رياضة

إستراتيجية حائرة

| مالك حمود

على رأي أهل الفيزياء (لكل فعل ردة فعل) ولكن على رأي مجتمعنا الرياضي (لكل فعل ردود أفعال والكثير من الأقوال).

هذا ما حصل بعد إعلان أسماء اللاعبين المدعوين للمنتخب الوطني للرجال بكرة السلة خلال معسكره التحضيري للمشاركة في التصفيات الأولية المؤهلة لأولمبياد باريس، ورغم اتساع عدد اللاعبين المدعوين للمنتخب إلا أن البعض استغرب عدم دعوة لاعبين معينين، خصوصاً بعد ضم ثلاثة لاعبين جدد كبدلاء للاعبين المعتذرين عن المنتخب.

لن ندخل في رأي ورؤية الجهاز الفني للمنتخب الذي يضم مدرباً إسبانياً ومدرباً سورياً، لكن ثمة تساؤلاً نسوقه لمن حدد قوام المنتخب عن سبب عدم دعوة اللاعب الشاب الحسين الحسن رغم تميزه خلال الدوري الأخير، في وقت يجدر أن يتم خلاله رفد المنتخب بالوجوه الشابة في خطوة لتصغير عمر المنتخب بعدما أصبح وسطي عمر لاعبيه فوق الثلاثين عاماً.

الغريب بالأمر أن اللاعب المذكور كان منذ سنوات ضمن المنتخب الذي كان يقوده آنذاك المدرب الصربي ماتيتش الذي آثر حينها دعم صفوف المنتخب بعدد من المواهب الشابة ومنها الحسين الحسن وخليل خوري، إضافة للعملاق الناشئ علي إسبر، وكان يخص هؤلاء الشبان بتمارين خاصة وفردية لتطويرهم بالجانب المهاري والفكر السلوي، ضمن رؤية إستراتيجية لبناء تدريجي لمنتخب مستقبلي.

المشكلة أن تلك الإستراتيجية ذهبت أدراج الرياح مع تغيير اتحاد اللعبة، وما تلاه من تغيير بمدربي المنتخب وإستراتيجيته، لتستقر الأمور في النهاية مع مدرب برؤية مختلفة، ويغيب عن المنتخب أولئك اللاعبون الذين كان عليهم الاعتماد المستقبلي.

ومن يضمن ألا يتم نسف الرؤية الأخيرة فيما لو تم تبديل اتحاد اللعبة، ومبادرة الاتحاد الجديد بتبديل المدرب، ومعه يتم تبديل خطط العمل وفق إستراتيجية جديدة، فمتى تستقر سلتنا على إستراتيجية ثابتة ترسمها اللجان التخصصية الخبيرة المنبثقة من اتحاد اللعبة لضمان سلامة العمل.

لن نطالب بضم هذا اللاعب أو ذاك، ولندع الأمور لأهلها ولن ندعو إلى تغيير اتحاد اللعبة، لكننا نطالب بإستراتيجية واضحة وثابتة لتطوير سلتنا واستثمار الحالة التي وصلت إليها من جماهيرية ووجود فاعل وواسع للاعبين الأجانب في صياغة مبرمجة لمنتخب سلة المستقبل وإعطاء دور للمواهب الشابة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن