يعقد اتحاد كرة السلة ظهر اليوم الثلاثاء مؤتمره السنوي في تمام الساعة الثانية عشرة ظهراً في مبنى الاتحاد الرياضي العام، وبين المؤتمر والآخر نمني أنفسنا الكثير برؤية مؤتمر غني بالأفكار الجديدة والجيدة، والتي تصب في مصلحة السلة السورية بعيداً عن المصالح الضيقة الشخصية للأندية التي لم تعد تجدي نفعاً في المرحلة المهمة التي تعيشها سلتنا الوطنية.
أيها المؤتمرون علينا أن نقف في هذا المؤتمر جميعاً وقفة صادقة مع واقعنا السلوي، وأن نعترف بأن سلتنا ليست على ما يرام، وهي بحاجة ليد حانية تمسح آلامها، لا للسان جارح يتحين الفرصة للانقضاض عليها، رجاء دعوا كل مشكلات أنديتكم الخاصة جانباً، وحلوا مشكلات سلتنا العالقة والمتراكمة منذ سنوات، لأن ذلك لابد أن يكون له الأثر المفيد على واقع جميع مشكلات الأندية.
ثمة أمور وقضايا من المقرر أن يتم طرحها في هذا المؤتمر المفصلي الذي تتوق من خلاله سلتنا للخروج بتوصيات وقرارات تسهم في تقليل آلامها والشفاء من أمراضها التي أصابتها منذ عشرات السنين، ومن أهم ما يجب أن تتم مناقشته والتصويت عليه النقاط التالية:
المنتخبات الوطنية
رغم أهمية وضع روزنامة نشاط داخلي مفعمة بالمسابقات الجديدة والمفيدة، غير أن ذلك يبقى ضمن إطار معين قد يكون قابلاً للتعديل في أي فترة ممكنة، غير أن الحديث عن المنتخبات الوطنية وتطويرها لابد من أن يكون تشاركياً بين جميع أعضاء المؤتمر، لذلك لابد أن نعترف بداية أن منتخبات السلة في عهد الاتحاد الحالي ليست بخير، وهي لا تعيش حالة مثالية، لأنها تمر في أسوأ مراحلها على صعيد النتائج الرقمية والمستوى الفني، فكانت الخسارات المؤلمة والقاسية عناوين قاتمة لأغلبية مشاركات منتخباتنا الوطنية، الأمر الذي جعل أصوات البعض تعلو مطالبة بمنتخبٍ في ظل الظروف الصعبة، وللحقيقة فإن منتخبات السلة تمر منذ سنوات طويلة في ظروف صعبة جلها متعلق بأخطاء متراكمة من الاتحادات المتعاقبة على اللعبة، والتي ساهمت في غياب أهم مقومات تطوير عمل هذه المنتخبات، وقد حاول الاتحاد الحالي تجميل الصورة، لكن يبدو أن محاولات العطار لن تصلح ما أفسده الدهر، فواقع منتخبات السلة لا يبشر بالخير رغم الدعم اللامحدود الذي أولته القيادة الرياضية لمنتخبات السلة، ويجب ألا ننسى التأثيرات السلبية للأزمة التي شهدتها البلاد على واقع المنتخبات الوطنية وعلى طريقة الإعداد وتوفير الإمكانات المادية المتاحة، فبقيت هذه المنتخبات ومشاركاتها تدور في دائرة مغلقة من دون أن يكون هناك بصيص أمل للخروج من عنق الزجاجة التي وجدت نفسها فيها.
لذلك يجب على المؤتمرين الاتفاق على ضرورة وضع خطة جديدة لتطوير مستوى منتخباتنا ما يتناسب مع المرحلة المقبلة وضم كوادر خبيرة قادرة على العطاء في لجنة المنتخبات الوطنية الحالية.
دعم واستمرارية
الإشراقات التي حققتها السلة الأنثوية في المرحلة الأخيرة يجب ألا تمر مرور الكرام، بل يجب الاستفادة منها والتأسيس عليها لنتائج أفضل ومشاركات أقوى وخاصة بعدما نجح منتخبنا تحت 16 سنة في البقاء بالمستوى الأول على صعيد القارة الآسيوية لأول مرة في تاريخه، لذلك لابد من دعم عمل اللجنة الأنثوية، والعمل على تقديم كل ما يلزم لتطوير مستوى مباريات الدوري لها، وخاصة ما يخص الفئات العمرية، وتأمين تحضير مثالي للمنتخب الأخير الذي شارك في آسيا، ليكون جاهزاً لأي مشاركة قادمة، وأن يخرج الاتحاد بخطة إعداد مثالية وأن يكون هناك انفراجات مالية لمنتخب السيدات حتى يتمكن من الوصول للمستوى الذي يؤهلنا خلاله للمشاركة في بطولات أقوى على صعيد القارة الآسيوية.
تعديلات اللائحة الانضباطية
عاب الموسم الفائت الكثير من المنغصات جلها يتعلق بأحداث الشغب التي طالت بعض المباريات، وكلنا خوف في الدوري القادم أن تتفاقم هذه الأحداث لتصل إلى مرحلة لن ينفع معها الندم والحسرة، ونحن اليوم أمام مؤتمر فإننا متفائلون في أن يكون استثنائياً في كل شيء، وعلى الجميع التوصل لتعديلات جديدة وجوهرية نتمكن خلالها من اجتثاث حالات الشغب والعنف بوضع عقوبات رادعة وأكثر قوة، ولا ضير من الاتفاق على إدخال عقوبات جديدة بفرض عقوبات شطب النقاط، أو ربما نقل المباريات لخارج المحافظة، وهذا من الطبيعي أن يردع إدارات الأندية، وتسعى بدورها لتوعية روابطها التشجيعية للتحلي بالروح الرياضية وعدم الخروج عن إطار الأخلاق الرياضية، وغير ذلك نحن كمن يرتق ويرقع ولا يطور ويحدث.
رفع المستوى
يجب ألا ننسى هموم وشجون حكام السلة، وما يعتريهم من منغصات وصعوبات، ورغم أهميتهم على رفع مستوى اللعبة، غير أنهم ما زالوا خارج تغطية نظام الاحتراف، وما زالت أجورهم لا تتناسب مع الجهود التي يبذلونها في سبيل إيصال مباريات الدوري لشاطئ الأمان، وعلى المؤتمرين أن تشمل مداخلاتهم الواقع التحكيمي بكل جوانبه لعلنا نستطيع أن نقدم لحكامنا بصيص أمل بمستقبل أفضل لهم وإمكانية تواصلهم الدائم مع آخر التعديلات الطارئة على قانون اللعبة وأما على الصعيد المادي فيجب رفع أجورهم أسوة بحكام كرة القدم وهذا من شأنه أن يفتح الباب أمام حكام شبان يقرعون باب لجنة الحكام التي بدأت تئن تحت وطأة عزوف أفضل الحكام القدامى.
تحديد الأعمار
من المتوقع أن يقوم أغلب المؤتمرين بالتصويت على قرار تحديد أعمار اللاعبين مع كل فريق، وإمكانية تعديله أو حتى تغيبه عن مباريات الدوري القادم، بعدما أثبت عدم جدواه في بعض الأندية ولاقى ارتياحاً جيداً لدى الأخرى، لذلك سيأخذ النصيب الأكبر من المناقشات.
ويجب الاتفاق ضرورة وضع حد لمعدل الأعمار في دوري الرجال الذي تجاوز حدود المعقول والعمل على وضع تصورات جديدة للموسم الجديد ما يتناسب مع واقع جميع اللاعبين والأندية.
خلاصة
نرجوكم اليوم يا أعضاء المؤتمر وأنتم تدخلون إلى أهم اجتماع سلوي، أن تضعوا كل التفاصيل الصغيرة والخاصة وراء ظهوركم، وأن تتفقوا على أن ترتقوا إلى مستوى الحدث بمناقشاتكم، لأن مستقبل اللعبة متعلق بقراركم التي ستخرجونها في ظل الأوضاع التي تمر بها البلاد، فهل سيتحقق حلمنا بمؤتمر يغلب فيه الفعل على الكلمة والمصالح الشخصية أم سيبقى الحال على ما هو عليه من دون أن نأتي بأي شيء جديد يدعو للتفاؤل لمرحلة مشرقة للسلة السورية.