ثقافة وفن

إثارة وتشويق وغموض … قصص أجاثا كريستي في الدراما السورية

| مايا سلامي

شهدت الدراما السورية في محطاتها المختلفة العديد من الأعمال البوليسية التي صورت قصص جرائم وغموض مختلفة، بعضها كان من نسج خيال كتّابها أو من الواقع المحيط بهم وبعضها الآخر من قصص وروايات شهيرة لكتّاب عالميين.

وكانت روايات الكاتبة البريطانية أجاثا كريستي من أهم المصادر التي نتجت عنها أعمال رائعة في تسعينيات القرن الماضي خلدت في أذهان الجماهير حتى يومنا هذا، حيث نجح صناعها في تحويل تلك القصص إلى أعمال درامية تحاكي وتناسب المجتمع السوري بأعرافه وعاداته، كما أبدعوا في استخدام المؤثرات الصوتية والبصرية لخلق جو نفسي تكتنفه الإثارة والتشويق بالرغم من التقنيات والقدرات البسيطة التي كانت متوافرة آنذاك.

«الوطن» ترصد أهم تلك الأعمال:

جريمة في الذاكرة

البداية كانت مع المسلسل البوليسي «جريمة في الذاكرة» المقتبس من رواية «الجريمة النائمة» الذي أنتج عام 1992 من تأليف ممدوح عدوان، وبطولة: خالد تاجا، سمر سامي، سلوم حداد، عبد الهادي الصباغ، ليلى سمور، نجاح سفكوني، رياض نحاس، حسن عويتي وغيرهم.

وتبدأ قصة العمل عندما تعود «مها» التي تجسد شخصيتها الفنانة سمر سامي إلى بلدها لتستقر وتبحث عن بيت جديد فيقع اختيارها بالمصادفة على المنزل الذي عاشت فيه وهي صغيرة وكانت شاهدة على جريمة حدثت منذ 20 عاماً كانت ضحيتها زوجة أبيها، فتبدأ ذاكرتها تعود إليها شيئاً فشيئاً وتقرر فتح أبواب الماضي لمعرفة الحقيقة لتكتشف فيما بعد هوية القاتل.

العمل مؤلف من 17 حلقة، ويستعرض إلى جانب الجريمة قضايا نفسية واجتماعية مهمة نجح صناعه في سردها بحبكة مترابطة ومشوقة.

اللوحة الناقصة

في عام 1996 جاء مسلسل «اللوحة الناقصة» الذي ألفه أيضاً الكاتب ممدوح عدوان، وهو من بطولة: أمانة والي، رنا جمول، محمد الحريري، بسام كوسا، وغيرهم.

العمل مؤلف من سبع حلقات فقط وتدور أحداثه حول مقتل الفنان التشكيلي «حسان» الذي يعاني مع كل من حوله بسبب نظرته الخاصة والمختلفة للحياة.

وتبدأ القصة عندما يلتقي أثناء معرضه بشابة صغيرة مطلقة تدعى «نهال» توقعه في شباكها ويرى فيها موضوعاً خاصاً للرسم فيجلبها إلى مزرعته الخاصة ليستلهم منها عمله الجديد الذي لا يكتمل بسبب مقتله على يدها بعد أن تعرف أنها كانت مجرد أداة استخدمها ليحقق مجداً جديداً لنفسه.

ويحمل المسلسل بين طياته رسائل عديدة ضمنت في حوارات شخصياته العميقة والمهمة التي تجعلك مجذوباً لها وتسمعها بكل إنصات واهتمام.

المجهول

كما أنتج في عام 1999 مسلسل «المجهول» المقتبس من رواية «ثم لم يبق أحد» من إخراج محمد شيخ نجيب، ويجمع على قائمة أبطاله كلاً من: نادين خوري، عارف الطويل، طلحت حمدي، زهير رمضان، حسن دكاك، حسان يونس، أمانة والي، وغيرهم.

ويروي العمل قصة مجموعة أشخاص غرباء لا تربطهم أي علاقات شخصية سابقة يتلقون دعوة إلى أحد المنازل في جزيرة بعيدة ومنعزلة لتبدأ من بعدها سلسلة من الجرائم الغامضة والمثيرة حيث يتصيدهم قاتل محترف فيموتون واحداً تلو الآخر ويبقى منهم ناجٍ وحيد هو الذي يكشف عن المجرم المختل عقلياً والذي يكون هدفه تحقيق العدالة استكمالاً لعمله كقاض بعد تقاعده.

قصص الغموض

وفي عام 2000 جاء مسلسل «قصص الغموض» المقتبس من رواية حملت الاسم نفسه للكاتبة أجاثا كريستي.

العمل مؤلف من 15 حلقة أحداثها منفصلة لكل منها موضوعاتها وقصتها المختلفة التي تبدأ بجريمة مثيرة وغامضة وتنتهي بحلها والقبض على مرتكبها بعد تحريات طويلة يقوم بها المحققون أنفسهم في كل حلقة.

ونجح أبطال العمل في أداء أدوارهم وجعلوا المشاهدين يشعرون وكأنهم في صلب العمل يشاركون في التحقيق والتحليل فكان من الأعمال المهمة التي تركت بصمة في تاريخ الأعمال البوليسية.

وهو من إخراج محمد شيخ نجيب وبطولة: نورمان أسعد، غسان مسعود، رفيق سبيعي، هاني الروماني، صباح الجزائري، ضحى الدبس، شكران مرتجى، وغيرهم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن