المنظمة العربية للتنمية الزراعية تناقش أولوياتها في دمشق.. الأمن الغذائي أولاً … قطنا لـ«الوطن»: نعول على المنظمات لرفع مستوى أداء القطاع الزراعي وتطويره … الدخيري لـ«الوطن»: ضرورة تعميم تجربة سورية بالاكتفاء الذاتي من القمح في الثمانينيات
| هناء غانم
قضايا عديدة تتعلق بتطوير التعاون الزراعي ناقشها وزير الزراعة محمد حسان قطنا مع وفد المنظمة العربية للتنمية الزراعية الذي ترأسه مدير عام المنظمة الدكتور إبراهيم الدخيري في مبنى وزارة الزراعة بدمشق بهدف تفعيل عمل المنظمة في سورية والاطلاع على واقع الحرائق وتقديم الدعم في هذا المجال، ودعم الوزارة بمنظومة الإنذار المبكر للحرائق ومستلزمات الإطفاء.
الوزير قطنا أكد استعداد الوزارة للتعاون مع المنظمة بعد تحديد المحاور والمشروعات التي يمكن العمل من خلالها، داعياً لوضع إستراتيجية واضحة ومتكاملة للتعاون المستقبلي لتطوير القطاع الزراعي والتنمية الزراعية وتحقيق الأمن الغذائي، لافتاً إلى أهمية الرقم الإحصائي الزراعي الذي يعد الأساس لإعداد أي دراسة وتزويد المنظمة بالأرقام الدقيقة ليتم إدراجها ضمن الكتاب الإحصائي لها.
وفي تصريح لـ«الوطن» أضاف قطنا: نعول كثيراً على مشاركة المنظمات التي لها دور إيجابي ولاسيما بعد عودة سورية إلى جامعة الدول العربية بهدف رفع مستوى أداء القطاع الزراعي وتوفير كل ما يمكن لتطوير هذا القطاع وصولاً إلى تحقيق الأمن الغذائي.
واعتبر الزيارة خطوة أولى لبرنامج عمل قادم يحدد التوجهات للتعاون بالمستقبل. موضحاً أنه تم وضع إستراتيجية واضحة لتطوير القطاع الزراعي لعام 2030 فيها 64 مشروعاً وهذه المشروعات تحتاج إلى مشاركة ودعم هذه المنظمات سواء مالياً أم تقنياً أو فنياً وكل منظمة تقدم ما تستطيع وبذلك نتكامل كحكومة ووزارة زراعة وما لدينا من خطط وإستراتيجيات مع المنظمات لدعم وتنفيذ مكونات المشروعات لدعم القطاع الزراعي ضمن هذه الإستراتيجية وبالتالي نكون قد حققنا ما نصبو إليه لاستقرار القطاع الزراعي وإعادة التنمية الريفية إلى البرامج والخطط التي نعمل بها ضمن هذه المناطق، موضحاً أن استقلال الفلاح بالريف هو ضمان لأي تطور وبالتالي نستطيع تمكين الفلاح من الاستثمار بالمواد المتاحة والموجودة بصورة أفضل وكفاءة أعلى.
تجربة رائدة في الأمن الغذائي
من جهته أكد مدير عام المنظمة العربية للتنمية الزراعية الدكتور إبراهيم الدخيري أن هناك إستراتيجية عامة، يتم التركيز من خلالها على النظم الزراعية والغذائية وحماية الموارد الزراعية من مياه وأرض وثروة حيوانية ونباتية وتحقيق التكامل العربي في عدد من المجالات ولاسيما التنمية الريفية المتوازنة وتشاركية المعرفة.
وفي تصريح لـ«الوطن» أضاف مدير المنظمة: نعمل ضمن إطار إستراتيجية التنمية الزراعية 2020 /2030 التي تم تحديثها عام 2020 لتتماشى مع أهداف التنمية المستدامة وتواكب كل ما هو جديد من التحديات والتغيرات الحاصلة من التحول الرقمي والتغيرات المناخية كأداة وآلية لا يمكن الاستغناء عنها بأي شكل من الأشكال، وأشار إلى أن هذه الإستراتيجية وضعت ضمن 5 محاور أولها معني بتحول النظم الزراعية والغذائية أي كيفية معالجة هذه النظم الزراعية القائمة سواء كان مصدرها حيوانياً أم نباتياً أو غير ذلك لتكون أكثر فاعلية وأكثر مرونة وقادرة على الصمود ضد الصدمات والصعوبات والتحديات.
والمحور الآخر يتطلب الحفاظ على الموارد الزراعية من أرض ومياه وموارد حيوانية ونباتية وطقس، فكل المنظومة البيئية تدخل ضمن هذا الهدف.
إضافة لذلك كان الهدف الثالث يتعلق بالتكامل الزراعي وآلياته المختلفة من تشريعات وتنظيمات وسياسات وهو معني بالاستثمار الزراعي الوطني أو المحلي ليصبح إقليمياً وعربياً.
وحول الجديد في طرح المنظمة أضاف: إن هناك شراكات مع القطاع الخاص الآن كي تدخل في مجال الزراعة على شكل هيئات إنسانية لتقديم برامج للإرشاد الزراعي ومشروعات إنسانية وتم التوقيع معها على عدة اتفاقيات، وأشار إلى أن سورية لها تاريخ عريق وهي من الدول القلائل التي استطاعت أن تحقق اكتفاء ذاتياً من القمح في الثمانينيات، مشيراً إلى أن هذه التجربة يجب تعميمها على الدول لأن هناك الكثير منها لا تزال فاتورة استيرادها من الغذاء كبيرة.
وأوضح الدخيري أن وفد المنظمة قام بزيارة موقع الحرائق في اللاذقية، حيث تبين أن هناك حاجة لمزيد من التعاون في هذا الإطار مع الوزارة لدعـم جهــود الإنذار المبكر، وحماية المخزون الكبير من النظام البيئي المتكامل في سورية من الحرائق، وخاصة أن المنظمة لها باع في أنظمة الإنذار المبكر.
خريطة طريق واضحة
رئيس مجلس المنظمة العربية للتنمية الزراعية، وزير الزراعة اللبناني عباس الحاج حسن قال في تصريح خاص لـ«الوطن»: إن عودة سورية إلى جامعة الدول العربية أمر مهم والمطلوب اليوم التعاون لإقامة عمل عربي جبار يؤسس لعمل وخريطة طريق واضحة، ولا همّ لنا اليوم سوى تأمين الأمن الغذائي الذي هو مهدد وتفعيل النظم الحديثة لمواكبة الأزمات وبالحد الأدنى هناك رسالة عربية بأننا نؤمن بالتكامل والتفاعل العربي.
وذكر أن اللقاء العربي القادم سوف يجمع وزراء الزراعة العرب تحت قبة جامعة الدول العربية ونعول عليه كثيراً وعلينا تأطير الجهود، مبيناً أن المنظمة العربية للتنمية سوف تتعاون مع سورية في البرامج والهياكل وفي كل ما يهم القطاع الزراعي، مشيراً إلى أن المنظمة كانت حاضرة خلال الأزمة في سورية لكن اليوم تعمل على توطيد التعاون بصورة أفضل وتقديم خطة متكاملة.