مصروف جديد للأسرة السورية … قالب الثلج الكبير بـ20 ألف ليرة والكيس الصغير 2500 ليرة

يبدو أن انقطاعات الكهرباء الطويلة وموجة الحر الشديدة خلقت مهنة جديدة ومصادر رزق جانبية لكثير من الناس، فلكل أزمة تجارها، البعض منهم يعمل من دون أي طمع أو أرباح كبيرة، والبعض الآخر يعمل بلا رقابة ومن دون تحقيق أدنى شروط للسلامة، فاليوم بات بيع الثلج ينتشر في الكثير من البقاليات والبسطات المتموضعة في المناطق الشعبية، وبأسعار مرتفعة لا تحتملها معظم الأسر السورية، وسط استغلال واضح لحاجة الناس إلى المياه الباردة في فصل الصيف.

وفي جولة لـ«الوطن» للتعرف على هذه الظاهرة من عن قرب، رصدت الظروف التي يتم بيع الثلج فيها، فتبين أن الثلج يباع في بعض المحال المخصصة لبيع الأسماك وفي محال الشواء، كما يعتمد بعض أصحاب البقاليات على وضع بسطات أمام محالهم لبيع ألواح الثلج الكبيرة التي وصل سعر اللوح منها إلى 20 ألف ليرة، أما الأكياس الصغيرة المعبأة بعدد قليل من مكعبات الثلج فوصل سعر الكيس الواحد منها إلى 2500 ليرة، مع الإشارة إلى أن هذه الأكياس شفافة لا تحمل اسم أي معمل أو شركة لصناعة الثلج، أي إنها تبقى مجهولة المصدر، ففي منطقة التضامن مثلاً اشتكت بعض الأسر من وجود شوائب في ألواح الثلج، وبالتالي فهي غير آمنة صحياً.

وحسب بعض المشاهدات، ازداد الإقبال على شراء الثلج من قبل بعض الأسر لتحمّل حرّ الصيف، ففي حال احتاجت الأسرة إلى كيس ثلج واحد على الأقل يومياً فإنها ستدفع 75 ألف ليرة شهرياً، وبالطبع فإن هذا المبلغ قابل للزيادة كلما ازدادت الكمية المشتراة، أي إن معيل الأسرة أصبح مضطراً لدفع نحو نصف أجره الشهري كثمن شراء الحد الأدنى من حاجة أسرته للثلج شهرياً.

من جانبه، بيّن مصدر في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك في تصريح لـ«الوطن» أن الوزارة تقوم بشكل دائم بجولات على معامل الثلج بالتعاون مع وزارة الصحة ومديريات الشؤون الصحية في المحافظات، وقد ضبطت مؤخراً ألواح ثلج فيها صدأ بمحافظة حماة، لافتاً إلى أن الأسعار المحددة في الأسواق مبالغ بها بشكل كبير بسبب فصل الصيف، فالأسعار التي حددتها الوزارة تتراوح بين 9-11 ألف ليرة للقالب الواحد.