الخبر الرئيسي

المقاتلات الروسية دمرت مستودع أسلحة وورشة لتصنيع المسيّرات وقتلت متزعمين اثنين من «النصرة» غرب إدلب … مصادر لـ«الوطن»: لا يمكن للاحتلال الأميركي وصل التنف بالبوكمال وقطع الطريق مع العراق

| حلب - خالد زنكلو

كشفت مصادر ميدانية مطلعة عما يدور في مناطق شرق سورية عن صعوبات شتى تعترض مخططات ومساعي الاحتلال الأميركي التحرك عسكرياً على الأرض لوصل قاعدته العسكرية غير الشرعية في منطقة التنف، عند مثلث الحدود السورية مع الأردن والعراق، بمناطق دير الزور وبمدينة البوكمال التي تحوي معبر القائم الحدودي الوحيد الذي يربط سورية بالعراق، في وقت تمكنت المقاتلات الروسية أمس، من تدمير ورشة لصنع الطائرات المسيّرة ومستودع أسلحة تابعين لتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي، مع قتل اثنين من متزعمي التنظيم.

وأكدت المصادر لـ«الوطن» أن إدارة الرئيس الأميركي جو باين تدرك جيداً خطورة أي مغامرة عسكرية لتوسيع نفوذ قوات احتلالها في الشرق السوري، لأن من شأن ذلك أن يجعل وجودها العسكري في المنطقة مكلفاً مادياً وبشرياً، على الرغم من حاجة بايدن لنصر عسكري ومعنوي عبر تغيير خريطة السيطرة في منطقة حيوية لكل من روسيا وإيران، لزيادة حظوظ فوزه في الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة مطلع تشرين الثاني العام المقبل، كمرشح عن الحزب الديمقراطي.

ولذلك، وحسب المصادر، تستبعد واشنطن أي تدخلات لجيش احتلالها على الأرض إلا عن طريق حلفاء محليين لتجنب خسائر بشرية، وهو ما لا يمكن تحقيقه بشكل عملياتي، إذ تفصل مسافة 120 كيلو متراً منطقة التنف عن البوكمال لجهة الشمال الشرقي، وفي عمق البادية السورية شاسعة الامتداد، والتي بمقدورها ابتلاع أي تحرك لميليشيات واشنطن، بوجود أي مقاومة، ولو بتغطية جوية من قوات «التحالف الدولي» الذي تقوده، ناهيك عن استعداد سلاح الجو الروسي لأي مواجهة تضرب عرض الحائط بتفاهمات «عدم الصدام» القائمة حالياً بين الطرفين فوق الأجواء السورية، وهو ما أفصح عنه الرئيس الروسي صراحة.

المصادر لفتت إلى أهمية تصريح وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد خلال لقائه في طهران الأربعاء الماضي مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، عندما طالب الاحتلال الأميركي بالانسحاب من سورية قبل أن يجبر على ذلك، وهذا يعني أن الجيش العربي السوري وحلفاءه لن يقفوا مكتوفي الأيدي حيال أي تحرك عسكري لجيش الاحتلال على الأراضي السورية.

وأشارت إلى الرسائل المقلقة لواشنطن التي وجهها اقتتال «قسد» مع «مجلس دير الزور العسكري» أخيراً، والذي كشف عن حجم الخلافات العميقة بين القبائل العربية والميليشيات، جراء تهميش الأولى في مناطق انتشارها ومصادرة أي قرار لها داخل القيادة العامة التي تضم الطرفين داخل «قسد».

وتوقعت ألا تنجح محاولات ومغريات واشنطن لأنقرة بتأمين آلاف المسلحين مما يسمى «الجيش الوطني» التابع لها شمال وشمال شرق البلاد، لمؤازرة عمليتها العسكرية، في حال القيام بها شرقاً.

وإزاء الأخبار المسربة حول إرسال الاحتلال الأميركي أخيراً مجموعات من المسلحين جرى تدريبهم في قاعدة التنف إلى مناطق سيطرة «قسد» شرق نهر الفرات، قالت المصادر: إن ذلك يكشف عجز الاحتلال عن تشكيل قوة فاعلة يمكنها التحرك من التنف إلى البوكمال أو من الضفة الشرقية للنهر إلى البوكمال في ضفة النهر الغربية.

وبينت بأن هؤلاء المسلحين لا يمكنهم التحرك بانفراد من دون إرادة «قسد»، التي لا تشكل حاضنة لهم ولا ترغب بالمجازفة بأي عمل عسكري خارج مناطق نفوذها حتى بالتعاون مع المحتل الأميركي.

وعلى خَطٍّ موازٍ ذكرت مصادر محلية في الريف المحاذي لإدلب من جهة الغرب لـ«الوطن» أن طائرتين حربيتين من سلاح الجو الروسي، قادمتين من مطار حميميم بريف اللاذقية، شنتا 4 غارات على مزارع ومقرات تابعة لـ«النصرة»، على الطريق الذي يصل بلدتي عين شيب بخربة مرتين على بعد 10 كيلو مترات من مدينة إدلب لجهة الغرب.

ونقلت عن مصادر داخل التنظيم أن اثنين من متزعمي «النصرة» قتلا داخل إحدى الفيلات التي يقيمان فيها مع 3 من حراسهما، بالإضافة إلى تدمير ورشة على بعد 2 كيلو متر جنوب عين شيب يتخذ منها التنظيم مقراً لتصنيع الطائرات من دون طيار.

وأضافت: إن مستودع أسلحة دمر بالكامل خلال غارات الطيران الحربي الروسي وسمع صدى تفجيره في مدينة إدلب، مشيرة إلى أن «النصرة» فرض طوقاً حول الأماكن المستهدفة وإلى أن سيارات الإسعاف أقلت قتلى وجرحى من التنظيم إلى المشفى الوطني بإدلب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن