رياضة

الكرة الإنكليزية تفتتح موسمها بمباراة الدرع الخيرية … السيتي يواصل رحلة المجد بلقاء آرسنال

| خالد عرنوس

يفتتح اليوم رسمياً موسم الكرة الإنكليزية على مستوى الكبار بمباراة الدرع الخيرية التي تعد بمنزلة كأس السوبر في بلاد الضباب وتجمع عادة بطلي الدوري والكأس هناك إلا أن الاتحاد الإنكليزي لكرة القدم لا يعتبرها منافسة رسمية بل كرنفالاً جماهيرياً إيذاناً بانطلاق الموسم الكروي، وتجمع مباراة الدرع هذا الموسم مانشستر سيتي بطل الثنائية (الدوري والكأس) مع وصيفه في البريميرليغ الآرسنال حيث تنص أنظمة الاتحاد على حضور وصيف المسابقة الأقوى في حال كان بطل المسابقتين واحداً، وشهد الموسم الماضي تنافساً كبيراً بين السيتيزينز والمدفعجية على لقب الدوري حتى إن الآرسنال بقي متصدراً الترتيب حتى الجولة الرابعة والثلاثين قبل أن يخسر الصدارة لمصلحة البطل السابق مان سيتي الذي أنهى الموسم بفارق خمس نقاط كاملة، وتقام القمة المنتظرة على ملعب ويمبلي في العاصمة لندن بدءاً من الساعة السادسة مساءً بتوقيت دمشق ويقودها الحكم ستيوارت أتويل.

حكاية خيرية

في أواخر القرن التاسع عشر اقترح عمدة لندن شيرتي شيلد إقامة مباراة سنوية تجمع بطل دوري المحترفين مع بطل دوري الهواة على درع قدمها العمدة، وإثر خلافات بين الأندية الهاوية والاتحاد الإنكليزي رفضت هذه الأندية خوض المباراة واعترضت على اختيار النادي المقابل لبطل الدوري فاتجه الاتحاد لإقامتها بين بطل الدوري وبطل الكأس ابتداءً من عام 1921، ومنذ ذلك الحين تقام سنوياً على هذا الأساس قبل أسبوع واحد من انطلاق دوري الدرجة الأولى الذي أصبح منذ عام 1992 تحت مسمى البريميرليغ ومعه تم إلغاء قاعدة التعادل التي كانت تمنح الفريقين فرصة عرض الدرع في خزائنها ستة أشهر من دون تحديد هوية الفائز، وبالطبع في حال التعادل خلال 90 دقيقة كان يتم اللجوء إلى وقتين إضافيين، وفي عام 1991 تقاسم فريقا لندن الآرسنال وتوتنهام اللقب للمرة الأخيرة وشهدت نسخة 1993 أول حسم بركلات الترجيح عقب التعادل بين البونايتد والآرسنال، ويقوم الاتحاد الإنكليزي المشرف على الدرع بتوزيع إيرادات المباراة على 128 نادياً في الدرجات الأربع الأولى والتي توزع بدورها هذه المبالغ على الجمعيات الخيرية التي تختارها، وهذا الأمر يتعلق بالطبع بتذاكر المباراة والإعلانات المرافقة والنقل التلفزيوني لاحقاً، ومنذ عام 1974 بات ملعب ويمبلي مسرحاً لهذه المباراة على غرار مباريات المنتخب الإنكليزي وعندما أعيد بناؤه أقيمت في ملعب الميلينيوم في ويلز، وباتت المسابقة تسمى مباراة درع المجتمع.

ويتصدر مانشستر يونايتد لائحة المتوجين بلقب الدرع الخيرية بواقع 21 لقباً (منها 4 بالمشاركة) يليه الآرسنال بـ16 لقباً ثم ليفربول بـ16 لقباً أيضاً إلا أنه توج 5 مرات بالمشاركة مقابل مرة واحدة فقط للآرسنال ويأتي إيفرتون رابعاً برصيد 9 ألقاب ثم توتنهام بسبعة ألقاب منها 3 بالمشاركة، أما مانشستر سيتي فقد توج بالدرع 6 مرات كلها منفردة وبالمجمل فقد سبق لأربعة وعشرين نادياً أن توجت باللقب منها أندية بورتسموث وويستهام وأستون فيلا بلقب وحيد كان بالمشاركة.

قمة واقعية

بالنظر إلى وضع السيتي والآرسنال في الموسم الماضي نجد أن موقعتهما اليوم ستكون مثالية لكأس السوبر إذا ما أطلقنا عليها هذه الصفة فالفريقان كما ذكرنا تنافسا بقوة على لقب البريميرليغ ولا يمكن الحكم على هذا الأمر بالطبع ولاسيما أنهما في طور الإعداد للموسم الجديد إلا أن صفوف الفريقين وتقديم الصورة المثالية للموسم القادم من المدرب بيب غوارديولا وتلميذه مايكل أرتيتا لفريقيهما يجعل من مواجهة اليوم قمة مرتقبة، ولم يطرأ الكثير من التعديل على صفوف مان سيتي حتى الآن فقد رحل غوندوغان ورياض محرز مقابل قدوم ماتيو كوفاسيتش، وعليه فإننا أمام المنظومة ذاتها التي اشتغل عليها بيب خلال المواسم الأخيرة التي منحته لقب الدوري في ثلاثة مواسم أخيرة قبل أن يصل إلى القمة الأوروبية في الموسم المنصرم ليكمل الثلاثية التاريخية، ومازال السيتي يحظى بالقوة الضاربة بوجود دي بروين وهالاند وبرناردو سليفا (حتى اللحظة) وألفاريز وجاك غريليش وروبن دياز وجون ستونز وكالفن فيليبس وبقية اللائحة يضاف إليهم كوفاسيتس القادم من تشيلسي.

بالمقابل أجرى الآرسنال عدداً من التعاقدات الجوهرية التي قد تؤثر في طريقة اللعب أو حتى شكل الفريق وخاصة مع قدوم كاي هافيرتز وديملان رايس وغوارين تيمبير، على حين رحل عن الفريق غرانيت تشاكا وبابلو ماري، ورغم غياب البرازيلي جيسيوس (لاعب السيتي السابق) للإصابة إلا أن لدى أرتيتا تشكيلة جيدة بالأساس وأبرز عناصرها مارتينيلي وسميث روي وبوكايو ساكا وتروسار وبارتي وجورجينيو والنني وزينشينكو.

التاريخ للآرسنال

وتشكل المباراة تحدياً خاصاً لغوارديولا الساعي للتتويج بالسداسية التاريخية وكذلك لتعويض خسارة الدرع في الموسمين الأخيرين أمام ليستر صفر/1 وليفربول 1/3، وسبق للآرسنال والسيتي أن تقابلا في مباراة الدرع مرتين ففاز بهما الغانرز، الأولى عام 1937 بنتيجة 4/صفر والثانية عام 2014 وفاز 3/صفر، وسبق للفريقين أن تقابلا 186 مرة بكل المسابقات والغلبة للآرسنال بواقع 89 فوزاً مقابل 57 للسيتي وتعادلا في 42 مباراة، ومنها 136 مباراة بالدوري ففاز الآرسنال 64 مرة مقابل 38 للسيتي وتعادلا 34 مرة.

وإذا كان التاربخ للأرسنال فإن الحاضر للسيتي الفائز مرتين في الموسم الماضي، بنتيجة 3/1 في ملعب الإمارات و4/1 في ملعب الاتحاد الخاص به فوصل إلى سلسلة تاريخية بالفوز للمرة الثامنة على التوالي بمواجهة الغانرز الذي سجل فوزه الأخير في نصف نهائي كأس الاتحاد الإنكليزي 2020 بهدفين نظيفين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن