عشرات المستوطنين جددوا اقتحام «الأقصى».. والمقاومة الفلسطينية ردت بعملية إطلاق نار في الأغوار … عباس لنظيره القبرصي: على المجتمع الدولي وقف جرائم إسرائيل وممارساتها العنصرية
| وكالات
دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته ووقف جرائم كيان الاحتلال الإسرائيلي وممارساته العنصرية وسرقة الأرض وانتهاك المقدسات، على حين شدد الرئيس القبرصي نيكوس كريستودوليدس، على موقف بلاده الداعم للسلام على أساس «حل الدولتين» وإقامة الدولة الفلسطينية على خطوط 1967، والقدس الشرقية عاصمتها.
جاء ذلك في وقت، جدد عشرات المستوطنين الإسرائيليين اقتحام المسجد الأقصى المبارك بحراسة مشددة من قوات الاحتلال، على حين اعتبرت وزارة الخارجية الفلسطينية أن إسرائيل تستغل غياب الجدية الدولية في تطبيق «حل الدولتين» بهدف ضم الضفة الغربية.
وحسب وكالة «وفا»، استقبل عباس ظهر أمس بمقر الرئاسة في مدينة رام الله، نظيره القبرصي نيكوس كريستودوليدس، حيث عقدت جلسة مباحثات مهمة تناولت تعزيز العلاقات الثنائية وآخر المستجدات على صعيد القضية الفلسطينية، وما تقوم به حكومة الاحتلال الإسرائيلي المتطرفة من ممارسات لتدمير ما تبقى من آمال لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
وعقب انتهاء الاجتماع، قال الرئيس الفلسطيني في كلمة للصحفيين، «نرحب بالزيارة المهمة لفخامة الرئيس كويستودوليدس لفلسطين، التي تشكل فرصة مهمة لتعزيز علاقات الصداقة والتعاون المشترك بين بلدينا وشعبينا الصديقين».
وأضاف عباس: «نتطلع كذلك إلى تفعيل اللجنة الوزارية المشتركة، وتوسيع التعاون في مختلف المجالات بما يشمل التبادل التجاري والسياحة وفي مختلف أوجه التعاون الاقتصادي»، مثمنا ما تقدمه قبرص من منح دراسية للطلبة الفلسطينيين».
وأعرب عباس عن تقديره الكبير للدور السياسي المهم الذي تقوم به قبرص في إطار الاتحاد الأوروبي لدعم تحقيق السلام وفق قرارات الشرعية الدولية، وقال: «نتطلع إلى إكمال هذا الدور الحيوي من خلال إسناد نيل دولة فلسطين عضويتها الكاملة في الأمم المتحدة، وحصولها على اعتراف المزيد من الدول الأوروبية بدولة فلسطين، للحفاظ على الفرصة الأخيرة لحل الدولتين المبني على القانون الدولي».
وقال: «أطلعنا الرئيس الضيف على ما يجري في الأرض الفلسطينية على أيدي الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، بما فيها الحكومة الحالية المتطرفة التي تمارس الاضطهاد والعنصرية وسرقة الأرض وانتهاك المقدسات على أيدي قواتها ومستوطنيها الإرهابيين، الذين يسارعون الخطا لتدمير الأسس التي قامت عليها العملية السياسية»، مشيراً إلى أن هذا الأمر يحتاج إلى وقفة جادة من المجتمع الدولي، من أجل وقف تصرف إسرائيل ككيان عنصري فوق القانون، وذلك بهدف تحقيق الأمن والسلام للجميع في منطقتنا والعالم.
بدوره، أكد كريستودوليدس، حرصه على تعزيز العلاقة الثنائية بين البلدين والشعبين الصديقين، مشدداً على موقف بلاده الداعم للسلام على أساس حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967، والقدس الشرقية عاصمتها.. بعد ذلك، وبحضور الرئيسين وقع وزيرا خارجيتي البلدين، اتفاقية تعاون لتقديم دعم من خلال صندوق البلديات، لإقامة مشروع في بلدة عين كينيا.
من جهة ثانية، اقتحم 103 مستوطنين المسجد الأقصى أمس بحراسة مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وحسب «وفا» نفذ المستوطنون جولات استفزازية في باحات «الأقصى»، وأدَّوا طقوساً «تلمودية» في المنطقة الشرقية منه.
في المقابل، وردا على جرائم الاحتلال المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني، نفذ مقاومون فلسطينيون عملية إطلاق نار جديدة في الأغوار بالضفة الغربية أسفرت عن إصابة مستوطن.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن عملية إطلاق النار وقعت بالقرب من مفرق الحمرا في الأغوار حيث أطلق فلسطينيون يستقلون مركبة مسرعة النار صوب مركبة تقودها مستوطنة وأصابوا المركبة بشكل مباشر.
وأشارت إلى أن عدداً من الرصاصات أصابت مقدمة المركبة والزجاج الأمامي ما تسبب بإصابة المستوطنة بجروح جراء تطاير الزجاج، وتمكن منفذو العملية من الانسحاب من المكان فيما أغلقت قوات الاحتلال حاجز الحمرا وشرعت بعملية تمشط وبحث عن المنفذين.
وذكرت قناة «ريشت كان» الإسرائيلية أن الهجوم وقع في منطقة قريبة جداً من مكان عملية إطلاق النار التي وقعت قبل أربعة أشهر وأدت إلى مقتل 3 مستوطنات، في إشارة إلى العملية التي نفذها الشهيدان معاذ المصري وحسن قطناني من سكان نابلس.
في الغضون، قالت وزارة الخارجية الفلسطينية أن إسرائيل تستغل غياب الجدية الدولية في تطبيق «حل الدولتين» لضم الضفة الغربية، وتطبيق القانون الإسرائيلي على أجزاء واسعة منها، بما يؤدي إلى إغلاق الباب أمام أي فرصة لتجسيد الدولة الفلسطينية على الأرض، بعاصمتها القدس الشرقية.
وأوضحت الوزارة في بيان أمس أوردته «وفا» أن جرائم الاحتلال اليومية بحق شعبنا وممتلكاته تشكل امتدادا لحرب الاحتلال المفتوحة على الوجود الفلسطيني، وحقوق شعبنا الوطنية العادلة والمشروعة، ومحاولة إسرائيلية متواصلة لكسر إرادة الصمود ومواجهة الاحتلال والدفاع عن النفس لدى شعبنا.