ثقافة وفن

مهرجان دلبة مشتى الحلو ارتباط الحرير بذاكرتنا وهويتنا جعلنا نأخذه صوتاً للأمل … باغبودريان لـ«الوطن»: اخترنا مقطوعات تمثل طريق الحرير من أقصى شرق آسيا إلى بلاد الشام

| آلاء الخطيب

برعاية وزارة الثقافة أقيم مهرجان دلبة مشتى الحلو الحادي عشر للثقافة والفنون إحياءً لذكرى مهرجان الحرير الأول 1960 ومهرجان الحرير الثاني 1961.

وضم المهرجان العديد من الفعاليات التي بدأت بمعرض للفنانين التشكيليين السوريين يوم الأربعاء وذلك على حجارة حصن سليمان وبالتعاون مع فريق الجنين التطوعي.

حجارة حصن سليمان

تميز المعرض بفكرة عرض اللوحات في حصن سليمان الأثري، وهو عبارة عن سور بحجارة ضخمة ويتوسطه هيكل للمعبد الأثري، فهو معبد آرامي قديم تم تجديد بنائه وتوسيعه في القرن الثاني الميلادي.

شارك في المعرض خمسة وعشرون فناناً تشكيلياً بـخمس وعشرين لوحة ونذكر منهم: عدنان حميدة، علي مقوص، إسماعيل نصرة، سراب الصفدي، فؤاد دحدوح وباسم دحدوح وغسان نعنع وعبد اللـه مراد ورنا عثمان ورنيم اللحام ورينال ركاب وغيرهم الكثير.

عبر الفنان إسماعيل نصرة عن سعادته إذ قال: هذه أول زيارة لي للمكان المذهل وأراه اكتشافاً يثير الدهشة وحزنت بسبب إهمال الإضاءة عليه لأنه ببلدنا ولا نعرف وجود هذه العظمة، فشكراً لاختيار هذا المكان المميز لعرض لوحاتنا.

كما أشارت الفنانة سراب الصفدي بحديثها إلى أهمية هذا المهرجان في تشجيع المجتمع الأهلي في المشتى وعرض لوحاتهم على حجارة حصن سليمان، حيث كل فنان مشارك بالمعرض عمل بتقنيات خاصة به ومختلفة عن غيره وتميز الملتقى بحضور كبير للمثقفين والمهتمين.

فعاليات ثقافية متنوعة

وفي اليوم الثاني من المهرجان أقيمت ورشة عمل للفنانة سارة شما وشارك فيها الفريق التشكيلي في مشتى الحلو لإنشاء صورة ذاتية لكل رسام.

وتبعها انطلاق ملتقى التصوير الزيتي للفنانين عبد اللـه أبو عسلي ونبيل السمان وعمار الشوا وعلي حسين وسامر إسماعيل، وبحوار مع الفنان سامر إسماعيل قال: عملنا على تقديم تجربة مهمة سورياً وعربياً واستقطبنا أغلب الأسماء السورية المهمة، ونحاول المحافظة عليها بمستوى عالٍ وتكون كبقعة ضوء في هذا الظلام الدامس.

وتضمن المهرجان عملاً للفنان بسام بيضون «فسيفساء وحفر بالإبر على حجر أسود» وبلقائنا معه أخبرنا عن اختلاف وتنوع نشاطات مهرجان الدلبة عن الكثير، وأنه قام بتنفيذ صورة حفر بالإبر على الحجر وهي رسم شخصية الشاعر أدونيس.

من الصين إلى سورية

أما عن كورال الحجرة بقيادة المايسترو ميساك باغبورديان بعد أن قام بقص الشريط الحريري لمعمل الحرير وأدى أمسية موسيقية لمختلف البلدان التي يمر بها طريق الحرير من الصين إلى سورية وبحوار «الوطن» مع المايسترو باغبورديان: اخترنا مقطوعات تمثل طريق الحرير من أقصى شرق آسيا مروراً ببلاد الشام وصولا إلى أوروبا، فكانت المقطوعات المختارة من الصين واليابان وأندونيسيا وإيران وسورية ولبنان والعراق واليونان وصولاً إلى إيطاليا بمرافقة الموسيقيين ليلى صالح وعمران أبو يحيى وأسامة أبو سعدة، وأعتبر هذه المشاركة ضرورية لكورال الحجرة ولأي موسيقي لتقديم مستوى فني وموسيقي عالٍ في مهرجان ثقافي بمكان جديد مهمش لنعيد إليه الألق ونعرف الجمهور عليه ولتقديم نتاج فني مرتبط بطبيعة المكان.

الحرير يعود من الذاكرة

وتم عرض للمنتجات الحريرية في ساحة الدلبة لسامي نداف الذي يعمل على نول الحرير منذ أربعين عاماً ومن أهم منتجاته الحطات النسائية، وثناء سليمان رئيسة جمعية إحياء التراث التي شاركت بشرانق الحرير التي تشتهر بها منطقة المشتى، والفنانة التشكيلية عفاف النبواني التي عملت على التعريف بالحرير لإعادة الحرير إلى الذاكرة.

التفوق الرياضي في المشتى

ومن ثم أقيم ماراتون الدلبة الذي تم فيه تسليم ميداليات للمركزين الأول والثاني، وبسؤال الأستاذ جورج متري منسق النشاط قال: إن عدد المشاركين في الماراتون نحو ثمانين شخصاً انطلقوا من منتجع مشتى الحلو وصولاً إلى ساحة الدلبة، واخترنا نهاية الماراتون في الدلبة لأن لها خصوصية كبيرة في المشتى والماراتون في المهرجان من أجل الإضاءة على نجاح المشتى في الجانب الرياضي لأنه متفوق دائماً في مجالات الرياضة من كرة السلة للقدم والطائرة أيضاً.

جمباز وعروض راقصة

ومن ثم عرض راقص متنوع في ساحة مشتى الحلو العامة وعروض جمباز، وبحوار مع محمد عبدالله منسق الفعالية أخبرنا أن الفعالية الرياضية ضمت نحو ثمانين مشاركاً من كل الفئات العمرية، وهذه الفعالية هي عروض رياضية بعنوان قنطرة مشتى الحلو وعروض جمباز ورقص رياضي، وأضأنا بهذه العروض على رمز من رموز المشتى وحجارتها التي ساعدت فريق الجمباز ليكون عرضه ناجحاً وهذا النشاط بدأ في الملتقى منذ ثلاث سنوات لهدف توجيه الأطفال والناشئين اتجاه الحركة والأنشطة المفيدة، وتوجيه أفكارهم وسلوكهم بالأخلاق الرياضية بعيداً عن أجواء الضغوط النفسية التي يمرون بها في ظروف البلد الراهنة، ولاقى إقبالاً كبيراً من الأهالي والأطفال الذين تشاركوا العروض بهذا المهرجان.

وصايا الحرير

وتلا الماراتون أمسية موسيقية بقيادة جورج طنوس بعنوان وصايا الحرير في معمل الحرير مع نخبة من الموسيقيين وبحديثه لـ«الوطن» قال: شاركت مجموعة موسيقيين من خريجي المعهد العالي للموسيقا ومنهم الأستاذ صلاح مالق وماهر خضر وليلى صالح وعمران أبو يحيى، والبرنامج تضمن أغاني ومقطوعات قريبة لجو المكان وقلوب الناس، ومنها « راجعين يا هوا لفيروز والنهر الخالد لمحمد عبد الوهاب ومقطوعة الذكريات لمحمد القصبجي وأنا بانتظارك لأم كلثوم والبنت الشلبية، وكل عازف عمل ارتجالاً لاقى صدى كبيراً عند الجمهور وأحب تقديم هذه الأمسيات كل سنة بسبب ارتباطي وحبي الكبير للمشتى.

ختام المهرجان

وفي اليوم الثالث والأخير من المهرجان تم اختتام ملتقى الفن التشكيلي والرسم والورشات الفنية وأمسية كورالية موسيقية من كورال جوقة الفرح للصغار بقيادة السيدة كلوديا توما بعنوان خيط حرير في ساحة مشتى الحلو العامة وضمت مئة وخمسين طفلاً.

المسؤولة الإعلامية عن المهرجان السيدة رانيا عنتر قالت لـ«الوطن»: هذا المهرجان أخذ صدى كبيراً وتأثيراً على الجمهور لتذكيرنا بهوية المشتى، حيث يرتبط الحرير بذاكرتها وهويتها والفعاليات جميعها كانت مميزة وناجحة وأثبتت مجهود القائمين عليها، وأما أمسية جوقة الفرح وكورال مشتى الحلو فكانت أمسية فرح بامتياز وبثت روح البهجة والأمل في الحاضرين.

مهرجان ثقافي فني حضاري تقليدي يقام في أوقات محددة لينير بعض الزوايا الثقافية والفنية في مناطق سورية هي من الأهمية بمكان، وفي كل عام يستضيف هذا المهرجان قامات وشخصيات ثقافية وفنية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن