رياضة

القادم أصعب

| بسام جميدة

تنتظر منتخباتنا الوطنية استحقاقات مهمة قادمة، ولا تخلو من الصعوبة، فالمنتخب الأول سيخوض التصفيات المزدوجة لكأس العالم 2026 وكأس آسيا 2027 ومن بعدها النهائيات الآسيوية في قطر، وأحلاهما مر كما يقال، ففي الاستحقاق الأول أمامنا اليابان وكوريا الشمالية، وفي الثاني أستراليا وأوزبكستان، وكلنا يعرف طعم المرارة التي نتذوقها من هذا المنتخب الذي كلما تأملنا فيه خيراً ذهبت ظنوننا أدراج الرياح، ومع ذلك وكما كل مرة سنعلن التفاؤل منذ اليوم ونرسم الابتسامة على محيانا، لعل وعسى.

المشكلة أنه لا شيء واضحاً في هذا المنتخب حتى الآن، وغالباً ما يتم اعتذار عدد من اللاعبين الفاعلين الذين يعتمد عليهم المدرب الذي أعاد لنا التوليفات القديمة بكل إصرار.

أما المهم الآخر فهو ما ينتظر المنتخب الأولمبي الذي نال الجرعة الكافية من الاستعداد والتحضير والمشاركات ما يجعله مؤهلاً للمضي قدماً إلى الأمام بعد أن اكتسب الخبرة والانسجام وسيكون أمامه استحقاق التصفيات الآسيوية الشهر القادم، وسنلعب مع منتخبين مهمين هما سلطنة عمان الذي يتحضر جيداً، وكذلك الأردن ولن نهاب بروناي اللهم إلا إذا جهزت نفسها لمواجهتنا بأكثر مما نتوقع؛ وبعدها بأيام سيدخل المنتخب بدورة الألعاب الآسيوية وسنواجه أيضاً أفغانستان وأوزبكستان وهونغ كونغ، وهنا المهمة أسهل للتطلع للدور الثاني، حيث يتأهل أول وثاني المجموعة؛ الأولمبي لم يتوقف إعداده ولديه معسكران خارجيان أيضاً ومن المفترض بعد فضية الدورة العربية أن يتابع ثقته بنفسه ويقدم للجمهور السوري ما يدلل على تفاؤل المدرب المصري تامر حسني الذي يجيد تقديم جرعات الحماس بطريقة متقنة.

ماذا عن اللاعبين السوريين الذين يلعبون في الدوريات الأجنبية والعربية، وهل سيتم الاعتماد عليهم؟ وهل ستبقى الحجج السابقة هي التي تمنع المبرزين منهم من تمثيل المنتخب؟ مع أننا شاهدنا بعضهم مع الأولمبي بمستوى طيب، ولكن ما يتم تسريبه عن عدم ارتياح اللاعبين من المعاملة لا يدعو للاطمئنان أبداً لكي نستثمرهم جيداً في منتخباتنا، كما أن ملف هؤلاء اللاعبين غاب عن الواجهة لسبب ما قد نجهله.

التمثيل الخارجي سيمتد لأنديتنا أيضاً، ونأمل أن تكون قد أعدت العدة لها لكي تكون فاعلة وخصوصاً أننا نشهد أرقاماً فلكية للتعاقدات، ونأمل أن ترفع من مستوى الدوري، وأن يقوم اللاعب ذاته برفع جاهزيته أكثر، ويثبت أن ما يناله يستحقه، وأن ينعكس كل ما يحدث على الفرق والكرة السورية بشكل عام لتثبت احترافيتها بعيداً عن الفوضى المنظمة التي تدار بمظلة قانونية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن