إيران أكدت أن أمن الخليج يتم بالتعاون بين دول الجوار لا بالوجود الأميركي … عبد اللهيان من طوكيو: آسيا من أهم أولويات سياستنا.. و«ناتو» مسبب الحروب
| وكالات
اعتبر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أن حلف شمال الأطلسي «ناتو» من الأسباب الرئيسة للحروب والأزمات في العالم وأن آسيا تعد من أهم أولويات السياسة الخارجية لبلاده، على حين أكدت طهران أن أمن منطقة الخليج يتم توفيره بالتعاون مع دول الجوار لا بالوجود الأميركي.
وخلال مؤتمر صحفي بعد لقائه نظيره الياباني يوشيماسا هاياشي في طوكيو أمس، قال عبد اللهيان: «نحن نعتبر «ناتو» واستفزازات هذا الحلف من الأسباب الرئيسة للحروب والأزمات، ونواصل جهودنا لوقف الحروب والوصول إلى الحلول السياسية»، وذلك حسب وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية «إرنا».
وأضاف أمير عبد اللهيان: إن المحادثات التي أجريت بجهود الاتحاد الأوروبي ووساطته، ومنسّق السياسة الخارجية فيه، جوزيب بوريل، بشأن خطة العمل المشترك الشاملة تدعو جميع الأطراف إلى التقيد بالتزاماتهم الكاملة بموجب هذه الخطة.
وتابع: إن «تبادل السجناء قضية إنسانية»، مؤكداً إجراء محادثات غير مباشرة مع الولايات المتحدة الأميركية منذ العام الماضي.
وعن زیارته إلى طوكيو، والعلاقات بين إيران واليابان، قال أمير عبد اللهيان: إن آسيا تُعد من أهم أولويات السياسة الخارجية للبلاد، عند الرئيس الإيراني إبراهیم رئيسي، ومن هذا المنطلق فإن تطوير العلاقات مع اليابان محط اهتمامها.
وأشار وزير الخارجية الإيراني إلى وجود «ثروة كبيرة»، بما في ذلك أكثر من ألف عام من العلاقات الشعبية والثقافية، وأكثر من 9 عقود من العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين البلدين، معتبراً هذه العلاقات التاريخية «سنداً قوياً» للتعاون بينهما.
أمير عبد اللهيان، تطرق إلى الأوضاع في أوكرانيا وقال: إن إيران لطالما أكدت موقفها الثابت والمبدئي بأن الحرب ليست الحل، مضيفاً: إن «ناتو» واستفزازاته من الأسباب الرئيسة للحرب والأزمات، مؤكداً مواصلة الجهود لوقف الحرب والوصول إلى حل سياسي.
وأشار الوزير الإيراني إلى الاتهامات بشأن استخدام المسيرات الإیرانیة في أوكرانيا، قائلاً: إن أحد محاور العلاقات مع روسيا في السنوات الماضية كان في مجال التعاون الدفاعي، إلا أن طهران لم تقدم تسهيلات لموسكو لاستخدام الطائرات من دون طيار أو الأسلحة الإيرانية.
ولفت إلى الاتصال الهاتفي الذي اجراه مع نظيره الأوكراني ديميتري كوليبا، وقال أمير عبد اللهيان إنه تأكد من عدم وجود وثيقة تثبت ادعاءات كييف، وأن الاتهامات الموجهة لإيران بشأن استخدام المسیّرات الإیرانیة في حرب أوكرانيا كاذبة وخاطئة تماماً.
وتوجّه إلى الصحفيين قائلاً: «أنتم تعلمون أن روسيا تُعد واحداً من أكبر منتجي ومصدري الأسلحة في العالم»، مضيفاً: «قرأت اليوم تقريراً في اليابان يؤكد أن معظم الأسلحة المستخدمة في أوكرانيا أُرسلت من الولايات المتحدة والدول الغربية».
وأردف بالقول: «اتفقنا مع وزير خارجية أوكرانيا على اجتماع الوفود العسكرية للبلدين في عُمان، ولم تقدم أوكرانيا أي وثيقة مقبولة خلال الاجتماع»، لافتاً إلى الاتفاق على أن يقوم الجانب الأوكراني بفحص وثائقه مرة أخرى، لدراستها في اجتماع آخر مع الجانب الإيراني، وتابع: «لقد طلبنا مراراً عقد هذا الاجتماع، لكن الجانب الأوكراني لم يحضر في الجولة الجديدة من المحادثات».
وبشأن العلاقات مع روسيا، قال وزير الخارجية الإيراني: إن روسيا جارة مهمة لإيران، مضيفاً: إن بلاده تتبّع شعار «لا للشرق ولا للغرب» في مجال الاستقلال السياسي.
وأكد أمير عبد اللهيان أن بلاده تفاعلت مع الغرب والشرق، وستواصل القيام بذلك في إطار ضمان المصالح الإيرانیة، متابعاً: «الجيران من أولويات سياسة الحكومة الإيرانية، وروسيا هي أيضاً جارتنا الشمالية».
ومساء أول من أمس، وصل أمير عبد اللهيان إلى اليابان وأجرى أمس محادثات مع نظيره يوشيماسا هاياشي ورئيس الوزراء فوميو كيشيدا، كما أجرى مباحثات مع وزير الصحة والعمل والرعاية الاجتماعية الياباني كاتسونوبو كاتو.
في الغضون، أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، في مؤتمر صحفي أمس أن «توفير أمن المجال البحري في الخليج وبحر عُمان يجب أن يكون في إطار التعاون بين دول الجوار».
وأشار كنعاني إلى أن «الدول الإقليمية لديها القدرة على توفير الأمن والسلامة البحرية من دون تدخل الدول الأجنبية، خصوصاً الولايات المتحدة التي تسعى إلى تحقيق مصالحها حصراً»، وذلك حسب «إرنا»، وشدد المسؤول الإيراني على أن «دور حرس الثورة في خدمة شعوب المنطقة هو دور تاريخي، ولا أحد يستطيع تجاهله»، كما لفت إلى أن «إيران لن توفّر جهداً في المجال الدبلوماسي من أجل عودة جميع الأطراف إلى الاتفاق النووي».
وتطرق كنعاني إلى علاقات طهران مع السعودية، مؤكداً أنها «تسير نحو الأمام، والسعودية تعمل على فتح سفارتها في طهران في وقت مناسب».
وبشأن قضية الحقل النفطي الحدودي مع الكويت، اعتبر كنعاني أن لإيران أحقية الاستثمار فيه، قائلاً: «أوضحنا بشكل كافٍ أننا ننظر إلى قضية حقل الدرّة (آرش) النفطي، على أنها قضية حقوقية وفنية».
وتابع: «يعود للشعب الإيراني الحق في هذا الحقل، ونحن مستعدون للحوار مع الجانب الكويتي بشأنه، ونتطلع إلى هذا الموضوع في الإطار الفني والتعاون مع جيراننا، بعيداً عن وسائل الإعلام».
كما كشف كنعاني أنه، وبتوجيه من رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، «تمّ نقل جزء من أموال إيران المجمدة إلى سلطنة عُمان»، مؤكداً أن «الحكومة العراقية ستقوم بنقل جزء آخر من أموال إيران إلى دولة أخرى».
وأوضح كنعاني أن «المباحثات مع العراق بهذا الخصوص جيدة وجارية»، وأنّ «العراق أبدى اهتمامه الواضح بتسديد ديون إيران بأفضل وأحسن طريقة ممكنة».
يأتي ذلك في سياق حل أزمة الديون العراقية المرتبطة بشكل أساسي بعقود الطاقة بين البلدين، حيث تمنع العقوبات الأميركية على إيران إمكانية تحويل أموال العراق إلى البنوك الإيرانية بشكل طبيعي، ما يعقّد عملية الدفع.