بريكس منظمة دولية مستقلة تضم خمس دول هي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، تعمل على تشجيع التعاون التجاري والسياسي والثقافي بين الدول المنضوية في عضويتها، كما أن دول بريكس تتميز بضخامة اقتصاداتها.
من الإشارات إلى أهمية بريكس للاقتصاد العالمي نصيبها من احتياطيات العملة الأجنبية، وهذه الدول تعتبر من بين أكبر عشر دول تحتفظ باحتياطيات تبلغ نحو 40 بالمئة من مجموع احتياطيات العالم، تملك الصين وحدها 2,4 تريليون دولار.
قادة بريكس يرون أن مجموعتهم وسيلة لإخبار الولايات المتحدة أن أكبر الدول النامية لها خياراتها، وليست كل الطرق تقود إلى واشنطن.
الكثير من أعضاء الكونغرس الأميركي ينظرون إلى بريكس نظرة ذعر وخوف، ومن التحديات التي تواجه بريكس تحقيق مهمة تدويل عملاتها المحلية، لذلك فإن تدعيم التعاون النقدي بمختلف المستويات يمثل حاجة مشتركة بين دول المجموعة لتدويل عملاتها المحلية.
تتضمن أولويات اجتماعات بريكس، التحديات الدولية المتمثلة في الإرهاب الدولي وتغيير المناخ والغذاء وأمن الطاقة ومشاكل التنمية والأزمة المالية العالمية.
في المستقبل سيكون بإمكان الدول الخمس عقد الصفقات وتبادل إسناد القروض عبر تأسيس آليات نقدية ثنائية أو بين الدول الخمس، وتأسيس قاعدة تعاون استثمارية وتجارية مشتركة، وتأسيس منظومة تعاون نقدية متعددة المستويات بين دول المجموعة، ويمكن من خلال التعاون المالي بين دول المجموعة دفع احتساب التجارة بالعملة المحلية، والتوسيع المستمر لنطاق ومجال تبادل اعتماد العملة المحلية بالعلاقات الثنائية أو متعددة الأطراف بين الدول الخمس، الأمر الذي سيسهل المبادلات التجارية والاستثمار بين دول المجموعة، ويدفع بالتعاون الاستثماري المشترك بينها.
ولعل برامج بريكس للتنمية ومحاربة الفقر تحتل مرتبة أعلى باهتمامات أعضاء بريكس منها في الدول الغربية، وهذه الدول تحاول تنويع اقتصاداتها، وقد أصبحت المجموعة أحد أهم التكتلات الاقتصادية في العالم، نظراً لأرقام النمو التي باتت تحققها دول هذا التكتل مع توالي السنوات، ما جعلها محط اهتمام عديد من الدول التي ما فتئت ترغب في الانضمام إلى التكتل.
تشكّل دول المجموعة مجتمعة نحو 40 بالمئة من مساحة العالم، ويعيش فيها أكثر من 40 بالمئة من سكان الكرة الأرضية، حيث تضم أكبر 5 دول مساحة في العالم وأكثرها كثافة سكانية، وهي بذلك تهدف إلى أن تصبح قوة اقتصادية عالمية قادرة على منافسة مجموعة الدول السبع «G7» التي تستحوذ على 60 بالمئة من الثروة العالمية.
الأرقام الصادرة عن بريكس، تكشف عن تفوقها لأول مرة على دول مجموعة السبع، فقد وصلت مساهمة المجموعة في الاقتصاد العالمي إلى 31,5 بالمئة، في حين توقفت مساهمة مجموعة السبع عند 30,7 بالمئة.
التعاون الاقتصادي بين الدول الخمس، من شأنه أن يسهم في خلق نظام اقتصادي عالمي ثنائي القطبية، عبر كسر هيمنة الغرب بزعامة أميركا، ومن بين الأهداف الرئيسية الأخرى للمجموعة رغبة القوى الخمس الناشئة في تعزيز مكانتها على مستوى العالم من خلال التعاون النشط فيما بينها، ومن خلال السعي إلى تحقيق نمو اقتصادي شامل بهدف القضاء على الفقر ومعالجة البطالة، وتعزيز الاندماج الاقتصادي والاجتماعي.
وتتوقع الدول الأعضاء للمجموعة أن تحقيق أهدافها من شأنه أن يعطي زخماً جديداً للتعاون الاقتصادي على مستوى العالم.
قررت دول بريكس، خلال قمة فورتاليزا التي عقدت في البرازيل عام 2011، إنشاء بنك تنمية سمي «بنك التنمية الجديد – New Development Bank» واختصاره «إن دي بي – NDB»، وصندوق احتياطي في شنغهاي «اتفاقية احتياطي الطوارئ -Contingent Reserve Arrangement» واختصاره «سي آر إيه – CRA».
وصل رأس مال البنك إلى 50 مليار دولار، وهو بمنزلة بنك تنمية متعدد الأطراف تديره دول بريكس الخمس، مع احتمال بلوغ رأسماله 100 مليار دولار في غضون عامين، والدور الأساسي لهذا البنك هو منح قروض لتمويل مشاريع البنى الأساسية والصحة والتعليم، وما إلى ذلك، في البلدان الأعضاء بالمجموعة، وكذلك البلدان الناشئة الأخرى.
أما بالنسبة للصندوق الاحتياطي، فخُصص له مبلغ 100 مليار دولار، ويعد هذا الصندوق إطاراً لتوفير الحماية من ضغوط السيولة العالمية.
بدأ قادة دول بريكس، خلال القمة التي عقدت في روسيا عام 2015، مشاورات لنظام دفع متعدد الأطراف، يكون بديلاً من نظام الاتصالات المالية بين البنوك العالمية «سويفت – SWIFT»، من شأنه أن يوفر قدراً أكبر من الضمان والاستقلالية لدول المجموعة.
بعد الحرب الأوكرانية وما رافقها من إعادة تشكيل نظام عالمي جديد، ازداد الاهتمام بتكتل بريكس من طرف العديد من الدول، وخاصة في ظل الاتجاه نحو تكتلات جيوسياسية واقتصادية جديدة، وأيضاً بحث روسيا عن شركاء داعمين لها في وجه العقوبات الاقتصادية الغربية.
خلال قمة بريكس التي عقدت في مدينة شيامن الصينية عام 2017، نوقش ما اصطلح عليه باسم خطة «بريكس بلس / +BRICS» التوسعية، التي ترمي إلى إضافة دول جديدة للمجموعة، وانضمت الإمارات العربية المتحدة رسمياً إلى «بنك التنمية الجديد» التابع للمجموعة أواخر عام 2021، قبل أن تنضم مصر أيضاً نهاية آذار 2023.
تسعى دول بريكس إلى إطلاق عملة موحدة بينها تنهي بها هيمنة الدولار الأميركي على الاقتصاد العالمي، إذ أعلن ذلك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في حزيران 2022، مشدداً على أن مجموعة بريكس تعمل على تطوير عملة احتياطية جديدة على أساس سلة العملات للدول الأعضاء.
إن روسيا تخوض حرباً عسكرية ضد أوكرانيا وحلفائها الغربيين، وأخرى اقتصادية ضد العالم الغربي، وهي تسعى لإصدار هذه العملة الموحدة، بالنظر للعقوبات القاسية المفروضة عليها من طرف الولايات المتحدة وعديد من الدول الأوروبية.
وتهدف هذه الخطوة إلى كسر هيمنة الدولار الأميركي وإنهاء تحكمه في الاقتصاد العالمي.
في آذار 2023، أكدت وزيرة خارجية جنوب إفريقيا ناليدي باندور زيادة اهتمام عديد من دول العالم بالانضمام إلى مجموعة بريكس، مشيرة إلى أن 12 دولة أبدت رغبتها في الانضمام إلى المجموعة، من بينها السعودية والإمارات ومصر والجزائر وإيران.
حسب الإعلام الجزائري الرسمي فإن الجزائر ترغب في الانضمام لمجموعة بريكس، كما تسعى الجزائر الغنية بالنفط والغاز إلى تنويع اقتصادها وتعزيز شراكتها مع دول مثل الصين.
نقل الإعلام الرسمي الجزائري عن الرئيس عبد المجيد تبون، قوله: إن الجزائر قدمت طلباً رسمياً للانضمام لمجموعة بريكس وأن تصبح عضواً مساهماً في البنك التابع لها بمبلغ 1,5 مليار دولار، وأضاف تبون في نهاية زيارته للصين: إن الجزائر تسعى للانضمام لبريكس لفتح آفاق اقتصادية جديدة.
ونقل الإعلام الجزائري عن تبون قوله: «عالم بريكس يساعدنا أكثر.. طلبنا رسمياً من المديرة رئيسة البرازيل السابقة أن نكون أعضاء مساهمين في بنك بريكس.. المساهمة الأولى للجزائر ستكون 1,5 مليار دولار».
ونقلت وسائل إعلام عن تبون قوله: إن الصين ستستثمر 36 مليار دولار في الجزائر عبر قطاعات تشمل التصنيع والتكنولوجيا الجديدة واقتصاد المعرفة والنقل والزراعة، وقال دبلوماسي من جنوب إفريقيا مؤخراً إن أكثر من 40 دولة أبدت اهتمامها بالانضمام إلى مجموعة بريكس.
الجزائر والأرجنتين، وإيران، والسعودية، والإمارات، وكوبا، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وجزر القمر، والغابون، وقازاخستان، هذه الدول أبدت اهتمامها بهذا الأمر.
قالت مسؤولة بوزارة الخارجية الجزائرية المبعوثة الخاصة المكلفة بالمشاريع الكبرى لدى الوزارة إن روسيا والصين رحبتا بانضمام الجزائر، وأن جنوب إفريقيا والبرازيل والهند تدرس حالياً ملف الانضمام قبل الفصل فيه.
آخر ما أعلنه الرئيس الجزائري تبون «أن الجزائر لديها معظم الشروط المطلوبة للانضمام إلى مجموعة بريكس».
بدوره صرح وزير الخارجية رمطان لعمامرة في مؤتمر صحفي عقده في التاسع من تشرين الأول 2022، بأن بريكس ترحب بانضمام دولة الجزائر لتكون أول دولة عربية تنضم إلى هذه المنظمة العالمية الصاعدة.