عربي ودولي

اجتماع مغلق للجامعة العربية قبل نهاية الشهر وعُمان تأسف للهجوم على سفارة الرياض … إيران تطالب السعودية بالكف عن عرقلة جهودها من أجل السلام

وصف الرئيس الإيراني حسن روحاني إعدام السلطات السعودية الشيخ نمر النمر بالإجراء الظالم وقال «إنه أعدم لأسباب واهية»، في وقت أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أمس في طهران ضرورة أن تكف السعودية عن العمل ضد إيران كما تفعل «منذ سنتين ونصف»، ليعلن الأمين العام للجامعة العربية أن وزراء الخارجية العرب سيعقدون اجتماعاً تشاورياً مغلقا قبل نهاية كانون الثاني في الإمارات «لبحث التدخلات الخارجية في المنطقة العربية» وذلك بعد أن أعربت سلطنة عمان عن «أسفها» للهجوم على مقرين للبعثة الدبلوماسية السعودية في إيران، معتبرة أن الأمر «غير مقبول»، وإعلان جيبوتي قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران.
وقال ظريف في مؤتمر صحفي مع نظيره العراقي إبراهيم الجعفري الذي يزور طهران «منذ سنتين ونصف تعرقل السعودية جهود الدبلوماسية الإيرانية» و«ينبغي عليها وقف هذه النزعة لإثارة التوترات». وشدد بشكل خاص على أن السعودية «عارضت الاتفاق النووي» المبرم في تموز بين إيران والقوى العظمى، متبعة بذلك «النظام الصهيوني» في إسرائيل. وأكد أن إيران «سعت دائماً إلى السلام والتفاهم مع جيرانها» من دون «العمل على إحداث توتر».
من جهته، أعلن الجعفري أن العراق «الذي تربطه علاقات جيدة مع إيران والدول العربية» يعمل على خفض التوتر بين الرياض وطهران «لعدم جر المنطقة إلى حرب لا منتصر فيها».
ويخشى المجتمع الدولي أن يؤجج هذا التصعيد النزاعات في الشرق الأوسط. ودعت واشنطن وموسكو والدول الأوروبية القوتين الإقليميتين إلى الهدوء.
كما أكد المتحدث باسم الخارجية الأميركية جون كيربي أن وزير الخارجية جون كيري «يحض على الهدوء ويشدد على الحاجة إلى الحوار ومشاركة» الجميع لخفض التوتر بين الرياض وطهران.
من جهته أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن بلاده تدعو إلى الاستقرار وإرساء الأمن ومكافحة الإرهاب بشكل حقيقي وتوثيق الصداقة والأخوة مع جميع دول المنطقة داعيا حكومة النظام السعودي إلى التعويض عن أخطائها السابقة وأن تكف عن نهجها الخاطئ.
ووصف روحاني خلال اجتماع مجلس الوزراء الإيراني أمس بحسب وكالة الأنباء الإيرانية إعدام السلطات السعودية الشيخ نمر النمر بالإجراء الظالم وقال «إنه أعدم لأسباب واهية لمجرد انتقاده للحكومة وأنه ليس هناك أي قانون في أي دولة ينص على قطع الرأس بطريقة بشعة لمجرد توجيه الانتقادات». وأضاف روحاني: «إن العالم الإسلامي وكل أحرار العالم والشعب الإيراني والمسؤولين في إيران تأثروا لإعدام الشيخ النمر وأدانوه» مؤكداً أن حكومته حققت الكثير من الإنجازات في إطار رسم صورة حقيقية للإسلام وغيرت صورة إيران في العالم. وندد الرئيس روحاني مجدداً بالهجومين على البعثتين الدبلوماسيتين السعوديتين في طهران ومشهد معتبراً أنهما «خطوة خاطئة وغير قانونية» داعياً وزارتي الأمن والداخلية إلى التصدي بقوة للعناصر التي لعبت دوراً في هذا الحادث أو قصرت في التصدي له.
بدوره اعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس أن إقدام الرياض على إعدام النمر، «شأن داخلي» سعودي.
وقال أردوغان أمام نواب في أنقرة: إن «الإعدامات شأن داخلي سعودي». ويتناقض هذا الإعلان مع تصريح للمتحدث باسم الحكومة التركية نعمان كرتلموس الذي أعرب الإثنين عن أسفه لذاك القرار.
في سياق متصل أعلن الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أمس أن وزراء الخارجية العرب سيعقدون اجتماعاً تشاورياً مغلقاً قبل نهاية كانون الثاني في الإمارات «لبحث التدخلات الخارجية في المنطقة العربية» عقب الاجتماع الرسمي في القاهرة الأحد المقبل.
وقال نبيل العربي في مؤتمر صحفي في القاهرة إن الاجتماع يهدف «لبحث التدخلات الخارجية في المنطقة العربية وذلك بناء على اقتراح سابق من الجامعة لمناقشة كل التحديات التي تواجه المنطقة بما فيها مشكلات تدخل دول الجوار في الشأن العربي».
جاء ذلك بعد أن أعربت سلطنة عمان أمس عن «أسفها» للهجوم الذي شنه محتجون واستهدف مقرين للبعثة الدبلوماسية السعودية في إيران، معتبرة أن الأمر «غير مقبول». لكن السلطنة لم تتخذ أي إجراءات دبلوماسية بحق إيران. وأضافت: إن «الأمر يعد مخالفة لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية والأعراف الدولية التي تؤكد على حرمة المقار الدبلوماسية وحمايتها من قبل الدولة المضيفة». في حين أعلنت جيبوتي بدورها قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، التي تواجه أزمة دبلوماسية مع السعودية. وأعلنت حكومة جيبوتي في بيان أن وزير الخارجية محمود علي يوسف «قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران».
وفي بغداد تظاهر نحو ألفين من عناصر ومؤيدين لقوات الحشد الشعبي في بغداد احتجاجاً على إعدام السعودية للنمر.
وكانت السعودية أعادت افتتاح سفارتها في بغداد منتصف الشهر الماضي، بعد إغلاق استمر 25 عاماً إثر قطع العلاقات الدبلوماسية مع النظام السابق بعد قيامه بغزو الكويت. إلى ذلك غادر أفراد البعثة الدبلوماسية الإيرانية أمس السعودية، بعد إعلان الرياض الأحد قطع العلاقات الدبلوماسية مع الجمهورية الإسلامية إثر هجوم على مقرين لبعثتها في إيران من قبل محتجين على إعدام النمر.
ونقلت وسائل الإعلام الإيرانية عن السفير الإيراني في الرياض حسين صادقي قوله: «على رغم أن الاحتجاج حق مدني، إلا أن الهجوم على سفارة يمكن أن يضر بصورة الجمهورية الإسلامية».
وأضاف: «هذه الخطوة كانت غير مقبولة وخاطئة، وعلينا أن نتعلم درساً أنه مع الحفاظ على الحق بالاحتجاج، عمل كهذا لا يجب أن يحدث».
وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن