إف إل) وهذا اسمه الحالي كناد كروي مستقل بعد اندماج فريقين في المدينة ذاتها وبقيت الأمور على حالها دون أدنى تغيير حتى عام 2007 تم تجديد النادي ليصبح نادياً كروياً محترفاً بالمعنى الحقيقي وكان أول حصاد هو الصعود إلى الدرجة الثانية عام 2013 للمرة الأولى وفي موسم 2018/2019 استطاع هايدنهايم احتلال المركز الثالث فلعب مباراتي ملحق من أجل الصعود إلى البوندسليغا لكنه خسر بفارق الأهداف أمام بريمن، وفي الموسم الفائت استطاع أن يحسم الأمر دون اللجوء للملحق بعد تتويجه بطلاً للدرجة الثانية بفارق الأهداف عن دارمشتات ليترافقا إلى البوندسليغا، والطريف أن هايدنهايم تنقل بين الدرجات الأربع بعد تتويجه للقسم الخاص به فتوج بطلاً لمقاطعة أوبر بايدن عام 2009 وبطلاً للدرجة الثالثة عام 2014 ليصعد إلى القسم الثاني وهاهو يتوج بطلاً للدرجة الثانية كأفضل إنجاز في تاريخه.

الغريب أن مدربه خلال الفترة الماضية أو الحقبة الناصعة مازال هو مارك شميدت اللاعب في صفوف النادي يومها وقد عين مدربه عند إعلان اعتزاله في عام التجديد 2007 وكان يبلغ من العمر يومها 34 عاماً وسبق له أن لعب لعدة أندية محلية مغمورة لكنه بالتأكيد أصبح بطلاً شعبياً بعدما أوصل هايدنهايم إلى أضواء البوندسليغا وذلك بفضل مجموعة من اللاعبين المغمورين ومعظمهم من الألمان بالطبع إضافة إلى لاعبين نمساويين (بول تشيرينيث ونيكول دوفيدان) ولاعب أميركي يدعى لينارد مالوني وآخر غامبي (سيدي جارجو) والكوسوفي إلدون كيناج.

دارمشتات المتذبذب

يعد دارمشتات من الأندية العريقة في ألمانيا فقد تأسس مع نهايات القرن التاسع عشر واسمه يدل على ذلك فاسمه الكامل (إس في دارمشتات 98) لكنه لم يكن يوماً ضمن أندية النخبة فخاض معظم سنواته الـ125 في الدرجات الدنيا ولعب في الدرجة الثانية خلال الخمسينيات وعند إنشاء البوندسليغا عام 1963 لم يكن ضمن المؤسسين ولم يصعد إلى الدرجة الأولى حتى عام 1978 ولم يصمد هناك سوى موسم وحيد وسرعان ما عاد أدراجه إلى الثانية حيث قضى موسمين قبل أن يعود إلى البوندسليغا لموسم واحد كذلك وغاب بعدها بين الدرجتين الثالثة والثانية حتى عام 2015 عندما سجل عودته الثالثة، وهذه المرة صمد في الموسم الأول 2015/2016 أنهاه بالمركز السادس عشر لكنه هبط في الثاني مرة أخرى حتى عاد للأضواء هذا الموسم بعد احتلاله المركز الثاني وراء هايدنهايم بفارق الأهداف وبفارق نقطة أمام هامبورغ الذي أخفق بالفوز على شتوتغارت في الملحق.

ويدين دارمشتات بالصعود إلى المدرب تورستين ليبركانشيت اللاعب السابق لمنتخب ألمانيا للشباب والذي تسلم المهمة قبل عامين واستطاع خلالها من تحقيق الهدف المنشود، فاحتل المركز الرابع في موسمه الأول بفارق الأهداف وراء هامبورغ قبل أن يحتل المركز الثاني في الموسم المنصرم، ويبلغ هذا المدرب التاسعة والأربعين من العمر وقد أشرف على الفريق في 72 مباراة فاز بأربعين منها وتعادل 14 مرة مقابل 18 هزيمة.

عراقة على الرف

على المقلب الآخر من بحر المانش وعلى الجانب الفرنسي تأسس نادي لوهافر عام 1884 بواسطة طلاب من جامعتي اوكسفورد وكامبردج البريطانيتين الشهيرتين وأصبح فريقاً متخصصاً بكرة القدم بعدها بعشرة أعوام وفاز في عام 1900 ببطولة فرنسا (غير معترف بها) لكنه غاب طويلاً في الظل ولم يتوج بأي لقب على مستوى النخبة سوى بكأس فرنسا عام 1959 وعدا ذلك لم يحقق أي مركز متقدم في الليغ آن وهاهو يعود إليه للمرة الأولى منذ عام 2009 وهي المرة الرابعة التي يظهر في الدرجة العليا خلال الألفية الثالثة على أمل الصمود فيه وذلك بعد تتويجه بطلاً لليغ دو وذلك للمرة السادسة (رقم قياسي)، ومرة أخرى فالفضل لمدرب جديد العهد وهو السلوفيني لوكا إلسنير الذي تسلم تدريب الفريق في الموسم الماضي ويبلغ من العمر 40 عاماً أما تشكيلة الفريق فهي خليط من الفرنسيين إضافة إلى 17 لاعباً من جنسيات أخرى أغلبها من القارة الإفريقية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن