رياضة

جديد موسم 2023/2024 في الدوريات الخمسة الأوروبية الكبرى (2) … مدربون جدد أعادوا غرناطة ولاس بالماس وألافيس إلى الليغا .. جنوى أبقى على مدينته في السييرا A وكالياري أعاد سردينيا

| خالد عرنوس

مع اقتراب انطلاق الموسم الأوروبي الجديد 2023/2024 تستعد الأندية بكل مفاصلها للدخول في المنافسة على اللقب أو على المقاعد المؤهلة إلى المسابقات الأوروبية الثلاث أما بعضها فيطمح فقط مبدئياً للبقاء في الدرجات العليا وهؤلاء هم الصاعدون الجدد إلى الأضواء وقد تحدثنا في عدد الأربعاء الماضي عن بعض هؤلاء في كل من إنكلترا وألمانيا وفرنسا وكيف أن فريقاً مثل هايدنهايم تأهل للعب في البوندسليغا للمرة الأولى بعد تاريخ طويل وعريق، واليوم نكمل الرحلة مع الضيوف الجدد في الدوري الإيطالي والدوري الإسباني، ففي السييرا A كانت العودة الحميدة لجنوى أحد أعرق الأندية هناك بعد موسم واحد في السييرا B ومثله كالياري الذي أعاد جزيرة سردينيا إلى الأضواء، أما العائد الثالث فهو فرزينوني أحد الوجوه الجديدة على الدرجة العليا فقد سبق له خوض منافسات السييرا A لموسمين فقط.

وفي الليغا تأهل ثلاثة أندية ليست من الفرق الكبيرة وليس لها أي تاريخ يذكر في الكرة الإسبانية إلا إذا اعتبرنا خسارة ديبورتيفو ألافيس لنهائي كأس الاتحاد الأوروبي 2001 إنجازاً وهو الأبرز لهذا النادي الباسكي، على حين لاس بالماس ممثل جزر الكناري عاد بعد غياب 6 سنوات على حين جاءت عودة غرناطة بعد موسم واحد في الدرجة الثانية ليرفع عدد أندية الأندلس إلى خمسة، والملاحظ أن الصاعدين الثلاثة يقودهم مدربون جدد حديثو العهد مع هذه الأندية.

خامس الأندلس

يفتخر أبناء الأندلس بأن الإقليم يضم العدد الأكبر من الأندية في الليغا على الرغم من أن هذه الأندية لم تعرف التتويج باللقب سوى مرتين في غابر الأزمان آخرها مع نهاية الحرب العالمية الثانية ومع ذلك فإن فخر الأندلس إشبيلية صاحب اللقب يومذاك يعد زعيم بطولة اليوروباليغ بلا منازع كما ريال مدريد هو زعيم دوري الأبطال، وهاهو الأندلس يعج بخمسة أندية في الموسم الجديد عقب عودة غرناطة إليه بعد بعد موسم واحد قضاه في (الليغا دوي) وكانت أندية إشبيلية وريال بيتيس وألميريا وقادش حاضرة في الموسم الماضي، وعاش غرناطة بين الستينيات والسبعينيات فترة جيدة حيث ظهر في الدرجة العليا لثمانية مواسم متتالية إضافة إلى الحقبة الماضية حيث يظهر للمرة العاشرة في الليغا خلال 13 موسماً أخيراً. غرناطة الذي تأسس مع بدايات الليغا (1931) توج بطلاً لدوري الدرجة الثانية للموسم المنصرم برصيد 75 نقطة بفارق 3 نقاط عن أقرب منافسيه بعدما نجح بالصعود إلى الصدارة قبل ثلاثة أسابيع من النهاية بعدما سجل 22 انتصاراً و9 تعادلات و11 هزيمة وتوج لاعبه الألباني ميرتو أوزني هدافاً للدوري برصيد 23 هدفاً، أم المدرب فهو باكو لوبيز البالغ من العمر 55 عاماً وقد تسلم المهمة في خريف 2022 خلفاً لإيتور كارانكا بعدما ساءت نتائج الفريق وتراجع إلى المركز التاسع وقد بدأ الموسم بثلاثة انتصارات متتالية.

باسكي ثالث

وإذا كان الأندلس يفخر بأنديته الخمسة فقد رفع ديبورتيفو ألافيس عدد أندية الباسك إلى ثلاثة بعودته المظفرة إلى الليغا بعد موسم واحد فقط في الدرجة الثانية فقد احتل المركز الرابع في الموسم المنصرم واحتاج إلى خوض الملحق الخاص بالتأهل إلى الدرجة الأولى برصيد 71 نقطة بفارق نقطة وراء ليفانتي واثنتين خلف لاس بالماس و4 نقاط عن البطل غرناطة، وفي نصف نهائي الملحق تخطى جاره إيبار بالتعادل 1/1 ثم الفوز 2/صفر وفي النهائي سيطر التعادل السلبي على مباراتي الذهاب والإياب مع ليفانتي ليخوضا وقتين إضافيين وفيه سجل فيلالييري هدفاً قاتلاً في الدقيقة الأخيرة من ركلة جزاء وضع ألافيس في الأضواء للموسم الثامن عشر في تاريخه، وكعادة معظم الأندية الصاعدة إلى الدرجة الأولى في الدوريات الخمسة الكبيرة فإن مدرب ألافيس لويس غارسيا بلازا تسلم تدريب الفريق مطلع الموسم الماضي فقط، وسبق لهذا المدرب البالغ من العمر 50 عاماً أن أشرف على أكثر من عشرة أندية أشهرها فياريال في موسم 2018/2019 ومنها الشباب السعودي 2019/2020 وآخرها مايوركا 2020/2022.

تأسس ألافيس عام 1921 واقتصرت إنجازاته طوال قرن من الزمان على الصعود إلى نهائي كأس الملك عام 2017 وخسر هناك أمام برشلونة 1/3، أما إنجازه الأفضل بالدوري فهو احتلال المركز السادس في موسم 1999/2000 الشيء الذي سمح له بالمشاركة بمسابقة اليوروباليغ في الموسم التالي وفاجأ الجميع ببلوغ النهائي الذي خسره أمام ليفربول بعد مباراة تاريخية بنتيجة 4/5 بعد التمديد.

من الجنوب البعيد

النادي الثالث الصاعد إلى الليغا هو لاس بالماس الذي يقع خارج إسبانيا عملياًففي المحيط الأطلنطي تقع جزر الكناري الشهيرة وفيها نادي (يونيون ديبورتيفو لاس بالماس) الذي احتل المركز الثاني في الدرجة الثانية للموسم الفائت فتأهل مباشرة إلى الأضواء وذلك بعد غياب خمسة مواسم كاملة وسيظهر للمرة الأربعين في الدرجة الأولى، ولم يسبق له أن توج باللقب طبعاً لكنه قضى 19 موسماً متتالياً بين الكبار بين 1964 و1983 ولعل إنجازه الأبرز احتلاله وصافة البطل في موسم 1968/1969 وعلى مستوى كأس الملك فقد بلغ النهائي عام 1978 وخسر يومها أمام برشلونة 1/3.

تأسس لاس بالماس عام 1949 ويلعب على أرضه في ملعبه الخاص المسمى (غران كناريا) ويتسع لأكثر من 32 ألف متفرج وقد تم افتتاحه عام 2004 وتم تجديده عام 2018، ويدربه فرانشيسكو غارسيا بيمينتا البالغ من العمر 48 عاماً وهو خريج مدرسة برشلونة لاعباً مدرباً فبعد مشوار لم يستمر لأكثر من تسع سنوات كلاعب في أندية مغمورة تحول إلى التدريب في لاماسيا واستمر مدرباً للفئات السنية فيه حتى عام 2021 ويومها كان مدرباً للفريق الثاني في النادي ودرب العديد من المواهب أمثال بيدري وجافي وقبلها أنسو فاتي وفي العام الماضي تسلم تدريب فريق لاس بالماس واستطاع قيادته إلى الدرجة الأولى في موسمه الأول.

المعقل القديم

تعد مدينة جنوى من معاقل كرة القدم الإيطالية وأحد مؤسسي الكالشيو هناك بل هو أقدم ناد مازال قائماً حتى الآن، ففي أواخر القرن التاسع عشر (1893) تأسس نادي جنوى للكريكيت وكرة القدم عبر شباب إنكليز وسمح للطليان بعد أربع سنوات بالانتساب إليه واستطاع خلال سنوات أن يصل إلى القمة فتوج بأول دوري إيطالي عام 1898 واستمر بين أندية النخبة حتى منتصف العشرينيات فوصل إلى اللقب التاسع على مستوى الدوري المحلي والذي أقيم بطرق عدة قبل إنشاء السييرا A حيث غاب بعدها النادي الذي يحمل اسم المدينة الواقعة شمالاً على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وإن كان غيابه على مستوى الإنجازات فظل حاضراً وظهر في الدرجة العليا في 55 موسماً لكنه دون ألقاب وآخر ألقابه كان على مستوى الكأس عندما حاز البطولة للمرة الوحيدة عام 1937.

في الموسم قبل الماضي غادر الأضواء بعد 14 موسماً قضاها هناك وبدأ الموسم المنصرم بشكل لم يكن على المستوى المأمول تحت قيادة المدرب الجديد ألبرتو جيلاردينو اللاعب الدولي الإيطالي الشهير والبالغ من العمر 41 عاماً فتراجع للمركز التاسع مع الجولة السابعة إلا أن النتائج تحسنت أولاً بأول واستطاع الدخول منافساً على البطولة ونجح بالوصول إلى وصافة المتصدر في الأسبوع الثاني والعشرين واستطاع الحفاظ عليها حتى النهاية ليعود سريعاً إلى السييرا A مبقياً على مدينته في الأضواء عقب سقوط جاره سامبدوريا.

كالياري وسردينيا

وإذا كانت مدينة جنوى مهددة بالغياب فإن جزيرة سردينيا كانت غائبة بالفعل عن السييرا A في الموسم الماضي عقب هبوط كالياري في موسم 2021/2022، وهاهو كالياري المؤسس عام 1920 يعود إلى الأضواء للموسم الثالث والأربعين وهو أحد أبطال الدوري بالتسمية الجديدة فقد سبق له التتويج بالسكوديتو 1970 بعد حلوله بالمركز الثاني في الموسم السابق أيام الأسطورة جيجي ريفا اللاعب الدولي الشهير ويومها بلغ نهائي كأس إيطاليا للمرة الوحيدة 1969.

وأنهى كالياري الموسم الماضي بالمركز الخامس بعد موسم متذبذب تراجع في منتصفه إلى المركز الرابع عشر فأقالت الإدارة المدرب المؤقت روبرتو موزي مع نهاية عام 2022 واستنجدت بالمدرب الخبير كلاوديو رانييري فتحسنت النتائج قليلاً ومع النهاية خاض تحت إمرته 25 مباراة خسر خلالها مرتين فقط مقابل 13 انتصاراً و10 تعادلات، وكان لابد من خوض الملحق الذي ضم ستة أندية فتجاوز أولاً فينيسيا بنتيجة 2/1 من مباراة واحدة ثم تغلب على بارما 3/2 وتعادلا إياباً صفر/صفر ليتأهل إلى النهائي بمواجهة باري فتعادلا ذهاباً 1/1 قبل أن يفوز بهدف في الإياب وبه ضمن الصعود.

فرزينوني كالشيو

هو ثالث الأندية العائدة إلى الدوري الإيطالي واسمه فرزينوني كالشيو وهو من الأندية العريقة هناك لكنه كعادة عديد من الأندية التي عاشت في الظل فقد تأسس عام 1906 قرب العاصمة روما ولم يستطع الظهور في الدرجة العليا واستطاع فرزينوني التتويج بلقب السييرا B للمرة الأولى بتاريخه بعدما جمع 80 نقطة من 38 مباراة (24 فوزاً و8 تعادلات و6 هزائم) وذلك تحت قيادة المدرب فابيو غروسو اللاعب الدولي الإيطالي السابق الذي انتهى عقده مع نهاية الموسم فتعاقدت إدارة النادي مع المدرب إيزيبيو دي فرانشيسكو اللاعب الدولي الإيطالي السابق البالغ من العمر 53 عاماً كذلك والذي سبق له أن درب العديد من الأندية الإيطالية وآخرها هيلاس فيرونا قبل عامين.

فرزينوني الملقب بـ(الكناري) رغم أن شعاره (أسد متوثب) صعد للمرة الأولى إلى السييرا A في موسم 2015/2016 لكنه لم يصمد سوى موسم واحد عاد بعده أدراجه ثم عاد بعد موسمين وتأهل إلى الأضواء لكنه مرة أخرى هبط في نهاية ذلك الموسم، وهاهو يعود إلى الدرجة الأولى بعد غياب أربعة مواسم بفضل المدرب فابيو غروسو ابن الخامسة والأربعين الذي أشرف عليه منذ عام 2021 وهو أحد أبطال مونديال 2006 كما هو معروف.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن