الاستخبارات الأميركية قدمت لزعيم «النصرة» قائمة بأسمائهم … «درع الثورة» ذراع الجـولانـي للقضاء على قياديين في التنظيم مناوئين لواشنطن
| وكالات
أكدت مصادر أن ما يسمى تشكيل «درع الثــورة» الذي ظهر مؤخراً في مناطق سيطرة تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي في إدلب هو تشكيل مرتبط سراً بزعيم التنظيم المدعو أبو محمد الجولاني ويعمل على خدمة أهداف الأخير التي يأتي بعضها بتوجيه ومساعدة من الاستخبارات الأميركية.
ونقل موقع «أثر برس» عن المصادر تأكيدها أن هذا التشكيل وغيره من التشكيلات العسكرية التي نشأت مؤخراً في مناطق سيطرة ما يسمى «هيئة تحرير الشام» التي يتخذ منها «النصرة» واجهة له، هي فصائل مرتبطة بـالجولاني سرّاً، وتعمل على خدمة أهدافه التي يأتي بعضها بتوجيه ومساعدة أميركية.
ووفق المصادر فإن هذا التشكيل الذي أعلن عن عدائه لـلجولاني ومتزعمي «النصرة» سيعمل على القضاء على قياديين تابعين لـلأخير ومنهم «عرب وتركستان وشيشان وقياديون، تم ترحيلهم من باقي المحافظات» لم يستطع الجولاني اعتقالهم بتهمة «التجسس».
وبعد القضاء على هؤلاء القياديين من «درع الثورة» يقوم الجولاني بـ«الثأر» لقيادييه عبر القضاء على هذه التشكيلات العسكرية المرتبطة به سرّاً، وفق ما ذكرت المصادر التي أشارت إلى أن هذا السيناريو يخدم الجولاني إلى حد بعيد، فمن جهة يأخذ دور البطولة في مناطق سيطرته باعتباره تمكن من القضاء على المعتدين على قياديي «النصرة»، ومن جهة أخرى يُصبح هو صاحب القرار «الوحيد» ضمن التنظيم، بعد التخلص من هؤلاء القياديين، كما سيُجبر جميع «الفصائل» الصغيرة على «مبايعته».
وأفادت المصادر بأن قياديي «النصرة» المُستهدفين بهذا السيناريو، هم قياديون سبق أن عارضوا اجتماعاً عُقد بين الجولاني ومسؤولين أميركيين، الأمر الذي دفع الأميركيين إلى الطلب من الجولاني القضاء على هؤلاء القياديين، ولتنفيذ هذا الهدف أكدت المصادر أن «الاستخبارات الأميركية قدمت لمتزعم « النصرة» قوائم بأسماء القياديين المعارضين لهم ليتم القضاء عليهم».
وظهر في الـ15 من حزيران الفائت تشكيل عسكري في محافظة إدلب أطلق على نفسه «درع الثــورة» وذلك بالتزامن مع حملة اعتقالات قام بها «النصرة» طالت أكثر من 100 قيادي من «التنظيم».
ونشر «درع الثــورة» في اليوم ذاته عبر «تلغرام» مقطعاً مصوّراً يظهر فيه 6 أشخاص أعلنوا عن التشكيل، وأمهلوا «النصرة» مدة ثلاثة أيام للإفراج عن القياديين الذين تم اعتقالهم، وهدد بأنه في حال عدم الاستجابة ستكون جميع مصالح التنظيم هدفاً مشروعاً له، معلناً أن هدفه الرئيس هو «الدفاع عن الأعراض، وتأمين التظاهرات السلمية لحماية الحرائر والأحرار».
إلّا أن بعض المقاطع المصورة التي نشرها «درع الثــورة» أثارت بعض الشبهات وإشارات الاستفهام حوله، حيث ظهر في أحد المقاطع مجموعة من المسلحين التابعين للتشكيل الجديد وهم ينصبون حاجزاً مسلحاً على طريق حلب- اللاذقية الدولي (4M)، وكان لافتاً في المقطع المصوّر مرور سيارة أمنية لـ«النصرة» بطريق مجاور قرب الحاجز، وإلقاء التحية على المسلحين، الأمر الذي جعل الغموض يحيط بهذا التشكيل العسكري وأهدافه وتبعيته.