مشاركة مفيدة لمنتخبنا لكرة السلة… أداء متصاعد وأخطاء فنية واضحة واستفسارات عديدة حيال الغيابات
| مهند الحسني
انتهت مشاركة سلتنا في دورة إندونيسيا الودية وخرجت بنتائج جيدة بعدما أحرزت لقب البطولة التي اختتمت مساء يوم السبت الماضي بعد فوزين على منتخبي إندونيسيا الأول والأولمبي وخسارة غير متوقعة أمام المنتخب الإماراتي.
جميل أن نظفر بلقب البطولة والأجمل أن نستفيد منها للمراحل القادمة، لكن في الوقت نفسه علينا ألا نشطح بأحلامنا وتطلعاتنا ونبقى نتغنى بهذا الإنجاز، ورغم جماليته من الناحية المعنوية غير أننا يجب أن نكون واقعيين ونعرف أننا على من فزنا وكيف تحقق الفوز، وكيف كان منتخبنا وكيف سيكون في التصفيات الآسيوية القادمة التي ستنطلق يوم السبت المقبل؟
تحليل فني
قبل أن نتكلم عن النواحي الفنية لمنتخبنا في مشواره ومستواه خلال البطولة الودية في إندونيسيا، نريد أن نقول إنه عندما تريد أن تعد منتخباً لاستحقاق دولي مهم فأول خطوة يجب أن يكون لديك الدراية والعلم الكافي لتحقيق هذا الهدف، وأن تسلم الأمور لأهل العلم والخبرة والدراية، ولكن إن كنت لا تدري وأنت تعتقد أنك تدري فتلك هي قمة المصائب.
بداية يجب أن ندرك أن تاريخ الاستحقاق معلوم منذ مدة فما السبب الذي جعل المدرب يصل قبل يومين من السفر للمعسكر التحضيري؟ فهل حاجتنا للمدرب الأجنبي فقط للظهور في أنه بات لدينا مدرب أجنبي أم لكي يقوم بتحفيظ الخطط؟ وأنا أؤكد على تحفيظ وليس تفهيم الخطط، إذا كان الأمر كذلك فبإمكان أي شخص استخراج العديد من الخطط من مواقع كرة السلة ومن أحدث الخطط التي تستخدمها المنتخبات العالمية، ما الفكرة من إحضار لاعبين مجنسين أو مستعيدي الجنسية قبيل أيام أو ساعات من المعسكر التحضيري.
هل فعلاً من تم اختياره من المحليين أو لعب خلال هذه المباريات هو الأفضل فنياً أم الأقرب لمزاج المدرب والجهاز الإداري.. هناك أفكار داخل الملعب ولكنها مبتورة لأنها تحتاج فترة من الزمن للتدرب عليها والتأقلم معها.
المدرب جيد ولكن ليس لمنتخبنا، ما الغاية من وجود أربعة إداريين ليسوا بفنيين على مقاعد الاحتياط؟ ووجود عبود شكور كمساعد مدرب والذي وضح جلياً عدم الانسجام بينه وبين المدرب من خلال شكل النقاش خلال آخر مباراة.
وهل يعقل أن المدرب لهذه اللحظة لم يستطع أن يوجد مساحة حقيقية لمشاركة العملاق عبد الوهاب الحموي؟ كما أننا نتمنى أن نعرف من المدير الفني في اتحادنا؟
المباراة الأولى ضد المنتخب الإماراتي ظهور أول للمنتخب بتشكيلته الجديدة غير المنسجمة.. هجومياً حاول اللاعبون تطبيق ما تدربوا عليه خلال يومين، ولكن الانسجام كان مفقوداً والحلول غير مكتملة بسبب أن المدرب يريد تطبيق أفكاره وعدد من اللاعبين لم يصلوا إلى مرحلة الانسجام مع أفكاره نظراً لضيق الوقت وهذا ما وضحناه في البداية، الضعف في الحلول خلق حالة من التشنج بين رغبات المدرب وقدرات استيعاب اللاعبين عكس المنتخب الإماراتي الذي وضح أن عامل الاستقرار الفني أوجد حالة فنية متميزة، دفاعياً لم يظهر الفريق كما يجب تارة لبطء بعض اللاعبين وتارة أخرى لسوء التفاهم بين اللاعبين حسب المهام الموكلة لهم.
في المباراة الثانية وضح منذ البداية الفارق الفني الكبير بين الفريقين ما أعطى بعض الأريحية لإعطاء فرص مشاركة لجميع اللاعبين مع نقطة استغراب عدم وجود اثنين من اللاعبين الجدد على قائمة الفريق.
المباراة الثالثة والأخيرة.. حتى منتصف الكوارتر الثالث بقي الفريق يدور في دوامة الارتباك الهجومي والدفاعي ولكن قرار المدرب بإشراك عمر إدلبي وإلياس عازرية قد أعطى نوعاً من الحيوية للفريق إضافة إلى جهود اللاعب المجنس الأميركي بترسون واللاعب باسايي الذي قدم مجهوداً طيباً وتحسناً نوعاً ما في الأداء الدفاعي واستغلال خروج اللاعب المجنس للمنتخب الإندونيسي بسبب الإصابة، كل تلك العوامل ساعدت على العودة لأجواء المباراة ومن ثم التقدم والفوز بالمباراة مع عشرات علامات الاستفهام بعدم إشراك ثلاثة من اللاعبين المستعيدين للجنسية وكذلك عبد الوهاب الحموي، ولا نعلم هل هو قرار فني أو عارض صحي، وسؤال نوجهه لاتحادنا لماذا لم يتم استدعاء زلعوم رغم أنه شارك في مسابقة الدوري كلاعب سوري يحمل الهوية السورية هل لأسباب فنية أو لإجراءات إدارية؟
من الناحية الفنية لا شيء يقال أو يذكر من خلال مجريات المباراة الثانية التي لا يمكن أن ترتقي لمصاف مباراة دولية ودية، أما المباراة الأولى ففعلياً وضح عدم وجود هوية للفريق لكونه قد تجمع بكامل عناصره قبل يومين أو ثلاثة من موعد البطولة.. دفاعياً وضح جلياً الضعف بالريباوند الدفاعي مما سمح للمنتخب الإماراتي بالعديد من الفرص الإضافية للتسجيل.
سوء التعامل مع (بول سكرين) يدل على عدم جاهزية الفريق من الجانب الفني.
أيضاً في التحول الهجومي كان هناك سوء جري بالممرات المناسبة.. عناصر جديدة غير متناغمة تحتاج ما لا يقل عن شهر من التدريب المتواصل إضافة إلى ما لا يقل عن خمس مباريات عالية المستوى لتظهر حقيقة إمكانيات جميع اللاعبين.. اللغز المحير هو عبد الوهاب الحموي لنفهم كيف لا يستطيع المدرب من توضيح دوره الهجومي والدفاعي.
المباراة الأخيرة فيها متغيرات ومنعطف، ما حدث خلالها فرق كبير لمصلحة الإندونيسي، ليقرر المدرب الزج بعمر إدلبي وإلياس عازريه ليكون مبرراً عند الخسارة في أننا في مباريات ودية وأن النتيجة لا تهم، وقدم هذان اللاعبان مستوى مميزاً قلب مجريات المباراة إضافة إلى اللاعب باسايي الذي أجاد بالتمريرات الحاسمة واستغلال الطول والقوة الجسمانية تحت السلة، كل ذلك ظهر جلياً وبمساعدة خروج المحترف المجنس في المنتخب الإندونيسي بسبب الإصابة، مما سمح وفتح المجال لبترسون اللاعب المجنس في صفوف منتخبنا للظهور بشكل أفضل قريباً من السلة مما أجبر المنتخب الإندونيسي لتغيير دفاعاته، الأمر الذي سهّل الطريق لنديم عيسى وعمر إدلبي بتسجيل ثلاثيات حاسمة في أوقات متأخرة.
فوز مقبول ولكن غير مقنع إذا ما أخذنا بعين الاعتبار نتائج المنتخب الإندونيسي خلال التصفيات النهائية لكأس العالم، ونتائجه مع منتخبات كالسعودية أو الأردن.
لا نعلم سبب عدم لعب باقي اللاعبين مستعيدي الجنسية لأسباب فنية أم صحية؟
خلاصة
بشكل عام الفترة المتبقية ضيقة جداً ما قبل التصفيات، والمنتخب سيعود من عناء سفر مرهق ويحتاج لإعادة استشفاء وبذات الوقت يحتاج لإعادة ترتيب أوراقه، والجهاز الفني يحتاج أن يقوم بتوضيح مهام كل لاعب والمسارعة بتصحيح الأخطاء وخصوصاً الدفاعية.. عندما ننتقد فذلك بسبب غيرتنا على منتخبنا وبذات الوقت لكي لا يذهب الجهد المبذول من اتحاد السلة هدراً من دون تحقيق نتائج تملأ صالة الفيحاء بفرح الانتصار.