حذروا من حرب لثلاثين عاماً … محللون أميركيون: الأزمة بين إيران والسعودية لن تحل دبلوماسياً
| وكالات
اعتبر محللون أميركيون أن الأزمة بين إيران والسعودية لن تحل بالطرق الدبلوماسية المحضة وحذروا من أن تتدهور الأزمة إلى حرب دينية على غرار حرب الثلاثين عاماً في أوروبا إبان القرن السابع عشر.
ووصف المحلل العسكري بشبكة «سي. إن. إن» الأميركية للأخبار ريك فرانكونا، ما يجري حالياً بين السعودية وإيران بـ«المعركة الدبلوماسية الكبيرة».
وتابع فرانكونا قائلاً، وفق ما نقل موقع «سي. إن. إن بالعربي»: «أسوأ سيناريو يمكن أن تتطور إليه الأمور هو بالتحول إلى مواجهة عسكرية في منطقة الخليج»، لكنه أضاف: «أنا شخصياً لا أرى أن ذلك يمكن أن يحصل، إلا أنه يمكن رؤية الإشارات بأن المسألة أصبحت بين السنة والشيعة». ومضى موضحاً: «رأينا كيف قطع السودان العلاقات الدبلوماسية مع إيران والبحرين والسعودية وتقليص التمثيل الدبلوماسي للإمارات في طهران، وهذا يعني أننا ننظر إلى معركة دبلوماسية كبيرة، ونأمل أن تبقى هكذا وألا تتطور».
من جهته، قال محلل الشؤون الاستخباراتية والأمنية في شبكة «سي. إن. إن» روبرت باير أن التوتر بين السعودية وإيران لن يحل بالطرق الدبلوماسية المحضة. وفي إشارة إلى الحرب الدينية بين البروتستانت والكاثوليك التي اندلعت في أوروبا خلال النصف الأول من القرن السابع عشر، قال باير في مقابلة مع شبكة «سي. إن. إن»: «أرى ما يجري حرباً جديدة لمدة 30 عاماً، وسنعيش خلال هذه الأحداث لعقود من الزمن، فلا يوجد حل سهل وبسيط، ولا يوجد حل دبلوماسي محض لذلك».
بدورها، نقلت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأميركية، عن محللين أن أحد أسباب اشتعال التوترات مؤخراً بين السعودية وإيران يكمن في «سعي كلتا القوتين الإقليميتين لتعزيز نفسيهما، وأن يكون لهما اليد العليا فيما يرونه فراغاً للقوة تسبب فيه تراجع الولايات المتحدة».
واعتبر الخبير في شؤون الشرق الأوسط بمركز «هيرتيج» الأميركي جيمس فيليب، بحسب ما نقلت عنه الصحيفة، وفق موقع «اليوم السابع»، أن الأزمة بين طهران والرياض «مختلفة هذه المرة ومهمة»، لأنها تدل على أن التوترات تتصاعد وتصل إلى ذروتها في ظل تصور كل من الرياض وطهران أن الولايات المتحدة عازمة على الخروج من المنطقة.
وأوضح فيليب أن هذا التصور قوى من عزم الطرفين «تأسيس أولوياتهم الخاصة (بمعزل عن واشنطن)، والإشارة لبعضهم البعض بأنهم سيراقبون وسيردون على ما يفعله الطرف الآخر»، ونبه إلى أن هذا «يمكن أن يؤدى إلى أفعال تدفع بالجانبين، اللذين يخوضان بالفعل حروباً بالوكالة، إلى صراع مباشر».
ورأت «كريستيان ساينس مونيتور» أن التوترات المتزايدة والمواجهة الدبلوماسية والانقسام المذهبي في المنطقة، ستؤدي إلى تراجع المصالح الأميركية، وأهمها المعركة ضد تنظيم داعش والتطرف بشكل عام، فضلاً عن زيادة مستوى التعقيد في الشرق الأوسط بما «ينهي» سياسة الرئيس باراك أوباما بترك صراعات المنطقة.
ونقلت الصحيفة عن الخبير في شؤون الخليج بمعهد «واشنطن لدراسات الشرق الأدنى» سايمون هندرسون، قوله: إن «هدف إدارة أوباما كان تخفيض الوجود الأميركي في المنطقة وتحويل الاهتمام إلى مناطق أخرى»، ومضى هندرسون معتبراً أن تلك السياسة أسفرت عن «التوترات الراهنة في المنطقة بين خصمين سياسيين بطريقة تمثل تهديداً للمصالح الأميركية» في إشارة للرياض وطهران.