رياضة

المال وكرتنا

| غسان شمه

بعد كل هذه السنوات من تطبيق الاحتراف على الدوري الكروي في بلادنا، تبدو صورته وتطبيقه في مكان والواقع العملي في مكان آخر، فما نسمعه من تدخلات، بصيغ مختلفة سواء مباشرة أم عاطفية، وضغوط على هذا اللاعب أو ذاك يؤكد ما سبق الإشارة إليه. والأمر نفسه ينطبق على الشارع الكروي الذي يهاجم بعض جمهوره المتحمس لاعباً لأنه قرر الانتقال إلى ناد آخر، وينسى الجميع أن الدوري يقام تحت عباءة الاحتراف، حيث العرض والطلب والتوافق ميزان القرار سواء للاعب أم النادي، بغض النظر عن العواطف المتأججة لمشجعي الأندية.

الأمر الثاني يتعلق بالأرقام الفلكية التي يطلبها بعض اللاعبين، من أصحاب «الحضور المتميز محلياً» وهذا حق طبيعي في زمن الاحتراف، لكن الأمر يرتب على الأندية أعباء متزايدة في ظل شح الأموال في خزائن معظم الأندية التي لا تنقطع عن الشكوى في هذا الإطار، ولولا وجود داعمي الأندية الكبيرة لكان الحال أسوأ، وهذا ما ينطبق على أندية أخرى لا تحظى بدعم يمكن أن يقيم أود تلك الأندية، وفي الوقت نفسه يعتمد اتحاد الكرة أرقاماً «متواضعة» لعقود اللاعبين فهل سينظر بها..؟

اتحاد الكرة يعرف ذلك كله وأكثر، وقد اضطر لتأجيل بطولة المشروع الوطني لتطوير وبناء كرة القدم السورية لصعوبة تأمين التنقل والانتقال لمنتخبات المحافظات المشاركة وذلك لعدم توافر الاعتماد المالي لديهم، كما أرسلت اللجان التنفيذية فما كان من اتحاد الكرة سوى التأجيل ريثما يقوم بتأمين وسائط نقل للمحافظات كافة، أي إن الواقع المالي يفرض نفسه بغض النظر عن تمظهراته، لكن لماذا لم يكن هذا الأمر ضمن رؤية المشروع بشكل متكامل؟

وفي الوقت نفسه تعلن الأندية عن خشيتها من الأعباء المالية التي ستترتب عليها جراء قرار اتحاد الكرة إقامة دوري الدرجة الممتازة لفئة «الأولمبي» على حين يؤكد أحد المسؤولين باتحاد الكرة أن هذا الدوري يأتي في سياق تخفيف التكاليف بعد دمج لاعبي الأولمبي مع الرجال، ولكن حتى تحقق هذه التجربة، بفكرتها الطموحة، هناك أعباء وتكاليف لا بد منها، وبذلك نعود إلى النقطة الأساسية وهي ضيق ذات يد العديد من الأندية، ويمكن أن نقول معظمها، وهذا يعيد الأسطوانة القديمة والجديدة حول المال وكيفية توفيره لخزائن الأندية بحيث تتحرك بالراحة التي تنشدها، وهذا أمر ينبغي التفكير به على المدى البعيد وعلى أكثر من مستوى.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن